الخميس 09 يناير 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

زعمت أنها رأت سيدنا عيسى وقال لها أنت مريم العذراء.. حيثيات الحكم على مضيفة الطيران قاتلة ابنتها| خاص

مضيفة الطيران المتهمة
حوادث
مضيفة الطيران المتهمة بقتل ابنتها
الأربعاء 08/يناير/2025 - 01:34 م

أودعت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بالتجمع الخامس، حيثيات الحكم بالسجن 15 سنة على مضيفة الطيران، المتهمة بقتل ابنتها.

حيثيات الحكم على مضيفة الطيران قاتله ابنتها

وجاء في حيثيات الحكم: حيث إن واقعة الدعوى بما استقرت في يقين المحكمة واطمأن إليها وجدانها مستخلصة من سائر الأوراق وما تم فيها من تحقيقات، ومما دار بشأنها بالجلسات تتحصل في أن المتهمة أميرة بنت حمد بريك تونسية الجنسية، وتعمل في مجال الطاقة والروحانيات وعملت سابقا مضيفة بالطيران الإماراتي، وقد تزوجت من مهندس مصري وأقامت معه بالقاهرة، ورزقت منه بالطفلة تارا المجني عليها. 

وأضافت حيثيات الحكم: أن المتهمة قد أوعز لها شيطانها ودلها تفكيرها الآثم إلى قتل ابنتها التي لم يتجاوز عمرها عامين، دون ذنب، قد ارتكبته أو إثم قد اقترفته، بأن أحضرت إحدى حقائبها المصنوعة من القماش ثم أحضرت أداة مقص، وقصت حمالتها حتى أصبحت حبل، وبدم بارد لفت الحبل حول عنق ابنتها النائمة كالملاك في أمان الله، وظلت تضغط على عنقها دون رحمة مستغلة ضعفها وقلة حيلتها حتى فارقت الطفلة الحياة، وتناست المتهمة كل معاني الأمومة. 

وأردفت حيثيات الحكم: أن المتهمة عللت جرمها بأنها تحدث لها يقظة روحانية حتى تصبح مستنيرة وترى أشياء لا يراها الآخرون، وأنها رأت سيدنا موسى وسيدنا عيسى في اليقظة وأخبروها بأنها مريم العذراء، وطلبا منها أن تساعد البشر على الأرض وعالجت أناسا كثر بمنزلها حتى يتخلصوا من نفوسهم الشريرة، وذلك بمقابل مادي بسيط بمنزلها، كما أقرت بالتحقيقات، وأنها لدى نومها جاء إليها هاتف وأمرها بأن تذهب إلى زوج آخر، الذي هو في السماء، شريطة أن تصعد ابنتها معها إلى رب العباد، وكان لزامًا أن تضحي بفلذة كبدها في الدنيا، في سبيل أن تعيش معها في الحياة الثانية الأبدية التي ستذهب إليها. 

وأكملت الحيثيات: وتوجهت لحجرة ابنتها للخلود للنوم، وحال انفرادها بابنتها التي هي نائمة في أمان الله بفراشها نفذت ما أوحي إليها من أوهام في خلدها وحدها، بأنه حان وقت الذهاب وابنتها للرفيق الأعلى والابتعاد عن أشرار الأرض، ونفذت جرمها بدم بارد وقسوة قلب وتنامى إلى سمع زوجها الموجود خارج الغرفة إلى أنينها، وسارع لاستطلاع الأمر فوجدها على فراشها وعليها غطاء، فنزعه من عليها ووجدها تضرب نفسها بسكين صغير في رقبتها محاولة الانتحار، فحاول منعها عما تفعله وإنقاذها؛ إلا أنها لم تبال وتوجهت للمطبخ وأحضرت سكينا آخر كبيرا، وظلت تطعن نفسها ونُقلت للمستشفى للعلاج حتى تعافت. 

وأشارت الحيثيات: وقد أقرت المتهمة بتحقيقات النيابة العامة بقتلها ابنتها يارا؛ نفاذا لأوامر عليا صدرت إليها من السماء، وأن تنتحر ويعيشا معًا في الحياة الثانية كما خيل إليها بذهنها وحدها من خرافات لا يتقبلها العقل، واعترفت بجلسات المحاكمة بقتلها ابنتها؛ معللة ذلك بأنها لم تكن في وعيها، وبأسباب خارجة عن إرادتها بأنها شاهدت سيدنا موسى وسيدنا عيسى وهي مستيقظة، وأخطراها بأنها مريم وأمراها بترك الحياة الدنيا هي وابنتها والانتقال للحياة الأخرى الأبدية، والابتعاد عن الأشرار الموجودين على الأرض، ونفذت ما أمرت به بقتلها ابنتها. 

وأكملت: وثبت من تقرير المجلس القومي للصحة النفسية، أن المتهمة لا تعاني في الوقت الحالي ولا في وقت الواقعة موضوع الاتهام من أي اضطراب نفسي أو عقلي يفقدها أو ينقصها القدرة والاختيار على الإدراك والتميز والحكم على الأمور، مما يجعلها مسئولة جنائيا عما أسند إليها من اتهام في الواقعة، وانتهى تقرير اللجنة الخماسية المشكلة والمحكمة من أطباء نفسيين كطلب الدفاع بشأن بيان الحالة النفسية والعقلية للمتهمة الآن ووقت ارتكاب الواقعة، وعما إذا كانت مسئولة عن أفعالها من عدمه. 

واختتمت: انتهى تقريرها إلى نفس النتيجة التي انتهى إليها التقرير الأول، وهي أنها لا تعاني من أي أمراض نفسية أو عقلية، وأنها مسؤولة عن أفعالها. ودلت التحريات على أن المتهمة، أثناء تواجدها مع زوجها وصغيرتها المجني عليها في مسكنها، وحال استغراقها في النوم، اختمر في ذهنها فكرة التخلص من ابنتها، فأعدت لهذا الغرض قطعة قماشية قصتها من إحدى الحقائب، ثم استخدمتها كحبل ولفَّتها حول عنقها حتى أردتها قتيلة، وكان قصدها إزهاق روح المجني عليها. وثبت من تقرير الطب الشرعي أن الإصابة الموجودة حول العنق ناتجة عن الاحتكاك بجسم صلب مرن ذو حواف ومتعرجة وسطح خشن، وأن الوفاة نتيجة إسفكسيا الخنق.

وحيث إن الواقعة قد ثبتت صحتها وصحة إسنادها إلى المتهمة من جملة أقوالها، وما أقرت به المتهمة في تحقيقات النيابة العامة، وما ثبت من تقرير الصفة التشريحية بمصلحة الطب الشرعي، وما ثبت من تقرير المجلس القومي للصحة النفسية، فلهذه الأسباب حكمت المحكمة حضوريًا بمعاقبة أميرة بنت حمدة بريك بالسجن المشدد لمدة خمسة عشر سنة.

تابع مواقعنا