يتوقعون أحداثًا مماثلة.. باحثون يكشفون سبب حرائق لوس أنجلوس
كشفت نتائج دراسة حديثة، أن حرائق الغابات في لوس أنجلوس من المتوقع أن تصبح الأكثر تدميرًا على الإطلاق في جنوب كاليفورنيا، إذ اكتشف علماء في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، نمطًا عالميًا لما أطلقوا عليه التقلبات المناخية المائية، وهي تقلبات سريعة بين الطقس الرطب بشدة والطقس الجاف الخطير.
وبحسب ما نشر في صحيفة ديلي ميل البريطانية، وجد العلماء أنه بعد سنوات من الجفاف الشديد، غمرت العشرات من الأنهار الجوية، وهي أشرطة طويلة وضيقة من بخار الماء في الغلاف الجوي، كاليفورنيا بأمطار قياسية في شتاء 2022-23، ولقد أدى هذا إلى دفن المدن الجبلية تحت الثلوج، مما أدى إلى فيضانات الوديان بسبب هطول الأمطار وذوبان الثلوج، ومن ثم حدوث مئات الانهيارات الأرضية، وبعد شتاء رطب ثانٍ في جنوب كاليفورنيا في 2023-24، جلب العام الماضي صيفًا حارًا قياسيًا والآن بداية جافة قياسية لموسم الأمطار في عام 2025، إلى جانب نباتات جافة للغاية احترقت منذ ذلك الحين في سلسلة من حرائق الغابات المدمرة.
سبب حرائق لوس أنجلوس
وقال العلماء، إن لوس أنجلوس تحترق، والتغيرات المناخية المتسارعة هي الرابط الرئيسي بين الأمرين، والحرائق ناجمة عن النباتات المفرطة في النمو والظروف الجافة والرياح غير المعتادة.
وفي سياق متصل، تسببت موجات الجفاف الشديدة والرياح التي بلغت سرعتها مائة ميل في الساعة في اندلاع حرائق الغابات في ضاحية باليساديس الثرية في لوس أنجلوس من يومين، ومنذ ذلك الحين، أسفرت الحرائق عن مقتل 5 أشخاص على الأقل وتدمير آلاف المنازل وإجبار أكثر من 130 ألف ساكن على الإخلاء.
وتحذر نتائج الدراسة، من أن هذه الأحداث الناتجة عن التغيرات المناخية، يمكن أن تؤثر بطرق مختلفة ومفاجئة، حيث إن تغير المناخ هو المحفز لتقلبات الطقس، ويتوقع الخبراء زيادات كبيرة أخرى مع استمرار ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي، ويستشهد الباحثون بأحداث متعددة وقعت بين عامي 2016 و2023، بما في ذلك الفيضانات في جنوب آسيا عام 2022 وحرائق الغابات المميتة في أستراليا قبل خمس سنوات.
تأثير تغيرات المناخ وحرائق لوس أنجلوس
وقال الدكتور دانييل سوين، عالم المناخ بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، والمؤلف الرئيسي للدراسة: تبين أن زيادة التغيرات المناخية تكون واحدة من أكثر التغيرات العالمية الشاملة على كوكب الأرض الدافئ، وتشير الأدلة إلى أن التأثيرات المناخية المائية، قد زادت بالفعل بسبب الانحباس الحراري العالمي، وأن المزيد من الانحباس الحراري سيؤدي إلى زيادات أكبر.
وأشار الباحثون، إلى أن تغير المناخ الناجم عن أنشطة الإنسان، بما في ذلك عوامل مثل تربية الماشية وحرق الوقود الأحفوري للحصول على الطاقة، له دور في حرائق لوس أنجلوس، حيث أن الهواء الدافئ قادر على الاحتفاظ بمزيد من المياه، وإن تغير المناخ يتسبب في هطول أمطار غزيرة وفيضانات شديدة، مما يؤدي إلى حدوث انهيارات أرضية على سفوح التلال المشبعة بالمياه، وهذه الرطوبة الزائدة تؤدي أيضًا إلى زيادة نمو العشب القابل للاشتعال في الأشهر التي تسبق موسم حرائق الغابات، كما يؤدي الجفاف الشديد والحرارة العالية إلى جفاف النباتات، مما يجعلها أكثر عرضة للحرائق.
