دراسة: حرائق الغابات تشكل تهديدًا للصحة العقلية يستمر لسنوات

نشرت المدير المساعد لمجلس تغير المناخ والصحة العقلية بجامعة كاليفورنيا، الدكتورة جوتي ميشرا، بحث جديد، تشير فيه إلى أن حرائق الغابات بكاليفورنيا ستتسبب في زيادة مشاكل الصحة العقلية خلال السنوات المقبلة.

تشكل حرائق الغابات تهديدًا للصحة العقلية

ووفقًا لـ سي إن إن، أشارت ميشرا في بحثها إلى الدراسات التي تقول إن عدم اليقين بشأن فقدان المنزل أو الحي هو أحد العوامل التي يمكن أن تسهم في زيادة المشاكل المتعلقة بالصحة العقلية بين الأشخاص الذين يعانون من حرائق الغابات.

واستشهدت في البحث بحريق كامب فاير عام 2018 في شمال كاليفورنيا، والذي أوضح أن الأشخاص الذين تأثروا شخصيًا بحرائق الغابات كانوا أكثر عرضة للقلق والاكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة مقارنة بأعضاء المجتمعات التي لم تتعرض لحريق.

وهذا يعني أن مئات الآلاف من الأشخاص الذين صدرت لهم أوامر أو تحذيرات بالإخلاء وسط بعض أسوأ حرائق الغابات في تاريخ منطقة لوس أنجلوس يواجهون تهديدات ليس فقط لسلامتهم الجسدية ولكن أيضًا لصحتهم العقلية، وليس فقط بعد مرور الحريق مباشرة، وأظهرت الدراسات أيضًا أن بعض الأشخاص واجهوا مشاكل بعد أشهر أو حتى سنوات من حرائق الغابات.

تأثير التدخين على الصحة العقلية

وفي الأمد القريب، وجدت العديد من الدراسات أن حرائق الغابات يمكن أن تكون مزعزعة للاستقرار وتجعل الناس يشعرون بالتوتر ويختبرون مشاعر الغضب والحزن والصدمة والاكتئاب والإحباط، كما قد يفقد الناس شهيتهم، ويعانون من مشاكل في النوم أو يعانون من كوابيس، وقد يلجأون إلى المخدرات أو الكحول لعلاج أنفسهم، كما تظهر الدراسات.

ويمكن أن تؤثر في الاكتئاب والقلق والصدمة النفسية على عدد أكبر من الأشخاص على المدى الطويل، حتى لو لم يسبق لهم أن عانوا من مثل هذه المشاكل المتعلقة بالصحة العقلية من قبل، وتظهر الأبحاث أن اضطراب ما بعد الصدمة يمكن أن يستمر لمدة ثلاثة أشهر وحتى عقد من الزمان بعد حريق الغابات.

وأظهرت دراسة عام 2024 وجود ارتباط بين زيارات أقسام الطوارئ بسبب اضطرابات القلق والتعرض لدخان حرائق الغابات، وكان التأثير أكثر وضوحًا لدى النساء والفتيات وكبار السن، حيث أدت أحداث الدخان الكبرى إلى تضخيم هذا الخطر بشكل كبير.

وأوضحت أن استنشاق كميات كبيرة من الدخان قد يؤدي إلى الإصابة باضطراب القلق، وإن مستوى جودة الهواء في لوس أنجلوس أعلى من المستوى الوطني بنحو 10 إلى 20 مرة، لذا فمن المؤكد أن هذا يمثل حدثًا خطيرًا للدخان في منطقة جنوب كاليفورنيا بأكملها، ومن المؤكد أن منطقة لوس أنجلوس الحضرية مغطاة بدخان كثيف.