سنوار جديد يعيد بناء حماس.. إسرائيل تلاحق شقيق يحيي السنوار وتخشى صعوده
بالتزامن مع اقتراب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، تبقى واحدة من المعضلات الصعبة التي تقف أمام إسرائيل في تحقيق أهدافها، متمثلة في محمد السنوار، شقيق الراحل يحيي السنوار زعيم حركة حماس، الذي استشهد في أكتوبر 2024 بعد مواجهة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
بعد رحيل يحي السنوار.. برز اسم سنوار جديد ـ لم يتم حتى الآن إعلانه قائد لحماس في غزة ـ لكن وفقا للمعطيات على أرض الواقع في القطاع، فإن محمد السنوار هو القائد الفعلي لحركة حماس الآن في قطاع غزة.
وبحسب ما نشرته وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الإثنين، بالتزامن مع المفاوضات المستمرة حول صفقة غزة، فإن تل أبيب ترغب في إبعاد محمد السنوار، شقيق يحيي السنوار خارج قطاع غزة بشكل نهائي، مع الإشارة إلى أن محمد السنوار من بيده قرار الموافقة على مسودة صفقة المحتجزين المقدمة إلى حركة حماس.
رحيل يحيي وظهور سنوار جديد
تلقت حركة حماس ضربة قوية برحيل قائدها ومهندس هجوم الـ 7 من أكتوبر يحيي السنوار، في أكتوبر 2024، بعدما استشهد على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، في معركة فردية واجه فيها قوات الاحتلال حتى اللحظة الأخيرة من حياته، إلا أن محمد السنوار، شقيق يحيي الأصغر، بدأ منذ ذلك الوقت العمل على إعادة بناء حركة حماس، وتعزيز قواتها في القطاع من جديد وتدريب مئات المقاتلين الجدد الذين يعملون تحت قيادته الآن، وفقا للتحليلات الإسرائيلية.
في هذا الصدد، يقول عامير أفيفي اللواء المتقاعد بجيش الاحتلال الإسرائيلي، إن وتيرة إعادة بناء حماس لنفسها كانت أعلى من وتيرة القضاء عليها من قبل الجيش الإسرائيلي.. ومحمد السنوار يدير كل شيء، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.
وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، إن محمد السنوار يعيد بناء الحركة بتجنيد مقاتلين جدد في قطاع غزة، مما يدفع إسرائيل نحو حرب استنزاف، حيث أن العدوان على القطاع خلق جيلا جديدا من المقاتلين، وملأ غزة بالذخائر غير المنفجرة التي تعيد المقاومة تصنيعها إلى قنابل تستخدمها في معاركها المستمرة بالقطاع، وتشكل حملة التجنيد والقتال المستمر تحت قيادة محمد السنوار تحديا جديدا لإسرائيل.
من هو محمد السنوار؟
محمد السنوار يبلغ من العمر حوالي 50 عامًا حيث ولد في عام 1975 في مخيم خان يونس للاجئين، وكان مقربًا جدا من شقيقه الذي كان يكبره بأكثر من 10 سنوات، وانضم إلى حماس في سن مبكرة مثلما فعل شقيقه الراحل يحيى السنوار، ومقربا لقائد الجناح العسكري للحركة محمد الضيف، ولا تعرف عنه الأجهزة الأمنية الإسرائيلية سوى القليل من المعلومات، وفي عام 1991 اعتقله جيش الاحتلال الإسرائيلي وسجنه في سجن كتسيعوت، ولكن تم إطلاق سراحه بعد 9 أشهر.
وتبحث تل أبيب الآن عن محمد السنوار، في محاولة لتصفيته هو الآخر، حيث وضعت جائزة بقيمة 300 ألف شيكل للقبض عليه حيا أو ميتا، وهذا المبلغ هو ثاني أكبر جائزة مالية، بعد تلك التي وضعت على رأس يحيى 400 ألف شيكل.
وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي على لسان المتحدث العسكري دانيال هاجاري، أن إسرائيل تبحث بنشاط عن محمد السنوار، وجميع القادة العسكريين للحركة.
وبحسب صحيفة جيروزليم بوست الإسرائيلية، فإن محمد السنوار يتمتع بدهاء ووحشية عززت دوره في القيادة العسكرية لحركة حماس، حيث وصفته بـ “الرجل الغامض”، وشغل محمد السنوار منصب قائد لواء خان يونس في كتائب القسام، وكان أحد خاطفي الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، وأحد مهندسي أنفاق غزة.