إيال زمير المرشح الأقوى لخلافة رئيس الأركان الإسرائيلي هيرتسي هليفي
إيال زمير، الجنرال الإسرائيلي البارز، يُعد المرشح الأقوى لخلافة رئيس الأركان الحالي هيرتسي هليفي في حال إقالته، وهي خطوة باتت أقرب للواقع في ظل التحركات السياسية داخل حكومة بنيامين نتنياهو.
وُلد زمير في 26 يناير 1966 في مدينة إيلات، وتميز بمسيرة عسكرية طويلة وحافلة امتدت منذ انضمامه إلى صفوف الجيش الإسرائيلي عام 1984، وبدأ خدمته في سلاح المدرعات وتدرّج في المناصب القيادية، حيث قاد اللواء السابع المدرع، والفرقة 36، والقيادة الجنوبية، التي تعتبر من أهم المواقع في الجيش الإسرائيلي نظرًا لحساسيتها الأمنية.
إلى جانب مسيرته العسكرية، شغل زمير منصب السكرتير العسكري لرئيس الوزراء، ما جعله على تماس مباشر مع صناعة القرار السياسي والأمني في إسرائيل، كما عُيّن في يناير 2023 مديرًا عامًا لوزارة الدفاع بقرار من وزير الدفاع يوآف جالانت، وهي خطوة رأى فيها مراقبون تمهيدًا لتوليه منصب رئيس الأركان مستقبلًا.
إيال زمير المرشح الأقوى لخلافة رئيس الأركان الإسرائيلي
يحمل زمير شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة حيفا، وهو خريج الكلية العسكرية للقيادة والأركان وكلية الأمن القومي، مما يجمع بين خبرة ميدانية عميقة ورؤية استراتيجية واسعة، هذا المزيج الفريد من الخبرة جعل اسمه يتردد بقوة داخل أروقة القيادة الإسرائيلية كخيار مناسب في هذه المرحلة الحساسة.
رحيل هيرتسي هليفي، في حال تأكيده، يأتي على خلفية ضغوط سياسية متزايدة، فقد كشفت تقارير أن إقالته كانت ضمن شروط أساسية وضعها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش للبقاء في الحكومة، هذه المطالب لم تتوقف عند تغيير القيادة العسكرية، بل تضمنت تعزيز الاستيطان في الضفة الغربية، وتكثيف الإجراءات الأمنية فيها، بالإضافة إلى تصعيد العمليات العسكرية، كما حدث في جنين مؤخرًا.
زمير، إذا تولى المنصب، سيواجه تحديات كبرى أهمها إعادة فرض السيطرة على الضفة الغربية، التي باتت تشهد تصاعدًا في عمليات المقاومة الفلسطينية، فضلًا عن تهدئة الأوضاع في غزة عقب التصعيد الأخير الذي أعقب عملية طوفان الأقصى في أكتوبر 2023، والملفات الأخرى تشمل تعزيز الجهوزية العسكرية للجيش الإسرائيلي في ظل التوتر مع لبنان وإيران، والضغوط الداخلية من الحكومة التي تريد تحقيق مكاسب سياسية من القرارات العسكرية.
تعيين زمير، المتوقع أن يُعلن قريبًا إذا أُقيل هليفي، يمثل اختبارًا جديدًا لقدرة المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على التكيف مع التدخلات السياسية، لا سيما في حكومة يقودها ائتلاف يميني يعتمد على دعم الأحزاب الدينية والقومية.