دراسة: علاج جديد للسرطان يؤدي إلى تقلص الأورام
أظهرت دراسة علمية حديثة، نُشرت في مجلة Cell، أن علاجًا تجريبيًا يعتمد على فيروس معدل وراثيًا قد يكون فعالًا في تقليص الأورام السرطانية، مما يفتح آفاقًا جديدة في مكافحة بعض أنواع السرطان الأكثر شيوعًا.
علاج جديد للسرطان يؤدي إلى تقلص الأورام
وبحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، طور علماء في الصين العلاج الجديد باستخدام فيروس نيوكاسل، الذي يُصيب الطيور لكنه غير مؤذٍ للبشر، حيث تم تعديله لتحفيز الجهاز المناعي على استهداف الخلايا السرطانية وتدميرها.
وتم اختبار العلاج، المعروف باسم NDV-GT، على 23 مريضًا يعانون من سرطانات متقدمة، مثل سرطان الثدي والرئة والجلد، والذين لم يستجيبوا للعلاجات التقليدية، وكشفت النتائج أن 22 من المرضى شهدوا انكماشًا ملحوظًا في الأورام أو توقف نموها بعد تلقي العلاج لمدة تتراوح بين 8 و12 أسبوعًا، في حين لم يظهر مريض واحد استجابة.
كما تم إجراء تجارب على قرود مصابة بسرطان الكبد، حيث لوحظ أن جميعها عاشت لفترة أطول مقارنة بالمجموعة التي تلقت علاجًا وهميًا، إذ توفيت القرود التي لم تتلقَ العلاج خلال أربعة أشهر، بينما استمرت المجموعة الأخرى في العيش لأكثر من ستة أشهر.
آلية عمل العلاج الجديد
يعتمد العلاج على خداع الجهاز المناعي، حيث يقوم الفيروس بنقل تعليمات جينية لإنزيم يُدعى Alpha 1.3-Galactosyltransferase، الذي يغطي الخلايا السرطانية بسكريات توجد عادةً في أنسجة الخنازير، ويؤدي ذلك إلى استجابة مناعية قوية تهاجم الأورام بشكل انتقائي، دون التأثير على الخلايا السليمة.
آفاق مستقبلية وتحديات
رغم النتائج الإيجابية، أشار خبراء في علم الأورام المناعية إلى أن العلاج لا يزال في مراحله الأولية، ويحتاج إلى مزيد من التجارب السريرية للتحقق من فعاليته وسلامته قبل طرحه للاستخدام على نطاق واسع، ومن المتوقع أن يخضع العلاج للمرحلتين الثانية والثالثة من التجارب السريرية، وهي عملية قد تستغرق عدة سنوات قبل أن يصبح متاحًا للمرضى.
وتأتي هذه الدراسة في وقت يتم فيه تشخيص نحو مليوني حالة سرطان سنويًا في الولايات المتحدة، مع تسجيل أكثر من 600 ألف حالة وفاة بسبب المرض، مما يجعل البحث عن علاجات جديدة وفعالة أمرًا بالغ الأهمية.