المؤيدون والرافضون لدراسة تعريب مقررات كليات الطب البشري والصيدلة بجامعة الأزهر
في الوقت الذي عبر فيه عدد كبير من الأطباء عن عدم قبولهم لدراسة تعريب مقررات كليات الطب البشري والصيدلة بجامعة الأزهر، أعلن آخرون تأييدهم للفكرة.
تعريب مقررات كليات الطب البشري والصيدلة بجامعة الأزهر
وسادت حالة من الجدل على السوشيال ميديا، خلال الساعات الماضية، بعد إعلان جامعة الأزهر، دراسة تعريب العلوم الطبية، إذ أكد البعض أن هذا القرار صائب وفي مصلحة الطلاب، والبعض الآخر يرى أن هذا لا يصلح تطبيقه.
الرافضون لدراسة تعريب مقررات كليات الطب البشري والصيدلة بجامعة الأزهر
وكتب الدكتور حسين أبو الغيط عميد كلية طب البنين جامعة الأزهر، عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: لا صحة لما يتم تداوله عن توجيه الدراسة باللغة العربية في قطاعات الطب والصيدلة وطب الأسنان.. أن تعريب العلوم لا يعني بالضرورة ولا بالقطع تعريب تدريسها ولكنه التعريب الذي من شأنه إثراء اللغة والعلوم.
ورأى الدكتور محمد عبد العزيز، أستاذ العلوم والتربية بـ جامعة عين شمس، أن الدراسة في مجال العلوم الطبية تتطلب فهمًا عميقًا، وعملية الترجمة ليست بالأمر السهل وتتعلق بلغة خاصة وعلمية.
وأضاف الدكتور محمد عبد العزيز في حديثه لـ القاهرة 24، أن الترجمة الدقيقة للمصطلحات العلمية باللغة العربية ستكون صعبة وقد تؤدي إلى حدوث مغالطات في المفاهيم العليمة، مشيرًا إلى أنه يجب التفريق بين الدراسة والترجمة، لأن من الضروري التدريس للطلاب بلغة العلم التي تستخدم في المجتمع العلمي المنوط بدراسة الطب والعلوم.
واتفق معه في الرأي الدكتور محمد خليل موسي الخبير التربوي، والذي أكد أن التعريب في مواد كليات الطب سيئ للغاية، وسيكون عائقا أمام الطلاب في المستقبل عندما يريدون الاستفادة من التخصص، مشيرًا إلى أنه لابد من السير في الاتجاه الصحيح.
وأشار الخبير التربوي في حديثه لـ القاهرة 24، إلى أن الدول المتقدمة في مجال الطب مثل إنجلترا وأمريكا يتحدثون باللغة الإنجليزية، متابعًا: كده مش هيكون فيه منح دراسية للطلاب عشان كل المناهج هيتم دراستها باللغة العربية.
وفي السياق ذاته، أكد الدكتور علاء فتحي أستاذ بكلية الطب جامعة عين شمس، أن قرار تدريس تعريب العلوم الطبية بمثابة كارثة تحل بالطب ودراسته في مصر، موضحًا: إذا كنا روادا في الطب كما كان الحال أيام النهضة الإسلامية فالتعريب أساسي، أما إذا كنا نستقي العلم من الخارج فإن التعريب بمثابة تجفيف الينابيع عن الطبيب المصري.
ومن جانبه، اعتبر الدكتور محمد الشيخ، نقيب صيادلة القاهرة، تعريب مناهج الطب والصيدلة والأسنان غير مجدية، لأننا مستهلكين للعلم ولسنا منتجين له، كما أنها ستفصلنا عن العالم لأن أشهر المجلات والدوريات العلمية تصدر باللغة الإنجليزية، ولن تقبل أبحاث باللغة العربية.
وأضاف الدكتور محمد الشيخ لـ القاهرة 24، أن تعريب العلوم بحاجة لأن نكون منتجين ولدينا ثراء علمي حتى نعمل على تعريبه، وتدريسه باللغة العربية، مشيرًا إلى أن الدول الأوروبية وشرق آسيا تدرس باللغة الإنجليزية أيضًا.
وفي الوقت نفسه أعرب الدكتور إيهاب هيكل، نقيب أطباء الأسنان، عن رفضه لخطوة جامعة الأزهر بدراسة تعريب مناهج الطب والصيدلة وطب الأسنان، بدلًا من دراستها باللغة الإنجليزية.
وأوضح الدكتور إيهاب هيكل لـ القاهرة 24، أن هذه الخطوة فعلتها سوريا، وأثبتت فشلها وندمت عليها، مضيفًا أن تعريب مناهج الطب يمنع الخريج من مواكبة أحدث الدراسات والتطورات في مجال الطب بسبب حاجز اللغة.
المؤيدون لدراسة تعريب مقررات كليات الطب البشري والصيدلة بجامعة الأزهر
وفي المقابل، أشاد الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي، بقرار جامعة الأزهر بشأن دراسة تعريب العلوم الطبية، موضحًا أن هذا القرار صائب، وسيكون في مصلحة الطلاب، ويسهل عليهم خلال المذاكرة.
وأشار الدكتور مجدي حمزة في حديثه لـ القاهرة 24، إلى أن هذا القرار ينتظره منذ فترة، ويتمنى أن يطبق ويتم تنفيذه من العام المقبل، متابعًا: التعريب سيفرق معنا في اللغة والدين والأخلاقيات الإسلامية، وأتمنى تطبيقه في جميع الجامعات المصرية حتى تعود الريادة وأهمية اللغة العربية.
وأيد الدكتور عبد الناصر سنجاب، عضو لجنة إدارة النقابة العامة للصيادلة، خطوة جامعة الأزهر ودراستها لتعريب مناهج الطب والصيدلة والأسنان، قائلًا: تأخرنا بهذه الخطوة، وقرار صحيح، لكن يجب أن تكون البداية ببعض المناهج وليس تعريب الكل، لحين نجاحها.
ممثل نقابة الصيادلة يؤيد فكرة تعريب بعض مناهج الطب والصيدلة
وأوضح الدكتور عبد الناصر سنجاب، لـ القاهرة 24، أنه يجب تعريب ملخصات المناهج، وتدريسها باللغة الإنجليزية كما هي، والدمج في عملية التدريس بين العربية والإنجليزية كخطوة أولى.