الأربعاء 05 فبراير 2025
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

يناير الحلم والعمل

الجمعة 24/يناير/2025 - 06:54 م

عيش - حرية كرامة – إنسانية

مازلت أتذكر كل لحظاتها، رغم مرور أربعة عشر عاما، عندما خرجنا يملؤنا الأمل والحلم في مستقبل أكثر إشراقا، بصدور عارية، نواجه مصيرنا، كسرنا حاجز الخوف والصمت، كنا مخلصين لقضيتنا، مؤمنين بما نفعله ونسعي إليه، غير عابئين بما سنواجه، ولكننا للأسف فشلنا أن نظل متماسكين كما كنا في أيامنا الأولى، بعد التنحي أصبحنا شيعا، وفرق متناحرة، نرمي في ذكراها مسؤولية فشلها على بعضنا البعض، ومازلنا في تلك الدائرة التي تتسع وتزيد التباعد والتناحر.

وانشغلنا في خلافات دائمة ومتتالية مثل: هل 25  يناير عيد للشرطة أم عيد للثورة؟

 وتناسينا أن كل أيام ملاحمنا الوطنية عيد للمصريين، فقد ضرب أولاد مصر من ضباط وجنود للشرطة المصرية أروع الأمثلة في التضحية والفداء وقدموا أرواحهم ودمائهم الطاهرة دفاعا وصونا للوطن فكيف لا نحتفل به، كما نحتفل بذكري ثورتنا وشهدائها وكل مصري خرج ليقف ضد الظلم ويهتف عيش حرية كرامة وعدالة إنسانية.

فالشرطة والجيش هم من حارب الإرهاب بعد سقوط جماعة الإخوان في 30 يونيو، ودفعا من دمائهم وأرواحهم ثمنا لحماية جموع المصريين، وانحيازهم وتكاتفهم مع الشعب في ثوره 30 يونيو هو من صحح المسار.

وعدنا إلى نقطة البداية بعد سنوات من محاربة الإرهاب وبين تردي الأوضاع في كل المجالات في مصر، كان يجب علينا أن نتعلم من أخطائنا ونقرأ في تاريخ الثورات، لكن غياب الرؤية ما بعد التنحي، وعدم وجود خريطة طريق يتفق عليها الشركاء أرجعنا عقود إلى الخلف.

شباب الثورة هم جيل الوسط الآن ومازال الخلاف والأيدولوجيات تطيح بأي تصحيح للمسار، ولن نعفي أنفسنا في عدم استدامة الحوار وتحمل الأطراف المتناحرين للوصول إلى نقطة اتفاق.

الأحزاب السياسية وترهلها لأسباب كثيرة منها غلق المجال السياسي، وعدم السماح بحرية الحركة والتعامل مع الشارع، ناهيك عن الخلافات الداخلية التي تضرب أوصال بعضها، وضعف التمويل والوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب، جعل من الأحزاب التي تملك المادة ترسم صورة غير واقعية عن دور الأحزاب وتحولت إلى جمعيات خيرية وتناست دورها الحقيقي، وأحزاب تحاول أن تصنع مجد بمواقفها واشتباكها مع قضايا وطنها ومجتمعاتها وتقدم حلولا منطقية وواقعية لمشاكلنا وهي نادرة ونتمنى دعمها لأنها تمثل المعارضة الوطنية الصادقة.

وفي وسط هذا الانغلاق لدينا برلمان يحمل شعار الموافقة الدائمة على كل القوانين والمقترحات والقروض، ووسط عبئ اقتصادي ومعيشي تعيشه الأسر المصرية التي تحملت كل أعباء الإصلاح الاقتصادي آملا في يوما يكتب لهم البهجة وتتحسن الظروف المعيشية التي أصبح واضحا امتدادها إلى عقود وأجيال قادمة.

وحكومة تناست دورها لتوفير احتياجات شعبها، بل أثقلتهم بكثير وكثير من الأعباء الإضافية.

لكن دعونا لا ننكر أن هناك حجم إنجازات كبير وعظيم، القضاء على العشوائيات، والطرق والكباري، المدن الجديدة، والإسكان الاجتماعي والعمل على زياده الرقعة الزراعية، ومحطات تحلية ومعالجة المياه، وكثير من المبادرات مثل تكافل وكرامة، وحياة كريمة مع اختلافي في إدارتها، وكثيرا من تلك الإنجازات نراه ونلمسه ولا ننكره.

وما يؤخذ عليها هو غياب الأولويات، التي ادخلتنا في قروض تبعياتها قاسية، وقدرتنا على تحمل فوائدها وأعبائها أشد قسوة.

كان ينبغي على الحكومة أن تضع خريطة للتحرك وسط مسارات ملحة وضرورية وذات أولوية، سيقول البعض وضعنا رؤية مصر 2030 ورؤيه استراتيجية في بعض المجالات كحقوق الإنسان ووثيقة ملكية الدولة، وعقدنا حوار وطني مع كافة القوى الوطنية، ومؤتمرات وندوات واجتماعات وخلافة لحل مشاكلنا ومشاركة الجميع في صنع القرار؛ لكنها تناست أنها لم تأخذ بأي توصية ولا بأي مقترحات وسارت في طريقها بجماعات سياسية من الموالاة تؤيدها بدون نقاش حقيقي أو تقدم لها رأي موضوعي، وضربت بمقترحات ما تطلق عليهم المعارضة عرض الحائط.

وسيشهد التاريخ آننا طالبنا وقدمنا في الحوار الوطني التالي: 

مشروع قانون جديد لمباشرة الحقوق السياسية، وقانون للأحزاب السياسية يجعل للحياة الحزبية ثراء وتفاعلا.

مشروع قانون للانتخابات يتيح للقوي الوطنية وللشعب المشاركة بشكل فعال في العملية الانتخابية ويفرز مرشحين معبرين عن قوى الشعب.

قدمنا رؤيتنا في مشروع قانون الإجراءات الجنائية، وطالبنا بالإفراج الفوري عن كل معتقلي الرأي ما لم تلوث أيديهم في الدماء.

وأننا طالبنا باستمرار جلسات الحوار الوطني لأنها تخلق نوعا من التفاهم والتقارب والانسجام للصالح العام للوطن للوقوف على أرضية مشتركة بين جميع القوى السياسية بحالة الحوار، مع الاهتمام والأخذ بما تسفر عنه تلك الجلسات من توصيات اتفق عليها.

وأن المسائل والقضايا الشائكة يجب أن تأخذ حقها من الحوار والمناقشة، ولن نرضي بأن يخرج وزير على سبيل المثال ليغير طبيعة العملية التعليمية بقرار شخصي بدون مناقشة متخصصة وأكاديمية وبحثية مستفيضة لأن ذلك يشكل مستقبل وطن.

العمل على فتح الملفات المغلقة والبدء في خطط عاجلة للنهوض بالملفات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية وأعتقد بما لا شك فيه أن هناك رؤي كثيرة وصالحة للبدء فورا في تنفيذ خطة إنقاذ لكل الملفات المتعثرة، فلدينا كافة مقومات النجاح، نحتاج فقط أن نفتح الصناديق المغلقة بالحلول لننهض بالصناعة والتجارة والاستثمار والزراعة والسياحة والتعليم وكافة المجالات بقدرتنا ومقوماتنا وبعيدا عن قروض جديدة تثقل أعباء المواطنين.

الشباب هم وقود تلك الأمة وقوتها فيجب إتاحة الفرصة لتعزيز دورهم، وكذلك المرأة، وتعزيز قيم المواطنة والمساوة وتكافؤ الفرص، ومواجهة التمييز بكل أشكاله.

كافة الملفات على الطاولة ما نحتاجه هو حوار حقيقي للمناقشة بين كافة التيارات والبدء فورا في خطة إنقاذ حقيقية، وأن نتفق على أن ننحي خلافتنا جانبا ويكون الصالح العام للوطن هو نصب أعيننا فقط.

أتمني أن نبدأ لنعوض السنوات الماضية ولنحقق ما خرجنا من أجلة، ومن أجل دماء الشهداء وكل من نادي عيش – حرية – كرامة إنسانية.

عاش كفاح الشعب المصري وتلاحم كل مكوناته شعبا وشرطة وجيشا.  

تابع مواقعنا