الإفتاء: الاحتفال بليلة النصف من شعبان المبارك مشروع على جهة الاستحباب
تلقت دار الإفتاء المصرية، سؤالا من أحد المتابعين نصه: ما حكم الاحتفالِ بليلة النصف من شعبان وقيامِ ليلها وصيامِ نهارها؟.
الإفتاء: الاحتفال بليلة النصف من شعبان المبارك مشروع على جهة الاستحباب
وقالت الإفتاء في فتوى سابقة: الاحتفال بليلة النصف مِن شهر شعبان المبارك مشروعٌ على جهة الاستحباب، وقد رغب الشرع الشريف في إحيائها، واغتنام نفحاتها؛ بقيام ليلها وصوم نهارها؛ سعيًا لنيل فضلها وتحصيل ثوابها، وما ينزل فيها من الخيرات والبركات، وقد درج على إحياء هذه الليلة والاحتفال بها المسلمون سلفًا وخلفًا عبر القرون من غير نكير.
وواصلت: ولا يؤثر في ثبوت فضل هذه الليلة ما يُثَار حولها من ادعاءات المتشددين القائلين بأنها بدعة، ولا يجوز الالتفات إلى مثل آرائهم الفاسدة؛ فإنها مردودة بالأحاديث المأثورة، وأقوال أئمة الأمة، وعملها المستقِر الثابت، وَما تقرر في قواعد الشرع أن مَن عَلِم حجةٌ على مَنْ لم يعلم.
فيما، أوضح الدكتور عطية لاشين، استاذ الفقة بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، الدروس المستنبطة من ليلة الإسراء والمعراج، مستندًا إلى الأحاديث الصحيحة وأهم الدروس الإيمانية والعملية المستخلصة من هذا الحدث العظيم.
وكتب عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: ليلة الإسراء والمعراج كانت حدثًا عظيمًا في تاريخ الإسلام، وهي تكريم للنبي ﷺ وتثبيت له بعد المحن التي تعرض لها في مكة، كوفاة زوجته خديجة رضي الله عنها وعمه أبي طالب، وزيادة أذى قريش له وللمسلمين، وكان هذا الحدث اختبارًا للإيمان ورفعًا لشأن النبي ﷺ، وبيانًا لفضل الأمة الإسلامية.
وتابع: الدروس المستنبطة من الإسراء والمعراج
1. الإيمان بقدرة الله المطلقة:
• الله سبحانه وتعالى أظهر قدرته في هذا الحدث العظيم، إذ أسرى بعبده محمد ﷺ من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وعرج به إلى السماوات في ليلة واحدة.
• قال الله تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى” (الإسراء: 1).
• هذا يُعلمنا أن قدرة الله فوق كل شيء، وأن المستحيل بالنسبة للبشر ليس مستحيلًا على الله.
2. مكانة النبي ﷺ ومنزلته العظيمة:
• ليلة الإسراء والمعراج كانت تكريمًا للنبي ﷺ، حيث صعد إلى السماوات العلى، وبلغ سدرة المنتهى، وسمع خطاب الله.
• لقاء النبي بالأنبياء في السماوات يؤكد أنه خاتم النبيين، ويدل على عظمة مكانته عند الله.
3. مكانة الصلاة وأهميتها
• الصلاة فُرضت في ليلة الإسراء والمعراج، مما يدل على عظمتها ومكانتها في الإسلام.
• الصلاة هي الصلة المباشرة بين العبد وربه، وقد كانت أول عبادة فرضت بهذه الطريقة، مما يبين أنها عماد الدين.
• الدرس هنا أن الصلاة ليست مجرد تكليف، بل هي راحة للمؤمن وتثبيت له.
4. فضل المسجد الأقصى
• الإسراء إلى المسجد الأقصى يدل على مكانته العظيمة عند الله، فهو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
• هذا يُعلمنا أهمية ارتباط المسلمين بالمسجد الأقصى وضرورة حمايته والدفاع عنه.
5. التثبيت في أوقات الشدة
• رحلة الإسراء والمعراج جاءت بعد عام الحزن، لتكون تثبيتًا للنبي ﷺ وإظهارًا لعظمة رسالته.
• كذلك، تُعلّمنا أنه بعد كل محنة تأتي منحة، وأن الله لا يترك عباده المؤمنين في الشدائد دون عون ونصر.
6. الإيمان بالغيب
• حادثة الإسراء والمعراج اختبار للإيمان بالغيب؛ فقد كذب بها المشركون، بينما صدقها المؤمنون وعلى رأسهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
• يُعلمنا هذا أن الإيمان بالغيب جزء أساسي من عقيدة المسلم، وأن المؤمن يثق بوعد الله حتى لو لم يدركه بعقله.