عمال مناجم لجأوا إلى أكل لحومهم من أجل البقاء على قيد الحياة بجنوب إفريقيا.. ما القصة؟
كشفت تقارير، أن عمال المناجم غير الشرعيين المحاصرين في أعماق منجم الذهب في جنوب إفريقيا، لجأوا إلى أكل لحومهم للبقاء على قيد الحياة، بعد أن قطعت السلطات إمداداتها الغذائية لإجبارهم على الخروج.
عمال لجأوا إلى أكل لحوم البشر في جنوب أفريقيا
وحسب ما نشرته صحيفة ديلي ميل البريطانية، تم انتشال نحو 324 شخصًا من منجم الذهب القديم في بافلسفونتين على بعد حوالي 93 ميلا من جوهانسبرج إحدى مدن جنوب أفريقيا، مما أنهى مواجهة استمرت لعدة أشهر بين عمال المناجم والشرطة.
لكن 78 منهم ماتوا بالفعل، بعد أشهر من احتجازهم على عمق ما يقرب من ميل تحت الأرض دون طعام وقليل جدًا من الماء.
وأكد المسؤولون أن اثنين من الناجين النحيفين، اللذين خرجا بكفالة يواجهان اتهامات بالتعدين غير المشروع وحيازة الذهب، نظرًا لـ إصرارهما للبقاء على قيد الحياة.
قطعوا أضلاعهم للحصول على الغذاء
وقال أحد الرجال الذين أنقذوا هؤلاء العمال: لقد قطعوا أجزاء من أرجلهم وأذرعهم وأضلاعهم للحصول على الغذاء، لقد قرروا أن هذا هو خيارهم الوحيد المتبقي للبقاء على قيد الحياة، واصفًا شعوره بـ إنه لم يعد يستطيع تناول اللحوم بعد نزوله إلى المنجم واكتشافه الجثث المتعفنة للضحايا.
وأضاف: كانت تلك الجثث ذات رائحة كريهة حقًا، أخبروني أن بعضهم اضطر إلى أكل أشخاص وآخرين داخل المنجم لأنهم لم يتمكنوا من العثور على الطعام، وكانوا يأكلون الصراصير أيضًا.
ولم يؤد هذا الكشف المروع إلا إلى تعميق الانقسامات في جنوب أفريقيا بشأن هذه الملحمة، حيث أشاد بعض المعلقين بالشرطة لسياستها الصارمة التي لا تتسامح مطلقًا مع العصابات الإجرامية.
مشاكل مناجم الذهب القديمة
لكن آخرين، بما في ذلك النقابات العمالية البارزة، اتهموا الدولة بارتكاب أحد أكثر مظاهر الإهمال المتعمد فظاعة في التاريخ الحديث، فيما تتمتع جنوب إفريقيا بوفرة من الثروات المعدنية، وكان التعدين منذ فترة طويلة أحد أكبر الصناعات التي تقود اقتصاد البلاد.
والجدير بالذكر، أن هذه المشكلة تنتشر بشكل خاص في مناجم الذهب القديمة، مثل بوفيلسفونتين، حيث نزلت مجموعة كبيرة إلى المنجم القديم على أمل العثور على رواسب ذهبية كبيرة لا تزال متبقية على عمق ميل تقريبًا في أوائل العام الماضي، لكن شرطة جنوب إفريقيا تمكنت بسرعة من التعرف على هوية هؤلاء الأشخاص، وحاصرت مدخل المنجم.