تحذيرات علمية: تغير المناخ قد يؤدي إلى تفشي البكتيريا في بريطانيا
حذر علماء من جامعة ساري من أن تغير المناخ قد يسهم في تفشي الإسهال في بريطانيا، مشيرين إلى وجود صلة واضحة بين ارتفاع درجات الحرارة وزيادة حالات الإصابة بالسالمونيلا في إنجلترا وويلز، حسب ما نُشر في صحيفة ديلي ميل البريطانية.
ووفقًا لدراسة حديثة نُشرت في مجلة العدوى، فقد وجد الباحثون علاقة بين الظروف المناخية الأكثر دفئًا وارتفاع معدلات الإصابة بهذه البكتيريا، التي تؤدي إلى الإسهال، وتشنجات المعدة، والقيء، والحمى.
تأثير المناخ على انتشار البكتيريا
وأوضحت الدراسة، أن الإصابة بالسالمونيلا تحدث عادة بسبب تناول اللحوم والدواجن والبيض غير المطهي جيدًا أو شرب الحليب غير المبستر، ومع ذلك، تشير الأدلة العلمية إلى أن الطقس يلعب دورًا حاسمًا في انتقال العدوى.
ووجد الباحثون أن العوامل المناخية الرئيسية المرتبطة بانتشار السالمونيلا تشمل ارتفاع درجات حرارة الهواء فوق 10 درجات مئوية، إلى جانب ارتفاع نسبة الرطوبة وانخفاض معدلات هطول الأمطار، كما تبين أن طول ساعات النهار بين 12 و15 ساعة يوميًا يعزز من نمو البكتيريا، رغم أن تغير المناخ لا يؤثر على كمية ضوء الشمس مباشرة.
واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة حول حالات السالمونيلا المؤكدة بين عامي 2000 و2016، إلى جانب بيانات الطقس الصادرة عن مكتب الأرصاد الجوية خلال نفس الفترة، كما تم التحقق من صحة النتائج عبر تحليل بيانات مماثلة من هولندا بين 2015 و2019.
ورغم أن عوامل مثل الضغط الجوي وسرعة الرياح لم تثبت ارتباطًا كبيرًا بانتشار السالمونيلا، إلا أن الباحثين أقروا بعدم قدرتهم على تأكيد العلاقة السببية بين المناخ وزيادة الحالات، مشيرين إلى احتمال وجود عوامل أخرى، مثل السلوكيات البشرية والقرب من مزارع الماشية، قد تؤثر أيضًا على تفشي المرض.
مخاطر أوسع وتأثيرات صحية متزايدة
ويشير العلماء إلى أن التغيرات المناخية قد تؤثر على الصحة العامة بعدة طرق، ليس فقط من خلال انتشار السالمونيلا، بل أيضًا عبر تعزيز نمو بكتيريا أخرى مثل كامبيلوباكتر، التي تسبب الإسهال وآلام البطن والحمى.
وفي هذا السياق، قال الدكتور جيوفاني لو إياكونو، المؤلف الرئيسي للدراسة: فهم كيفية تفاعل العوامل البيئية مع انتشار الأمراض ضروري لاتخاذ تدابير وقائية، خاصة في ظل التأثيرات المتزايدة للتغير المناخي على الصحة العامة.
ويؤكد الباحثون على الحاجة إلى دراسات إضافية في بلدان أخرى ذات ظروف مناخية واجتماعية مختلفة، بهدف تحسين الاستعداد لمواجهة تفشي الأمراض المرتبطة بالمناخ مستقبلًا.