أشعر بالشك في صحة بعض قصص القرآن فماذا أفعل؟.. شيخ الأزهر يجيب
يقدم جناح الأزهر الشريف بـمعرِض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 56 لزواره كتاب "الأطفال يسألون الإمام.. الجزء الثاني"، يشتمل على إجابات لـ 31 سؤالا للأطفال، يجيب عليها الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، من إصدارات سلسة كتاب "نور".
أفكر في بعض قصص القرآن مثل قصة سيدنا نوح وأشعر بالشك في صحتها فماذا أفعل؟.. الإمام الطيب
وكان من أبرز تلك الموضوعات سؤال طفل نصه: أفكر أحيانًا في بعض قصص القرآن الكريم مثل قصة سيدنا نوح عليه السلام أو غيرها، وأشعر بالشك في صحتها، وأخاف من شعوري هذا.. فماذا أفعل؟.
وردا على السؤال: قال الإمام الأكبر: التفكير يا بني فريضة إسلامية، والتساؤلات مقبولة مهما كانت طالما كانت من أجل التعلم لا التعنت والشك المنهجي أسلوب علمي سلك سبيله عدد من العلماء والفلاسفة، لكن هناك مجالات لا يدخلها الشك ومنها الأمور الثابتة بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، ولو فتحنا باب الشك في كل شيء لصارت الأمور كلها إلى العبث، لكن يمكن لمن وجد في نفسه شيئًا من ذلك أن يدفعه بجملة من الحقائق العلمية التي تؤكد صواب ما جاء به القرآن الكريم وأول هذه المؤكدات أن القرآن الكريم، وكل ما ورد فيه من قصص وغيرها هو كلام الله، ﴿وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ الله قيلا) [النساء: (۱۲۲)، وكلامه تعالى حق وصدق، لا ريب فيه.
وتابع: الثاني: أن هذه القصص حقائق تاريخية لم ينفرد القرآن الكريم بذكرها، بل منها ما هو موجود في الكتب السماوية السابقة على القرآن الكريم.
وواصل: الثالث: أن هناك مؤكدات علمية تدل على صواب قصة سيدنا نوح عليه السلام وغيرها من القصص الواردة في القرآن الكريم، مضيفا: الرابع: ضرورة اللجوء إلى أهل العلم الثقات لاستيضاح ما قد يطرأ على العقل من تساؤلات تحتاج إلى إيضاح حول نصوص القرآن والسنة فرد الأمر إلى المتخصصين يزيل ما قد يكتنف النص من لبس أو إبهام، قال عز وجل: ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَا تَبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا [النساء: ٨٣].
واستطرد: الخامس: لا بد من الاستعاذة بالله تعالى من همزات الشيطان ووساوسه، التي يلقيها في نفس الإنسان؛ إذ إن الشيطان يسعى دائما إلى إضلال الخلق وتشكيكهم في ثوابت دينهم، قال جل شأنه: وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلُّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا) [النساء: ٦٠).