ستاد الكرنك الرياضي بالأقصر.. حبر على ورق منذ 17 عاما
في مدينة الأقصر يقف ملف ستاد الكرنك الرياضي شاهدًا على 17 عامًا من التسويف والوعود المؤجلة، فهذا الاستاد لم يكن مجرد ملعبًا، بل كان صرحًا رياضيًا متكاملًا يمتد على مساحة 6 أفدنة، يحتضن أنشطة رياضية وثقافية واجتماعية، ويخدم شباب مدينة الأقصر بالكامل.
في عام 2007، كان شباب الأقصر على موعد مع صدمة لم يتوقعوها، عندما أقدمت الحكومة على إزالة ستاد الكرنك الرياضي، ضمن مشروع توسعة ساحة معابد الكرنك، هذا الصرح الذي كان يمثل متنفسًا رياضيًا وثقافيًا للشباب، ولكن الصدمة الأكبر كانت في غياب أي بديل حقيقي حتى اليوم.
وعود على مدار 17 عامًا.. ولكن من ينفذ؟
على مدار 17 عامًا، ظل ملف ستاد الكرنك الرياضي شاهدًا على التناقض بين الوعود والتنفيذ الفعلي، فمنذ إزالته، لم يتم إنشاء بديل يفي بحق شباب الأقصر في ممارسة الرياضة، رغم صدور قرارات رسمية بتخصيص أراض بديلة.
بديل ستاد الكرنك حبر على ورق
بعد عامين من إزالة ستاد الكرنك الرياضي، صدر قرارين بتخصيص قطعتي أرض لصالح مركز شباب مدينة الأقصر، كبديل للاستاد إلا أن المساحة الجديدة لم تتجاوز 2 فدان و13 قيراطًا، مقارنةً بأكثر من 6 أفدنة كان يشغلها الاستاد القديم، كما أن الواقع كشف أن الموقع غير مناسب لإنشاء ملعب قانوني، نظرًا لضيق المساحة وعدم ملاءمتها لمواصفات المنشآت الرياضية.
ورغم صدور قرارات بتخصيص أراض بديلة، إلا أن التنفيذ لا يزال حبر على ورق، فهذا التجاهل المستمر يعكس غياب رؤية واضحة للتنمية الرياضية في الأقصر، رغم أنها مدينة سياحية عالمية تحتاج إلى بنية تحتية تدعم الرياضة كجزء من التنمية الاجتماعية والثقافية.
محافظ الأقصر الجديد.. هل يحرك المياه الراكدة؟
منذ توليه منصبه، أظهر المهندس عبد المطلب عمارة، محافظ الأقصر، رغبة واضحة في فتح الملفات العالقة، وإعادة النظر في القضايا التي ظلت حبيسة الأدراج لسنوات.
ومع تحركاته الأخيرة لمراجعة مشروعات المحافظة، يتجدد الأمل لدى شباب الأقصر في إعادة فتح ملف ستاد الكرنك الرياضي، وإنهاء سنوات من التهميش، خاصة أن الرجل أبدى توجهًا واضحًا نحو إحياء المشروعات المتعثرة، فهل سيكون ستاد الكرنك ضمن أولوياته؟
الأيام المقبلة وحدها سوف تكشف ما إذا كان المحافظ عبد المطلب عمارة سينجح في إعادة ستاد الكرنك إلى الحياة، أم أن هذا الملف سيظل عالقًا بين الوعود والتسويف كما حدث طيلة 17 عامًا.