في ذكرى وفاة الزعيم مصطفى كامل.. تعرف على كتابه المسألة الشرقية
![مصطفى كامل](/UploadCache/libfiles/41/0/600x338o/134.jpg)
تحل اليوم ذكرى وفاة الزعيم الوطني مصطفى كامل الكاتب والسياسي ورئيس الحزب الوطني، وصاحب النضال الطويل ضد الاستعمار الإنجليزي، وفضح جرائم الاحتلال والتنديد بها في المحافل الدولية، خاصة مذبحة دنشواي.
ولد مصطفى كامل في 14 أغسطس عام 1874، وأسس الحزب الوطني عام 1907 لإثارة الروح الوطنية لدى المصريين، لكنه توفي بعد تأسيسه بأربعة أشهر فقط، عن عمر 34 عامًا.
من أهم مؤلفات مصطفى كامل كتاب المسألة الشرقية، والمقصود بها هو مسألة النزاع القائم بين بعض دول أوروبا والدولة العثمانية، بشأن البلاد الواقعة تحت سلطانها، وقد استخدم الكتاب لفظ الدولة العلية للدلالة على الدولية العثمانية.
يقع الكتاب تحت 3 عناوين رئيسية؛ هي: المسألة الشرقية، المسألة الشرقية في القرن الثامن عشر، المسألة الشرقية في القرن التاسع عشر، ومما يذهب إليه الكتاب أن الله قد وهب الدولة العثمانية سلطة عالية ورهبة عظيمة حينًا طويلًا من الزمان، فأخضعت لسلطانها الأمم والدول، وأرهبت بقوتها وعظمتها كل قوي وكل عظيم، ورفعت رايتها الهلالية الجليلة على أصقاع شاسعة وأقطار واسعة، فأبقت فتوحاتها وانتصاراتها في نفوس الأمم المقهورة بغضاء كامنة، وعداوة لدودة، فكان ذلك السبب الأول في الحروب العديدة التي وجهت ضدها، وأقيمت في وجهها.
ويضيف الكتاب: لما كانت البلاد الواقعة تحت سلطة الدولة العلية من أجمل بلاد العالم وأغناها؛ فقد تاقت نفوس أصحاب الدول الأوروبية لإخراج الترك من هذه البلاد وتقسيمها بينها، فكانت هذه الدول تحارب الدولة العلية بأمل تقسيمها شيئا فشيئا، والاستيلاء على أجزائها، وهذا هو سبب آخر لعداوة بعض الدول الأوروبية للدولة العلية.
ويواصل الكتاب: إذا دققنا النظر في سبب العداوة المشهور، وهو مسألة الدين، وجدنا أن الدولة العلية هي الدولة الوحيدة في دول الأرض التي عاملت رعاياها الذين يدينون بغير دينها بالتسامح والتساهل والاعتدال. فقد اتبعت أوامر الشرع الشريف، وتركت للمسيحيين حرية دياناتهم وعوائدهم وتقاليدهم، واحترمت عقائدهم كل الاحترام، فعاشوا طويلًا متمتعين بالحرية على حين أن مسيحيي إسبانيا قتلوا المسلمين؛ لأنهم مسلمون، وهتكوا أعراض نسائهم، وحرمة بيوتهم، وما رحموا إنسانًا.
وحسب الكتاب، لم تكتفِ الدولة العلية بحسن معاملة المسيحيين واحترام أديانهم وعقائدهم، بل عاملتهم كأعز أبنائها المسلمين، ولم تميز بين هؤلاء وبينهم، وسلكت مع الكل طريق المساواة، وعينت الكثيرين من المسيحيين في المناصب السامية والوظائف العلية، وائتمنتهم على أمورها.