رئيس ألمانيا يتحدث عن “مروة الشربيني” فى ذكرى وفاتها الـ10.. وخالد أبو بكر: تحولت لرمز عالمي للتسامح (صور)
يمر اليوم 10 سنوات على مقتل “شهيدة الحجاب”، الدكتورة مروة الشربيني، في ألمانيا، والتي قُتلت طعنا داخل محكمة دريسدن على يد المدعى عليه، الذي كانت تقاضيه بتهمة توجيه إهانات عنصرية لها، في أول يوليو عام 2009.
ومن جانبه قال المحامي الدولي خالد أبوبكر، “إن اليوم تمر 10 سنوات علي جريمه بشعه قتلت فيها المصريه الدكتورة مروة الشربيني في ألمانيا علي يد شاب عنصري، لمجرد أنها ترتدي الحجاب، ووقعت الجريمة أمام هيئة محكمة في مدينة دريسدن الألمانية”.
وأوضح “أبو بكر”، أن مروة تعد رمزًا مصريًا أصبح عالميًا لنبذ التطرف ونشر التسامح، مشيدًا بتصريحات الرئيس الألماني اليوم، التي ذكر فيها مروة الشربيني، ودعا إلى نبذ العنصرية والتطرف.
وكان المحامي خالد أبوبكر أول محامي عربي يصرح له بالترافع في المحاكم الألمانية باللغة العربية، قبل أن يحكم على قاتل مروة الشربيني بالسجن مدى الحياة.
وفي وقت سابق، أطلقت بلدية الضاحية الشرقية في مدينة بريمن الألمانية اسم المواطنة المصرية الراحلة مروة الشربيني، على ميدان بمنطقة شتاينتور، في إطار مشروع تتبناه البلدية لمحاربة اليمين المتطرف والعداء للأجانب.
وفي تصريحات لصحيفة “فيسر كورير” الصادرة في بريمن، قال دانييل دي أولانو، الناطق بلسان المجلس الاستشاري للضاحية الشرقية، إن الميدان تتقاطع فيه ثلاثة شوارع، وتم تدشين علامة باسم الميدان تحمل تعريفاً بالفقيدة التي كانت تعمل صيدلانية وعاشت في بريمن من 2005 إلى 2008 قبل أن تنتقل إلى مدينة دريسدن في جنوب شرق ألمانيا، ويطعنها متطرف يميني من أصل روسي داخل مبنى المحكمة في أول يوليو 2009 أثناء نظر منازعة بينهما.
وفي إطار المشروع ذاته، تم افتتاح جناح تذكاري لضحايا عنف اليمين المتطرف، برسم صور “جرافيتي” لـ12 شخصية منهم مروة الشربيني، على جدار منزل بالقرب من الميدان، وكتب طلاب إحدى المدارس ملخص سيرة ذاتية أسفل كل صورة، وكسوا الجدران بألواح عازلة وحافظة حتى لا تتعرض الصور للتخريب.
وكانت أحزاب يمينية قد وجهت العام الماضي انتقادات لمساعي البلدية لإقامة هذا المشروع، لكن دي أولانو الذي ينتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) أصر على تنفيذ المبادرة مع زملائه في الحزب، كما وجه بعض مواطني بريمن عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الصحفية انتقادات للمشروع باعتبار أنه قائم على المغالاة خاصة وأن مروة الشربيني وغيرها من الأشخاص المكرمين في المشروع لم يقتلوا في بريمن، مما يجعل الأمر مصطنعاً ومسرحياً، على حد تعبيرهم.
جريمة قتل مروة الشربيني كانت الحدث الأبرز في ألمانيا نهاية العقد الماضي، حيث عكس وجود احتقان دفين في المجتمع الألماني بين الأشخاص ذوي الأفكار اليمينية المتطرفية والنازية والمهاجرين واللاجئين من الدول الإسلامية تحديداً، حيث بدأت الجريمة بحدوث مشادة كلامية بين مروة والمواطن الألماني من أصل روسي أليكس فينز في حديثة أطفال، فسبها بألفاظ يعاقب عليها القانون كونها ترتدي الحجاب، فأقامت عليه دعوى قضائية وربحتها بتغريمه 780 يورو، وخلال نظر طعنه على الحكم، أخرج سكيناً من جيبه وانهال عليها بالطعن في قاعة المحكمة حتى لفظت أنفاسها، وأصاب زوجها المصري علوي عكاز بطعنات أيضاً، وعندما تدخل الأمن أطلق رصاصة أصابت زوجها المصاب، والذي كان يقيم في دريسدن للدراسة العلمية.
وبدأت محاكمة مكثفة لقاتل مروة الشربيني في نهاية أكتوبر 2009، حاول فيها دفاعه تخفيف العقوبة بحجة أنه مريض نفسي ويعاني من مشاكل اجتماعية وعقلية، لكن المحكمة برئاسة القاضية بريجيت فيجاند رفضت استخدام الظرف المخفف، وقضت بمعاقبة فينز -28 عاماً آنذاك- بالسجن مدى الحياة، مع إمكانية تخفيف العقوبة حسب سلوكه في السجن بعد 12 عاماً (أي في 2021).
وعرفت مروة الشربيني منذ مقتلها بلقب “شهيدة الحجاب” وتم إطلاق اسمها على العديد من المنشآت الإسلامية حول أوروبا، أبرزها مسجد مروة في دريسدن، ومركز مروة الشربيني للثقافة والتربية بنفس المدينة التي عاشت فيها آخر عامين في حياتها القصيرة التي امتدت 31 عامًا فقط.