“قلبها لم يتحمل ألم فراقه”.. ابنة إبراهيم سعدة تروي تفاصيل قصة حبه مع والدتها (تدوينة)
روت نيفين سعدة ابنة الراحل والصحفي الكبير إبراهيم سعدة، قصة الحب الكبيرة بين والدها رئيس مجلس إدارة وتحرير مؤسسة الأخبار الأسبق، وزجته، وذلك بعد رحيلها الخميس الماضي، غرقًا أثناء السباحة على شاطئ إحدى القرى السياحية بالساحل الشمالي.
وقالت نيفين: كان يا ماكان في زمن ماضي ذهب شاب مصري من مدينة بورسعيد إلى لوزان في سويسرا ليدرس في الجامعة هناك علوم سياسية، وهو يكمل دراسته قابل فتاة احلامه، فتاة جميلة أخذت قلبه وعقله وهي وقعت في غرام هذا الشاب المصري.
واستكملت: “ابهرها بشخصيته و عقله وثقافته، و توجت قصة الحب بالزواج والرجوع الى مصر بعد فترة، وبدأت هذه الشابة الجميلة حياتها في مصر في مدينة بورسعيد، التأقلم على الحياة الجديدة، لم يكن بالطبع سهل ولكن حبها الكبير لزوجها ساعدها على تحدي الصعاب، وهو بدأ يشق طريقه في اتجاه صاحبة الجلالة الصحافة التي طالما كانت حلم حياته.
تعرف على موعد جنازة زوجة الكاتب الصحفي الراحل إبراهيم سعدة
واضافت: تمر السنين و ينجبوا طفلهم الأول أحمد وبعد سنين تأتي ابنتهم الثانية، في حياة بسيطة وهادئة يملؤها الحب، الزوج يعمل ليل نهار للنجاح في عمله والزوجة في المنزل مع الأولاد ولكن تأتي العاصفة فجأة لتعصف بتلك الحياة الهادئة، فعندما أتم أحمد العاشرة من عمره استعاد الله وديعته، فقد توفي أحمد إثر حادث أليم، الحياة الهادئة تبدلت ما بين ليلة وضحاها، والحزن خيم على بيتهم الصغير، احتاج الموقف الكثير من الإيمان والحب والعزيمة ليتخطوا هذا الابتلاء.
وقالت: قرروا ان يعيشوا من أجل ابنتهم الصغيرة التي لم تكن بعد أكملت الثانية من عمرها، فهي كانت في أشد الحاجة لحبهم وهم كانوا في أشد الحاجة لها لتساعدهم على الحياة من جديد، فكانت هي القشة التي تمسكوا بها، أفنوا حياتهم لها، و بدأت الحياة بالتدريج تأخذ شكلها الطبيعي، الزوج يعمل وينجح ويصل الى اعلى المناصب في معشوقته الصحافة، و الزوجة تفني حياتها من أجل ابنتها و زوجها، فالحياة يجب أن تستمر.
وأكملت: عاشت الابنة المدللة حياتها تعلم أن في قلب والدها و والدتها جرح كبير لم و لن يلتئم أبداً فهو الم تعلموا مع الأيام كيف يعيشون به وكبرت الفتاة وهي تعلم انها اهم شئ في حياتهم وأخذت من حبهم و اهتمامهم انهار، و بعد ان تزوجت وكونت عائلتها، وتحول حبهم لابنتهم لحب أكبر و فياض طال زوجها وأولادها، وكبر الأحفاد في حضن جدهم وجدتهم والحياة تمضي بحلوها ومرها ولكن دائماً وأبداً في حب.
وأضافت: ولظروف خارجة عن إرادة الجميع اضطر الجد والجدة ترك مصر والعيش في الخارج لمدة سبع سنين عجاف، لم يتحمل الجد الغربة وداهمه المرض اللعين الذي بدأ ينهش في جسده، زوجته المحبة ورفيقة دربه لم تتركه لحظة وكانت معه وتراه يتألم ولا تستطيع أن تخفف من الم حبيبها وظلت بجانبه تمسك بيده إلى آخر لحظة.
وأكملت: حاولت ابنتها و أحفادها وكل من يحبونها أن يخففوا من ألم الفراق، ولكنها كانت تفتقد رجلها و شريك حياتها، فلم تستطع تحمل البعد عنه، قلبها لم يتحمل الألم و توقف فجاءة بدون سابق إنذار، فلقد ذهبت لزوجها و ابنها.
جمال وعلاء مبارك والسقا ونجوم المجتمع في عزاء زوجة الراحل إبراهيم سعدة (صور)
وأختتم كلامها: رحلت عن عالمنا و لكن تركت لنا درس في الحب و العطاء و الطيبة، تركت لنا السيرة الطيبة وحب الجميع، الله يرحمك يا أمي و يصبرني على فراقك، يا رب تكوني ارتحتي، لما بشوفك بقلبي مع پاپي و احمد بفرح.