مدرسة كاثوليكية بألمانيا تُوظف مدرسة مسلمة وترتدى الحجاب.. تعرف على السبب
التعايش على الألفة والمودة بين الناس إذا وجدوا في نفس المكان والزمان وفي مجتمع تتعدد طوا ئفه، والعيش فيما بينهم بانسجام وثقة ووئام على الرغم من أنهم مختلفون من حيث المذاهب أوالأديان أوالفئات في بيئة يسودها التفاهم بين فئات المجتمع الواحد بعِيدا عن الحروب أوالعنف.
هذه هي الرسالة التي أراد تويجهها الكاهن جيسويت المسئول عن مدرسة كاثوليكية خاصة في ألمانيا عندما وظف مُدرسة مسلمة ترتدي الحجاب، الكاهن الذي أكد أن علامة الصليب موجودة في كل صالة من صلات المدرسة قال: “كنت دائما أسأل نفسي وبإستمرار عندما وظفتها في بداية السنة الدراسية لماذا فعلت ذلك؟.
فى البداية يقول الكاهن “جيسويت”، عن توظيف الفتاة، لأنها أقنعتني مهنيا لكونها تُدرس الموضوعات الرياضية والعلمية من ناحية، ومن جهة أخرى كان يجب أن أعكس التنوع الذي لدينا في المجتمع في تدريسنا، حتى يتمكن الطلاب من تعلم طريقة التعامل مع هذا التعدد في الثقافات، ووجهات النظر العالمية والأديان. وبعد ذلك بطبيعة الحال، حتى يكون للطلاب الحرية في اكتساب الرأي من تلقاء أنفسهم.
وأضاف الكاهن لا يكفي وضع الأطفال أمام الواجهات الزجاجية كما في المتحف والقول لهم انظروا، هنا لديك الجواب المسيحي على مسائل الحياة الكبيرة، مثل الموت والحب والسعادة. وفي العرض التالي نقول لهم هناك المسلم، وبعد ذلك سوف ترون اليهودي أو الملحد”. نحن بحاجة إلى الناس الذين يقفون إلى جانب معتقداتهم أورؤيتهم العالمية، والذين هم أيضا على استعداد لإظهار أنفسهم للأطفال بقناعاتهم.
وأردف الكاهن قائلا” النزاع بين أعضاء مجلس الشيوخ في برلين هو من دفعني لإتخاذ هذا القرار الذي أعتبره تربوي بحت، لأنني لا أهدف إلى صنع رسالة سياسية منه، موضحاً أن المشكلة هي تعليمية بالدرجة الاولى، لأن الأشخاص أصبحوا غير قادرين على معرفة ماذا تعني السعادة والحياة الجيدة بالنسبة لهم وكذا فهم المعارضة في هذه القضايا، لأن ذوي المعتقدات المختلفة هم في المقام الأول من ذوي الخبرة، لذلك أين ينبغي لهؤلاء الناس تعلم ذلك إن لم يكن في المدرسة؟.
وفي ما يخص قضية إرتداء الحجاب طوعاً أو غصباً أكد أن الأمر المشجع هو ردود أفعال التلاميذ و أولياء الأمورالمشجعة لموقف المدرسة حيال مناقشة مجلس الشيوخ. وقال” ذلك يعتمد على ما إذا كانت المرأة تر تدي الحجاب طوعا أم لا؟ مثلا هناك النساء اللواتي تعانين من لبس الحجاب في المقام الأول واضطررن إلى تحرير أنفسهن من الهياكل الأبوية المغلقة التي تعتبر كرمز من رموز للقمع، وأرفض الجزم أن أي امرأة ترتدي ا لحجاب هي ضحية. كما أرفض إجراء تشخيص عن بُعد مشكوك فيه حول هذه المسألة.
وحسب رأيه أن هذه المُدرسة التي قام بتوظيفها أظهرت ثقة كبيرة بالنفس لأنها إختيارها لإرتداء الحجاب كان عن قناعة، كما أنها أكملت دراستها الأكاديمية بنجاح رغم صعوبة المهمة، قائلا:”بالرغم من تفهمي وتقبلي للحجاب إلا أنني لم أكن مستعدا لتوظيف مدرسة ترتدي الحجاب الكامل وتغطي وجهها عن طريق النقاب، حتى ولو كانت متطوعة، لأن مهنة التدريس حسب وجهة نظري لها علاقة كبيرة بالتفاعل، ما يعني رؤية وجه الآخر، وإن لم يكن هذا متوفرا، لايمكنك ان تكون مدرسا.
وأكمل الكاهن أنا أدرك جيدا أنه في بعض تقاليد الإسلام قواعد اللباس مختلفة فقط لدى النساء، وهذا الجانب من المساواة يستحق المناقشة، ولكن الأنظمة الأبوية المغلقة موجودة في مجتمعنا أيضا ليس فقط في الإسلام، وبصفتنا مدرسة، علينا أن نتدخل هنا بشكل غيرمتكرر في الأوساط الاجتماعية المختلفة جدا ضد العنف والضغط. وبالنظر إلى المناقشة الإجتماعية، يجب علينا نحن كأجانب أن ندرس بعناية المسألة، حيث يلزم علينا التدخل في الخطاب ولكن من الخارج، وبالمقابل يمكن التدخل في حال ما كانت المسائل الأساسية المتمثلة في المساواة والحرية وكرامة جميع الناس مهددة أو في خطر، لأنه لا يحق لنا نحن كمسيحيون أن نملي على المسلمين كيفية تسيير حياتهم لأن هناك أمور لايمكن مناقشتها إلا في إطار التقاليد الإسلامية.