غرائب وعجائب الوسط الفني (1)
فى عام 1981 تعرض عمر خورشيد لحادث سيارة مروع فى نهاية شارع الهرم بجانب مينا هاوس وأمام مطعم خريستو بعد انتهائه من عمله في أحد الفنادق الكبرى، حيث كانت بصحبته زوجته اللبنانية دينا ، والممثلة مديحة كامل ، حيث ترددت الأقاويل بأن هذا الحادث كان مدبراً ، لا سيما أن زوجته ومديحة كامل شهدتا أمام النيابة بأنهما وهم فى طريقهم للمنزل تعرضوا لمطاردة سيارة غامضة لم تتركهم إلا بعد أن تأكد صاحبها أن عمر خورشيد اصطدم بعمود الإنارة ، وأقاويل أخرى أنه كان مدبرا من قبل مسؤول سياسى كبير جداً فى هذا الوقت لوقوع ابنته الصغرى فى حب عازف الجيتار الشهير ، وقيل ان أحد المنظمات المتطرفة قتلته لأنها قررت قتل كل من ذهب مع السادات لواشنطن لتوقيع مبادرة السلام المصرية الإسرائيلية وقد قام عمر خورشيد بالعزف علي الجيتار في البيت الأبيض وقد اغتيل بالفعل كلا من عمر خورشيد ويوسف السباعى والسادات نفسه وبالرغم مما قيل إلا أن عازف الجيتار انتهى فى فترة كان فيها حديث الناس لفترة طويلة بداية من عمله مع كوكب الشرق أم كلثوم فى منتصف الستينات وعمله كذلك مع العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ إلى أعماله السينمائية التى حققت نجاحا واسعاً مثل : ( حتى آخر العمر) و( ابنتى العزيزة ) ، و( أعظم طفل في العالم ) ، و( العاشقة ) و( العرافة ) و(دموع فى ليلة الزفاف ) يروى خورشيد في لقاء مع الفنان سمير صبرى، أنه عندما أقدم على الوقوف في حفل أم كلثوم كان يشعر بتوتر شديد حتى أنه ذهب للصيدلية واشترى مهدئاً للأعصاب خشية من التجربة ، خصوصاً وأن كوكب الشرق تحتفظ بمكانة خاصة لدى المستمعين.
حينها كانت الراحلة تقدم أغنية (ودارت الأيام) وكان هناك عزف صولو للجيتار على إيقاع ( الفالس ) قبل مقطع ( وصفولى الصبر ) وما طمأنه حينها أنه كان بعد تقديمه لهذا المقطع اللحنى نال تحية وتقدير وتصفيق كبير من الحضور ، مما جعل أم كلثوم تنظر إليه نظرة رضاء عما قدمه ، و قد كان عمر خورشيد موهبة لحنية متفردة كان سابقاً لجيله فبتجديده وخلقه لتجربة الدمج بين آلة غربية مع الألحان الشرقية أسس لبناء جديد في الأغنية التى بدأت معالمها تختلف بمرور الزمن بعد ذلك ، وزاد من نجاح الراحل الموسيقى التصويرية التى كان يضعها لعدد كبير من الأفلام السينمائية التى كانت في السابق تعتمد على الحصول على بعض مقاطع من الألحان العالمية التى وضعها الموسيقيون العالميون ، وقد كان للفنان عمر خورشيد عدة ألقاب منها ( ملك الجيتار ) و ( ساحر النساء ) تزوج عمر خورشيد للمرة الأولى من أمينة السبكى إلتقاها عمر فى إحدى الحفلات فتبادلا الإعجاب وبعد عدة لقاءات اشتعلت جذوة الحب بينهما فكان الزواج عام ١٩٧١ ، أقاما حفلاً كبيراً حضره كبار الموسيقيين والفنانين لإحيائه ، إلا أن زواجها منه لم يستمر أكثر من عام و انفصلا عام ١٩٧٢ ، وكانت حضرت أم كلثوم حفل زفافه كما رقصت له الفنانة نجوى فؤاد ، وعقب إنفصال خورشيد عن أمينة السبكى تزوج فى نفس العام من الممثلة ميرفت أمين حيث التقيا أثناء تصوير أحد الأفلام التى جمعتهما سوياً ، ولكن هذا الزواج أيضاً لم يستمر طويلاً وحدث الطلاق عام ١٩٧٣ ، وفى عام ١٩٧٧ تزوج خورشيد للمرة الثالثة من سيدة أعمال لبنانية اسمها دينا عامر وأستمر زواجهما حتى وفاته، قابلها فى لبنان أثناء تصوير أحد أفلامه أحبها وتزوجها وكانت إقامتهما فى مصر ، دام زواجهما فترة مستقراً ،وشهد تألق كل منهما فى مجاله وعمله لكن فى النهاية نشبت الخلافات وتعددت ولكن لم يحدث طلاق ، ثم كان آخر زواج ل خورشيد من مها أبو عوف فى بداية عام ١٩٨١ قبل شهور قليلة من وفاته ، وكانت مها حاملاً فى شهرها الرابع حينما توفى عمر ، لكنها أجهضت ، وبذلك لم يكن لعمر أى أولاد ومن المعلومات التى لا يعرفها الكثيرين أن خورشيد كان أخو الفنانة الإستعراضية شيريهان ، ولم يكن أحد يتوقع ان الرجل الذى كان يشع بهجه بألحانه ، وكان مجرد ظهوره على المسرح بإبتسامته المعهوده وهو ممسك بجيتاره يبعث على السرور ، لم يكن أحد يتوقع أو يتخيل ان تكون نهايته مأساوية بهذا الشكل.