ظل 10 سنوات يبحث عن “نجاح الشيخ حسني”.. محمود عبد العزيز “الجوزائي” متعدد الأوجه (فيديو)
“الفشل ليس عكس النجاح ولكنه جزء منه”، فقلما أن يصل أحد المشاهير لقلوب الجمهور بعد تجربته الأولى، وإذا فعل فقد يخفق في الثانية محاولًا النجاح في الثالثة، هذا هو قانون الحياة، وعلى هذه القاعدة أرسى النجم الراحل محمود عبد العزيز ، صرحه الفني العملاق الذي عمل على بنائه منذ 46 عامًا.
محمود عبد العزيز، “الساحر” الذي خطف قلوب الجماهير بقدرته على تبديل طبائع الشخصيات بطريقة تتوافق مع برجه الفلكي، حيث يعد عبد العزيز من مواليد برج الجوزاء، البرج المعروف بمزاجه المتقلب سريع الملل وكثير التردد، بالإضافة إلى تمتعه بروح الفكاهة التي ساهمت في رسم البسمة على وجوه جماهيره.
وظهرت بشكل كبير جوزائية الفنان الراحل محمود عبد العزيز، في اختياراته في أعماله السينمائية، التي اتسمت بالتقلب من حيث تقبل الجمهور، فالبعض منها سَبب انتقالا وطفرة ملحوظة في حياته الفنية، والبعض الآخر رفضه الجمهور لأسباب مختلفة مثل الأخطاء الإخراجية أو العوامل الإنتاجية، أو كما قال عبد العزيز في أحد تصريحاته إنها كانت أفلام “مجاملات”.
حيث يملك محمود عبد العزيز رصيد 95 فيلمًا، لم يتعلق الجمهور سوى بعدد محدود منهم، نرصد لكم بعضهم:
1- الكيف:
شارك عبد العزيز في فيلم الكيف في إطار شخصية مرحة ومحبة للحياة حتى لُقب بـ”مزاجنجي”، التي يعيش من أجل إسعاد ذاته ثم تحدث طفرة مفاجئة في حياته بسبب أخيه دكتور الكيمياء يحي الفخراني، الذي اخترع خلطة ما من مكونات طبيعية تشبه خلطة “الحشيش”، كي يقنع أخاه بالإقلاع عن تناول المخدرات وبسبب ظروفه المعيشية الصعبة ينجرف في تيار الكيف مع أخيه، حتى ينتهي الفيلم بإصابة يحي الفخراني بالجنون، ومحمود عبد العزيز يُصاب بخيبة الأمل والذنب تجاه أخيه.
2- جري الوحوش:
جسّد عبد العزيز في هذا الفيلم شخصية مواطن بسيط يحاول كسب المال لإعالة أسرته، وعمل كمنجد يُدعى عبد القوي، الذي باع جزءا من مخه للغني الذي يعاني من عدم قدرته على الإنجاب سعيد أبو الدهب نور الشريف وأجرى العملية الخطيرة د.نبيل حسين فهمي الذين أقنعوا عبد القوي بأن العملية بسيطة وتم إجراؤها مسبقًا وليس لها أضرار، حتى حدث عكس ما قيل له وتدهورت حالته ليصل إلى الجنون.
3- الشقة من حق الزوجة
قدَّم في هذا الفيلم شخصية الموظف المصري الذي حصل على وظيفة جديدة ووقع في حب ابنة رئيس العمل، وهي معالي زايد -كريمة- ويتزوجها، ويدور الفيلم في إطار كوميدي ولكن بمناقشة قضية مجتمعية مهمة وهي قضية الطلاق، وتميز هذا الفيلم بظهور شخصية عبد العزيز الكوميدية، واستطاع من خلال هذا الفيلم أن يعلق الجمهور به كممثل كوميدي وقريب منهم.
4- الكيت كات:
تعد شخصية الشيخ حسني من أنجح الشخصيات التي جسدها محمود عبد العزيز، حيث جسدها ببراعة وواقعية لدرجة أنها ثبتت في ذهن الجمهور حتى وقتنا الحالي، وأكد هذا الإبداع المخرج داوود عبد السيد أثناء حديثه لـ”القاهرة 24″، حيث شهد لعبد العزيز بتألقه في شخصية الشيخ حسني.
واستكمل داوود، أنه يرى أن سبب التباين في نجاح أفلام عبد العزيز هو الصناعة المصرية التي لم تستغل موهبته على الوجه الأمثل، مشيرًا إلى أن نجاح الفيلم أو فشله لا يقع على عاتق الممثل فقط ولكن المخرج والمؤلف والمنتج شركاء.
5- فيلم الساحر
عانى عبد العزيز من حالة “توهان” بسبب الصدى السلبي الذي جاء على وقع عدة أفلام قدمها بعد فيلمه الكيت كات، واتهمه البعض بأنه لا يُجيد اختيار الأفلام، لذلك ظل يحاول 10 سنوات، ثم عاد بعد كل هذه الفترة بشخصية مختلفة على جمهوره وهي شخصية الساحر منصور بهجت، وهو دور الأب الذي كرس حياته لابنته نور -منة شلبي- التي أحبت حمودة سري النجار، وتقتحم حياته امرأة تُدعى شوقية -سلوى خطاب-، ويقرر مساعدتها في علاج ابنها المُصاب بورم في المخ.
تقلبات محمود عبد العزيز في الدراما
كان ظهور عبد العزيز في الدراما يتميز بالتقلب أيضًا، فلا ننسى أن مسلسل “الدوامة” كان حجر الأساس الذي بنى عليه عبد العزيز بنائه الفني، وتلى الدوامة عددٌ من المسلسلات ولكن لم تترك أثرًا مع الجمهور، ثم فاجأ عبد العزيز جمهوره بمسلسل “رأفت الهجان” الذي يعد إحدى علامات الدراما المصرية حتى وقتنا الحالي، هذا الشاب الذي لا يملك انتماء لشيء غير وطنه واستطاع التعايش في لإسرائيل ونقل أسرارها لمساعدة مِصر حتى استعادت طابا، وكان المسلسل من 3 أجزاء.
لم يتوقف عبد العزيز هُنا، ولكنه جسد العديد من الأدوار في المسلسلات الأخرى ومنها الذي ترك أثرًا في ذهن جمهوره العريض، وأبرزها مسلسل محمود المصري، باب الخلق، جبل الحلال، رأس الغول، حتى رحل عبد العزيز عن عالمنا عام 2016، وترك جمهوره في حالة من الحزن والاشتياق له ولموهبته المتجددة.
