الأحد 24 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“القاهرة 24” يخوض تجربة الاستغاثة بالخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية

القاهرة 24
صحة وطب
السبت 21/ديسمبر/2019 - 04:08 م

“مرحبا بكم في الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، للاستعلام عن الخدمات المقدمة اضغط الرقم 1، للشكاوى اضغط الرقم 2، للاستفسارات النفسية اضغط الرقم 3″، أول كلمات سمعها موقع “القاهرة 24” في تجربة منه للاتصال بالخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية على أرقامها، حيث استغرقت هذه الكلمات 27 ثانية حتى تواصلنا مع الأخصائي الاجتماعي بالأمانة، في مكالمة استغرقت 13 دقيقة و36 ثانية.

بالضغط على الرقم 1 للاستعلام عن الخدمات المقدمة كما قيل بأول المكالمة، رد علينا نفس الشخص بجملة مكررة تقال في مثل هذه الخدمات الحكومية التي تجرى عن طريق التليفون “برجاء العلم بأن هذه المكالمة سيتم تسجيلها وذلك لضمان جودة الخدمة والمتابعة مع ضمان الاحتفاظ الكامل بسرية المكالمة”.

بعد مرور 47 ثانية من وقت المكالمة، رد أخصائي اجتماعي “أيوه يافندم اتفضلي”، وبسؤاله عن الخدمات المقدمة من الأمانة العامة للصحة النفسية، أوضح أنها 3 خدمات، الأولى هي الاستعلام عن خدمة توجيهية للشخص المريض النفسي سواء كان طفلًا أو مسنًا أو يريد الإقلاع عن الإدمان، حيث تقوم الأمانة العامة للصحة النفسية بإرشاده لأقرب مكان للعلاج النفسي، وكذلك تعطيه مواعيد العمل بالمؤسسة النفسية القريبة منه.

والخدمة الثانية، هي خدمة الشكاوى، بحيث لو قابل المريض النفسي مشكلة سوء خدمة أو تظلم داخل أي مؤسسة نفسية، فعليه أن يشتكي للأمانة العامة، وسيردون عليه خلال 48 ساعة.

أما الخدمة الثالثة والأخيرة التي تحدث عنها الأخصائي الاجتماعي، هي خدمة الاستشارات الطبية، حيث الحديث مع الطبيب مباشرة.

وبعد معرفة هذه الخدمات، قررنا أن نختار من الأخصائي الاجتماعي الخدمة الثالثة وهي التحويل لطبيب نفسي، ليرد الأخصائي الاجتماعي لا بد من أخذ بعض البيانات أولًا، وقد سأل عن ما إذا كان الذي يحدثه المريض أم أحد ذويه، وسأل أيضًا عن السن والمحافظة التي ينتمي إليها المريض، وهل لديه مشكلة نفسية أم اجتماعية، وهنا حدثت المحررة الأخصائي الاجتماعي، “الدنيا سوداء في وجهي، وليس لدي طاقة لفعل أي شيء في الحياة، ومخنوقة، وهذا الإحساس يراودني منذ 4 شهور، لم أذهب لطبيب نفسي من قبل، وأريد منكم المساعدة”.

وبعد سرد تفاصيل الحالة على الأخصائي الاجتماعي، أجاب: “عامة لما الدنيا تكون صعبة معانا طبيعي نزعل، ودي حاجة طبيعية لأننا بشر، والفكرة هنا هل الضغوط أثرت على حياتك ولا لأ؟، لأنها لو أثرت بالسلب على حياتك يكون هنا تدخل الطب النفسي، أو الأخصائي النفسي الذي سيجلس معك ويحاول حل مشكلتك”.

وبالسؤال عما إذا كان كل ذلك سيحدث عبر مكالمة تليفونية، فرد الأخصائي الاجتماعي بالأمانة العامة للصحة النفسية: “لأ، هنوجهك لأقرب مكان بالنسبة لك، أنا بس بوضحلك الخطوات، أقرب مكان ليكي هو مستشفى طنطا للصحة النفسية، هناك عيادة خارجية، روحي اكشفي، هيقعد معاكي الطبيب هناك ويشخصك ويكتب لك علاج، وكل ده بجنيه واحد بس، اقطعي تذكرة بجنيه وانتظري دورك لحد ما ينادوا عليكي، ولو واجهتك أي صعوبات هناك تعالي قدمي شكوتك هنا وهنحلها”.

وإلى جزء من الحوار

  • المحررة: ماذا عن العيادات الخاصة؟
  • أخصائي الأمانة العامة: “لا أستطيع إعطاءك رقم عيادة خاصة بعينها، بل سأعطيكِ موقع نقابة الأطباء، تدوري فيه على دكتور، وكل ده بفلوس كتير، الجلسة الواحدة حوالي 300 جنيه للكشف، بالإضافة إلى العلاج، ولما كل هذا والعلاج بالمستشفى الحكومي لن يكلفك إلا جنيهًا واحدًا؟، ربما مشكلة الحكومي هو كثرة أعداد المرضى مع قلة أعداد الأسرة داخل المستشفى، ولا يجوز خروج مريض يعالج من أجل محتجز جديد”.

عدنا مرة أخرى للحديث عن إمكانية الاستشارة الطبية عبر التليفون، فأضاف الأخصائي الاجتماعي، أن الطبيب لن يعطي الحالة دواء ولن يشخصها عبر التليفون، فلا بد من المواجهة، ولكن خدمة الاستشارة الطبية التي تقدمها الإدارة هي الاستفسار عن دواء نفسي بعينه، أو لمعرفة الآثار الجانبية التي تظهر على المريض النفسي فقط، كما أن طبيب التليفون سيطلب من الحالة أن يغير طبيبها المتابع الدواء التي تتلقاه، لكنه لن يصف دواء جديدا ولن يشخص حالة مرضية بعينها.

وأسهب الأخصائي الاجتماعي في شرح دوره، فهو لن يتحدث مع الحالة في أدوية، ولكنه سيتحدث معها في المشاكل التي تواجهها، سيعطي للحالة دفعة جديدة لمواجهة مشكلاتها، وذلك بعد العرض على طبيب نفسي يعطي دواء للحالة حتى يتحسن مزاج الحالة، ثم يأتي دور الأخصائي الاجتماعي.

وفي محاولة لسرد مشكلة واجهت الحالة، عقب الأخصائي الاجتماعي أن البشر تتعرض للظلم أحيانًا وبشكل عام يوجد الخير والشر في الحياة، ومن الأفضل عدم النظر للوراء، ومحاولة خلق دروب جديدة بعدما يتم التشخيص من طبيب نفسي.

وفي نهاية المكالمة، أجاب الأخصائي الاجتماعي بشكل قاطع: “عنوان مستشفى طنطا للصحة النفسية هو شارع عبد الحي محمود المتفرع من شارع الجيش بجوار مستشفى طنطا الجامعي، العيادة الخارجية بها من 9 لـ 12 ظهرًا، كل أيام الأسبوع عدا يوم الجمعة والإجازات الرسمية”، وبعدها انتهت المكالمة.

أجرينا التجربة مرة أخرى في محاولة منا للتواصل مع طبيب نفسي، أجرينا نفس الخطوات في مكالمة استغرقت 3 دقائق و15 ثانية، ولكن ضغطنا هذه المرة على الرقم 3، وهنا انتظرنا 53 ثانية حتى رد علينا أحد العاملين بالأمانة العامة للصحة النفسية، فأخبرناه أننا نريد التحدث مع طبيب نفسي للضرورة، فأخذ الأخير بعض البيانات الشخصية.

وسأل الأسئلة المكررة:

  • “الموظف: هل أنت المريضة أم أحد من أهلها؟
  • الحالة:  أنا المريضة.

  • الموظف: كم عمرك؟

  • الحالة: 22 سنة.

-الموظف: منين؟

  • الحالة: من الغربية.
  • الموظف: انتي اتصلتي من شوية؟

  • الحالة: أه.

  • الموظف: عاوزة تتواصلي مع طبيب؟

  • الحالة: يا ريت.”

وهنا، طلب موظف الأمانة العامة أن تنتظر الحالة معه على الخط وذلك بعد مرور دقيقة و38 ثانية من المكالمة، وعاود الرد عليها بعد مرور دقيقتين وعشر ثواني، أي بعد مرور 32 ثانية من الحديث الداخلي بينه وبين العاملين بالأمانة العامة، وأخبر  بعدها الحالة بأن تترك اسمها ورقم المحمول الخاص بها.

وبعدما تركت الحالة هذه البيانات عنها، رد موظف الأمانة العامة للصحة النفسية عليها موضحًا: “بكرا الساعة 10 الصبح هنتواصل معاكي ونخليكي تكلمي دكتور، لكن حاليًا صعب تتواصلي معاه، وشكرًا لاتصالك”.

وفي تمام العاشرة من صباح اليوم التالي، انتظرنا أن يتواصل معنا طبيب من الأمانة العامة للصحة النفسية، ولكن لم يتصل أحد طوال اليوم.

تابع مواقعنا