أطباء نفسيين: الإنترنت تسبب في انتشار أمراض الفومو والشيزوفرينيا والمخدرات الرقمية
أكد الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، أن الإنترنت قد تسبب في العديد من الأمراض النفسية والاجتماعية لرواده.
وأوضح لـ”القاهرة 24“، أن مجرد الجلوس على المواقع يؤدي للعزلة الاجتماعية، وتقطيع الروابط الأسرية، وحدوث انعزال تام عن الواقع، وبالتالي يكون الفرد أكثر عرضة لعدم الالتزام بموضوعية لما يحيط حوله.
وأضاف، وسائل التواصل الاجتماعي تسبب أمراض نفسية مثل الشعور بالوحدة، وأعراض القلق، وتصيب الفرد بالكسل والبلادة وبطء الإنتاج، وكذلك الاستغراق في أحلام اليقظة، وجعل الناس تفقد الاستمتاع بالحدث ومباهج الحياة، وعملت أيضا على تزيف الوعي من خلال الانسياق وراء الشائعات، وارتفاع معدلات الإلحاد والإرهاب، فهناك أكثر من 46 ألف فرد انضموا لتنظيم داعش من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار هندي إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي أدت في بعض الأحيان إلى أمراض اجتماعية كالخيانة الزوجية وارتفاع معدلات الطلاق، واستشهد الطبيب النفسي بتقرير نشرته الهيئة العامة للتعبئة العامة والإحصاء عام 2006-2007 حيث كان مفادها أن 45 ألف حالة حالة طلاق بسبب الإنترنت من إجمالي 75 ألف حالة طلاق في مصر.
الإنترنت
وتابع، عملت وسائل التواصل الاجتماعي على زيادة العنف بين الأطفال سواء العنف المتجسد في قتل الآخر، أو قتل النفس كما الحال بلعبة الحوت الأزرق وغيرها، كما زودت من مرض التوحد عند الأطفال، وكذلك كانت السبب في زيادة حدة التنمر، حيث إن التنمر على الإنترنت أصبح من أشهر أشكال التنمر في مصر.
أدت وسائل التواصل الاجتماعي لزيادة أمراض اجتماعية خطيرة مثل غسيل الأموال والنصب، والإتجار بالآثار والبشر، وكذلك ترويج الدجل والشعوذة والفتي، كما ساعدت على تغيير صورة الجسم حيث زيادة وزن الجسد نتيجة للجلوس طويلا أمام شاشات الإنترنت، وارتفاع أمراض الهيكل العظمي وآلام الظهر، هندي مضيفا.
وأشار الطبيب النفسي إلى أن الإنترنت يتسبب في الإدمان، وذلك عن طريق المخدرات الرقمية، حيث إنه يوجد 3600 قطعة موسيقية مجانية كانت تستخدم قديما منذ 30 عاما في أمريكا للتخدير بإيقاع موسيقي معين من شأنه أن يؤثر على المادة المسئولة عن تخدير الجسد في المخ، ومع التطور أصبحت موجودة بشكل مجاني، فإذا قام الأهالي بإزالة السماعات من أذن المستمع لهذه القطع الموسيقية فإنه يخبط في الأرض ويحاول قتل من قام بإزالة السماعات، تحت تأثير المخدر.
الاكتئاب والتوتر أكثر الأمراض النفسية انتشارا في بيئة العمل
وأكد الدكتور وليد أن هناك مرض نفسي يسمى (فومو)، ظهر بظهور وسائل التواصل الاجتماعي، وعقدت المجتمعات الخارجية العديد من المؤتمرات منذ عام 2003 لمناقشة هذا المرض، ونحن في مصر لا نعلم عنه شيئا.
انتشار أمراض الفومو والشيزوفرينيا
مرض الفومو هو شعور الفرد بقلق قهري خوفا من فقدان علاقات اجتماعية من على صفحات التواصل الاجتماعي، وهذا المرض يجعل الإنسان حينما يستيقظ في الصباح أول ما يفكر به ويفعله هو فتح المواقع ليرى ” كم لايك وكومنت أخذه، ولو ملقاش لايكات يزعل ويقلل وأحيانا يدخل في اكتئاب”، الطبيب النفسي شارحا.
رأى الدكتور جمال فرويز، أستاذ طب النفس بجامعة القاهرة، أن مايصيب الفرد نتيجة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي هو “اضطرابات نفسية” وليس أمراض نفسية.
حيث أوضح فرويز لـ”القاهرة 24“، أن الاضطرابات التشككية والهستيرية هي الأكثر بين رواد وسائل التواصل الاجتماعي، حيث إن الروح التشاؤمية الاكتئابية هي المسيطرة ومحاولة بثها للآخرين، لاسيما التشاؤم تجاه الوطن.
وأضاف: “السخرية من كل ماهو مصري، نتريق على روحنا وظروفنا ونفسنا وبلدنا، الشباب الصغير دائما ما يفعل ذلك ويصدر روح تشاؤمية ضد كل شيء، وهذا كله يعكس صورة تحريضية عن الوطن”.
وسائل التواصل الاجتماعي تسببت في زيادة الخلافات الزوجية، حيث قيام بعض المجموعات بعمل جروبات على الإنترنت تحد على الكراهية وتحدي الزوج والزوجة بعضهما البعض.
فيما أكد الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، لـ”القاهرة24″ أن مرضي الاكتئاب والشيزوفرينيا هما الأكثر شيوعا على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأردف، وسائل التواصل الاجتماعي هي المصدر الرئيسي للطاقة السلبية، حيث انتشار المعلومات المغلوطة عليها، ونشر حالات الحزن والموت، وبذلك فهي المحرك الرئيسي الأول لاكتئاب المصريين.
أما عن الشيزوفرينيا، فبين الطبيب النفسي أن هناك حالات تتقمص على وسائل التواصل الاجتماعي شخصيات مختلفة عن حقيقتها، فيتظاهرون بأشياء غير موجودة في الحقيقة، وكذلك كثرة الحسابات الشخصية المزيفة، فهناك نساء تنشئ حسابات بأسماء ذكور والعكس، كل من يفعل ذلك غير مستقر نفسيا.
المخدرات الرقمية
وتابع، تسببت وسائل التواصل الاجتماعي في ظهور مشكلات نفسية، حيث إنها جعلت العلاقات الإنسانية والعاطفية مسطحة ويمكن التخلص منها بعمل “بلوك”، وكذلك يعمل النت على زيادة الميول العدوانية والانتقامية، حيث إن بعض الناس تحقد على آخرين لأنهم لا يستطيعون الوصول لما وصل الآخرين له، فهناك شخصيات لديها خلل نفسي يستطيع الإنترنت بمنتهى السهولة أن يظهرها.
فيما ذكر الدكتور رضا الغمراروي، طبيب نفسي، لـ”القاهرة 24″، أن مرضي القلق والاكتئاب هما أكثر مرضين يتسبب في حدوثهما مواقع التواصل الاجتماعي.
وأردف، انتشار هذين المرضين الناتجين عن وسائل التواصل الاجتماعي يرجع في الغالب إلى الظروف الاجتماعية الضاغطة وعدم وجود الدعم الأسري والمجتمعي اللازم لميل الإنسان في الوقت الحاضر إلى الفردية، حيث أصبح أكثر اهتماما بنفسه.