يورث ويؤذي صاحبه فقط.. تعرف على أسباب الإصابة بالوسواس القهري وأعراضه وطرق علاجه
عرف الدكتور وائل فؤاد، استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، مرض الوسواس القهري بأنه فكرة ملحة تسيطر على الإنسان وتقهره على الرغم من معرفته بأنه على خطأ، إلا أنه لا يستطيع أن يمتنع عن أداء الفعل القهري.
وأوضح فؤاد لـ”القاهرة 24″، أن مريض الوسواس القهري إذا لم يفعل الفكرة القهرية يصبح مكتئبًا وحزينًا، ويتجه مثلًا لغسل يديه أكثر من مرة عقب لمس المأكل أو الملبس.
وأرجع الطبيب النفسي، مرض الوسواس القهري لأسباب بيولوجية، فهو مرض يورث ويتم نقله عن طريق الجينات بين أفراد الأسرة الواحدة، فأسبابه عضوية في المقام الأول.
وأضاف، أن هناك شخصيات وسواسية نقابلها في حياتنا، لا بد أن تضع الأشياء في أماكنها بالضبط، لا بد أن تكون الأشياء مضبوطة طوال الوقت، فهم لديهم ما يسمى بـ”الشعور بالكمال” أو الرغبة فيه، ولكن إذا أخذ الوسواس وقتًا طويلًا وكبيرًا في حياة الإنسان يتحول لمرض الوسواس القهري.
وأردف فؤاد، أن سبب مرض الوسواس القهري ممكن أن يكون خللًا في كيمياء المخ نتيجة نقص مادة السيراتونين، أو نقص في التركيبة التشريحية للمخ، فهو أصلًا موجود بالمريض لكنه يظهر مع الضغوطات الاجتماعية الشديدة.
بينما ذكر الدكتور محمد هاني، استشاري الصحة النفسية، أعراض مرض الوسواس القهري، فهو يصيب الفرد ويجعله غير متأكد من الأشياء التي يقوم بها، فمثلا شخص لديه وسواس نظافة، يقوم بغسل يديه دائمًا عقب أي شيء يقوم به حتى وإن كان هذا الشيء هو إرتداء ملابسه، كما أن هناك وسواس الشك وهو أن يقوم الفرد بالتأكد من غلق باب الشقة أو السيارة حوالي 8 مرات على الأقل.
وأردف: “الوسواس القهري لا يؤذي سوى المريض فقط، ولا يمتد ليأذي غيره ممن حوله، فالأهل يستطيعون ملاحظة ذلك بسهولة، وعلى الفور عليهم الاستعانة بطبيب نفسي”.
وأوضح الدكتور وائل فؤاد، استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، أن علاج الوسواس القهري نوعان يكونان معًا بالتوازي، الأول هو العلاج الدوائي المتمثل في مضادات الاكتئاب، وحينما يكون المرض شديد يكون علاجه الدوائي مضادات ذهان لزيادة نسبة السيراتونين في المخ، أما نوع العلاج الآخر هو العلاج المعرفي السلوكي وهو الأفضل نفسيًا لأنه يساعد المريض في تغيير نظرته للأشياء من حوله، وذلك عن طريق جلسات، وتستغرق فترة العلاج من ثلاثة لستة أشهر وربما أكثر حسب الحالة.