قصة شاب من الإدمان 15 عامًا وحتى التعافي: “الكيف ذلني وخسرني أمي”
بعد وفاة والده، والذي ترك له أموالًا طائلة، ووسط ضغط من أصدقائه بالتجربة، لم يتردد أحمد، صاحب الخمسة عشر عامًا، في أن يقضي ليلة “أُنس” مع أصدقائه وصديقاته، والذين أكدوا له على أن تناول بعض من المخدرات يجعله أكثر سعادة، لذا قرر أن يستمع إليهم ويخوض التجربة، خاصة أن صديقاته الفتيات هن من أقنعنه، “وهو سهل إقناعه من البنات”.
تجربة أحمد مع التعاطي
بالفعل، كانت البداية سعيدة ومختلفة كما يحكي أحمد: “لقيت فيه شدة كده في جسمي، والناس كل واحد في عالم، وكلهم فيهم بور مش طبيعي”، إلا أن النهايات كانت صعبة على الطفل صاحب الخمسة عشر عامًا، “آخر ساعتين في مفعول الحباية، صعبين جدًا وألم مش طبيعي”.
على الرغم من مرارة النهايات، إلا أن أحمد بإغواء أصدقائه، أصبح مع مرور الأيام يعاني من مرض الإدمان “الناس بتصحى تقول يا رب الصبح، وأنا بقيت أصحى أقول يا ضرب”، ويستكمل أحمد أن “الكيف” أصبح يذله بشكل غير طبيعي، حتى أصبح يسرق من أهله لشراء المخدرات، “بدأت أمد إيدي على أي حاجة، أهم حاجة الجرعة”.
خمسة عشر عامًا مرت من عمر أحمد، التحق خلالها بكلية سياحة وفنادق، وتخرج منها، يقضى غالبية أوقاته حبيس غرفته منعزل، يأنسه في وحدته “الجرعة”، وذات يومٍ وبينما هو نائم جاءه اتصال، “إلحق، أمك في العناية”، هز الاتصال إلا أنه لم يستطيع المقاومة، “اتصلت بالديلر، عاوز أي حاجة قبل ما أروحلهم”.
جلس الشاب ينتظر “الديلر”، حتى أتاه اتصال آخر، “البقاء لله، أمك ماتت”، ورُغم ذلك، لم يذهب للمستشفى إلا بعد أن تناول الجرعة، ليذهب بعد أن تم تغسيل والدته، وبينما هو جالس في انتظار خروج الجثمان، سمع من الطيب، “مين هو أحمد اللي كانت بتسأل عنه الست قبل وفاتها؟!”، وتلك كانت نقطة التحول في حياة الشاب الثلاثيني، ليبدء رحلته مع التعافي، وبالفعل كان، حيث يقول: “أنا عمري سنة وشهرين بس من يوم التعافي، مش 31 سنة، الحمد لله، بقيت أكره كل الحاجات دي”.
الشاب الثلاثيني، واحد من 3 مليون مدمن في مصر، حسبما يشير إيهاب الخراط، استشاري نفسي ورئيس مركز الحرية للإستشفاء من الإدمان، والذي تحدث لـ”القاهرة 24″، عن المرض النفسي، وأسبابه وطرق معالجته.
الأسباب والدخول في الإدمان
“بداية الإدمان تكون بالتعاطي ثم يتحول الشخص بعد ذلك إلى مدمن”، هكذا كشف الخراط مراحل الدخول في الإدمان، فغالبًا ما تبدأ بعرض من أحد المحيطين بتناول مخدر “الحشيش أو البانجو”، ومن ثم لا يرفض طلبه، خاصة لو كان يمر بضيق معين او لا، وبعدها يبدأ الانغماس.
وأضاف استشاري الطب النفسي، أنه في الغالب لا يصل إلى الإدمان إلا من التعاطي ولم تواجهه مشاكل جسدية أو نفسية في البداية، لذا يهيئ له أن الأمر ليس به أضرار –وهذا على عكس الحقيقة_ فيستمر حتى يصبح مدمنًا، وهذا بالنسبة لإدمان المخدارت، إلا أن هناك العديد من أنواع الإدمان.
أنواع الإدمان
من الخطأ، أن البعض حجم الإدمان واقتصره على تناول المخدرات، كما يوضح “الخراط”، إلا أن الأمر واسع، حيث أن هناك إدمان جسمي، وإدمان سلوكي، وإدمان جنسي، متابعًا: “السوشيال ميديا أصبحت الإدمان الأكثر شيوعًا، وأكثر انتشارًا من المخدرات، فالإدمان ليست مقتصر على المخدرات، بل له أنواع مختلفة”.
أعراض الإدمان ومخاطره
ويلخص استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان، أعراض الادمان، في عدة محاور، منها: “الانحلال الأخلاقي، الاكتئاب والعزلة أحيانًا، التبرير، تدهور الحالة الصحية للجسم، الإحساس بالنقص، وكذلك الشعور بالذنب”.
علاج الإدمان
بالنسبة للطرق السريعة للتعافي من الإدمان، قال الخراط، إنه لا توجد طرق سريعة للتعافي من الإدمان، والأمر يبدأ بالتقلق منه وفقًا لخطة علاج، مشيرًا إلى أن هناك بعض ممارسة الرياضة وبعض الأنشطة الفنية، أو إقامة بعض الأنشطة الفنية المختلفة.
كما وجه الخراط، رسالة لطلاب المدارس، الذين يتناولون بعض العقاقير بإدعاء أنها تزيد من نسبة التركيز، موضحًا أن عددًا كبيرًا من الأدوية في بداية تعاطيها يكون الهدف مقاومة التعب، وأن المشكلة الاستمرار في تعاطي العقار يأتي بنتائج عكسية، فلا يستطيع التركيز ولا التحصيل الدراسي.