مي رضا تكتب: “روح” أحمد زكى.. ومحبة عمرو سعد
“فى فرق مابين جسم بيمشى وروح ما بتمشيش”، لعل هذه الكلمات المؤثرة التى تغنت بها النجمة شيرين عبد الوهاب، حركت بعذوبة حنين الناس إلى روح العظيم الراحل أحمد ذكى، لتأخذهم عبر عيون النجوم الى عالمه الخاص والمدهش، بعد أن أشارت ببساطة ورقة إلى أن هناك أشخاص لا نشعر بهم لأنهم اقرب إلينا مما نتصور، وهذا بدا جليا وواضحا فى إعلان الراحل أحمد زكى.
فمن حضور أحمد حلمى إلى إحساس منى ذكى وتأثر يسرا إلى عيون عمرو سعد الذى جعل الناس دون أن يدرى يشعرون أنه هو ذلك الشخص الذى يقف على مسافة واحدة من تاريخ يعيد نفسه عدة مرات، إذ أن هناك أشخاصا فى كل عصر يتسربون إلى الوجدان دون أن نشعر، لكن بفضل صدقهم ودأبهم واخلاصهم للجمهور يتحولون إلى نجوم تلمع بداخلنا، نجوم ليست بعيدة عن متناول الإحساس، نجوم تحملها الناس ولو بعد حين، ليأتوا بها إلى عالم المجد.
مئات التعليقات المؤثرة بل آلاف اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعى عقب إعلان أحمد زكى، لتختار أبطالها بكل صدق ومنهم عمرو سعد الذى استحوذ على القلوب بعيون لامعة وهو يشاهد صور الراحل احمد ذكى، ورغم ذلك فإن عمرو سعد لا يحسّن التعامل مع الاضواء ولا الإعلام، وترك الناس يتنقلون بين شخوصه التى صنعها، وتركها لهم فى أرشيفه الفنى، وذهب بعيدا بخجل وتواضع حتى ظن البعض انه ليس موجودا، والآن يطل علينا فى اعلان خيري، والمفارقة حالة التطابق والتوحد والاحساس مع الكلمات المعبرة عن أحمد ذكي ليشعر الناس أن عمرو سعد هو نفس الشخص القريب جدا مننا لدرجة اننا لانشعر به.. فنان يخوض نفس الرحلة مع اختلاف الزمن وتفجر تسونامي السوشيال ميديا الذي قلب المعايير وأصبحت عشوائية الأمواج قانون العصر، فترفع احيانا أصحاب الضجيج دون محتوى، ويصبح نجوم المجتمع هم اصحاب الإثارة مهما كانت أنوعها وتصبح أعداد “الليكات” أهم من التقييمات والأراء فيتسابق الجميع رافعين لافتة “أهم من الشغل ظبط الشغل”، ويظهر تجار شراء الأصوات علي مواقع التواصل الاجتماعي ويغرق الجميع في دوامات الأكاذيب والصخب والصوت العالى بلا تأثير حقيقى فى النفوس.
ولكن وسط كل هذا تطل علينا الناس من نفس الشبابيك، لتشير إلى الحقائق والتي تبقى وتنتصر كما انتصر إخلاص كل من اجتهد وأخلص وأحب، لتؤكد شيرين على هذا الحب والانتصار فى أغنيتها :”وتغيب الشمس انما اسمه عمره ما بيغيب”.
