“يا كل حاجة وعكسها”.. كيف تعامل معلمو الدروس الخصوصية مع قرار تعليق الدراسة في مصر؟
“يا كل حاجة وعكسها”.. في الوقت الذي سجل فيه العديد من المعلمين مواقف إيجابية وبطولات لمساعدة الطلاب أعقاب قرار تعليق الدراسة، على النقيض استغل عدد آخر من المدرسين الأزمة ولم يتفهموا خطورة الوضع، فمنهم من قرر استئناف الدراسة وإجبار الطلاب بالحضور، ومنهم من اقترح الذهاب للطلاب للمنازل مقابل مضاعفة قيمة الدرس، ضاربين عرض الحائط بالقرارات الاحترازية التي تتخذها الحكومة في محاربة الفيروس.
مسئولة “نبني بلدنا بتعليم ولادنا”: بعض المدرسين لا يراعون ظروف البلاد
في مستهل حديثها وجهت شيماء علي، مسئولة حملة “نبني بلدنا بتعليم ولادنا”، الشكر للعديد من المعلمين بمختلف المحافظات والذين حرصوا على مساندة الطلاب وأولياء الأمور واحترموا قرارات الدولة المصرية، مؤكدة على أن المعادن تظهر في وقت الشدائد.
وأوضحت شيماء أنه على النقيض، فإن هناك عددا من المعلمين الذين فاجئوا أولياء الأمور من أصحاب دعوات تعطيل الدراسة، حفاظا على أبنائهم، وأكدوا على أن الدروس مستمرة، وأنهم لا علاقة لهم بقرار التعليق.
وأشارت مسئولة “نبني بلدنا بتعليم ولادنا”، إلى أن هناك استغلالا غير مسبوق من المعلمين لأولياء الأمور والطلاب، حيث إنهم لا يرعوا الظروف التي تمر بها البلاد والإجراءات الوقائية التي تتخذها لمحاربة انتشار الفيروس.
إيمان سعيد: بعض أولياء الأمور هم من صنعوا إمبراطورية مدرسي الدروس الخصوصية
إيمان سعيد، إحدى أولياء الأمور، قالت إن المدرسين لا يهمهم صحة الأبناء، وكل ما يهمهم هو تحصيل المال دون مراعاة لأي ظروف تمر بها البلاد، مؤكدة على أنها أصبحوا عبئ على أولياء الأمور في ظل المخاوف من انتشار المرض.
وأضافت إيمان، أن هناك بعض أولياء الأمور يساهمون في صناعة إمبراطورية للمدرسين، موضحة أن هناك من اقترح على المدرسين الذهاب للمنازل وبأضعاف ثمن الحصة.
وأشارت، إلى أن أولياء الأمور أصبحوا بين نارين، في ظل عدم حضور الطلاب للمدارس، مع إصرار الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، على عدم تخفيض المناهج وإجراء الامتحانات في وقتها دون تعديل للخطة الزمنية للامتحانات.
مدرس “ثانوية”: “لينا حياتنا الأسرية ونحتاج لمصاريف مثل باقي المواطنين”
محمد علي، مدرس لغة عربية بالثانوية العامة، أشار إلى أن المدرسين أيضًا ضحية لتلك القرارت، مبررا استمرار البعض في الدروس وبقاء خطة الذهاب للمنازل، مقترحًا تعقيم المراكز التعليمية والإشراف عليها من قبل وزارة الصحة، كحل أفضل من غلقها، خاصةً أنها أصبحت الطريقة الوحيدة للقاء المعلمين بالطلاب.
وعن قرار تعليق الدراسة، وأنه جاء لعدم الاختلاط، أكد على أن الإجازة أتاحت الكثير من الوقت لدى الطلاب، مما يطيل اليوم لدى معلمي الدروس الخصوصية، بعدد أكبر من الساعات، وبالتالي سيقوموا بتخفيف الكثافات وتوزيعهم على اليوم لاستئناف العملية التعليمية، مؤكدا إلى أن قطاعا كبيرا من المعلمين سيذهبون للطلاب في البيوت.
وبالنسبة لقرار بعض المعلمين بالشرح الإلكتروني لطلابهم لمنع الاختلاط سواء بشكل مكثف أو قليل العدد، قال مدرس اللغة العربية، إن المدرس متضرر مثله مثل ملايين الضحايا لقرار التعليق، وأنه رب لأسرة لها مطالبهم الحياتية، في ظل مرتبات التربية والتعليم التي لا تكفي.
وزير التعليم: غلق جميع السناتر بلا رجعة
وبدوره قال وزير التربية والتعليم والتعيلم الفني، إن الشئون القانونية بالوزارة بالاشتراك مع وزارة الداخلية والمحافظين، بدأت منذ قرار تعليق الدراسة، وتوجيهات بغلق جميع سناتر الدروس الخصوصية، مشددًا على أن ذلك القرار بلا رجعة، حفاظًا على سلامة الطلاب.
وأضاف شوقي، أن المدرس يحضر بالمدرسة ولديه دور فى الرد على الهواتف، للإجابة على أسئلة الطلاب أو الذين يتوجهون إلى المدرسة لأخذ النصيحة من الطلاب، وهناك واجبات جديدة للمعلمين خلال فترة التأجيل سيقومون بها.
وقد أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي، أول أمس السبت، قرارا بتعليق الدراسة لمدة أسبوعين في المدارس والجامعات، بعد مطالب عدة من أولياء الأمور بتعطيلها خوفًا على أبنائهم من انتشار فيروس كورونا، وبعد دقائق من القرار، فسر كل من الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، والدكتور طارق شوقي، وزير التعليم، بأن القرار جاء منعًا للاختلاط التي تحدث بين الطلاب، تجنبًا لتفشي الوباء، مطالبين بوقف الدروس ومنع أي الاختلاط.