رحلة 5 مستشفيات.. كيف نقلت مريضة واحدة فيروس كورونا لـ40 من الأطقم الطبية؟!
يوم 28 من شهر مارس الماضي كان يوما طبيعيا لآلاف من أبناء الجيش الأبيض من الأطقم الطبية في مستشفيات العاصمة القاهرة، يمارسون عملهم بشكل طبيعي، بما يمثله من مخاوف آخر ما يفكرون فيها، لإيمانهم الشديد بدورهم البطولي في مواجهة فيروس كورونا المستجد، لكن كل ذلك تغير رأسا على عقب بدخول المريضة صاحبة الـ84 عامًا لمستشفى أحمد ماهر بالسيدة زينب، وهي تعاني من آلام في القلب مع كبر السن.
المريضة التي لم تجد علاجا في الزيتون، واستمرت رحلتها في 4 مستشفيات أخرى شملت: الدمرداش، الزيتون التخصصي، معهد القلب وانتهت بالحجر في مبرة مصر القديمة، يوم الجمعة الماضي، بعدما وصلت إلى حالة متردية، لم يكن للمستشفى أمامها بدا من رفض دخولها، لكن مع القرارات المتخذة من وزارة الصحة والسكان في التعامل مع الحالات في الوقت الراهن، كان هناك خلاف حول قرار دخولها في المستشفيات الخمس التي مرت بها المريضة صاحبة 84 عاما.
ظهور حالات إيجابية بفيروس كورونا المستجد بمستشفى الخانكة للصحة النفسية
مبرة مصر القديمة
مصدر طبي كشف لـ”القاهرة 24″ عن إصابة 3 حالات في مستشفى مبرة مصر القديمة -إلى هذه اللحظة- انتقلت لهم العدوى من السيدة نفسها، حيث تم نقلهم لمستشفيات العزل في القاهرة الكبرى، مشيرا حسب تقرير طبي حصلنا عليه من المستشفى إلى انها انتقل لها العدوى أثناء وجودها داخله، ولم تكن حاملة لها أثناء دخولها، خاصة أن حالتها الصحية كانت جيدة وقت دخولها المستشفى.
معهد القلب
في معهد القلب أكد الدكتور محمد أسامة، عميد المعهد، أنه اكتشف إصابة لممرض بالمعهد، انتقلت له العدوى عبر مريضة في مستشفى مبرة مصر القديمة، ومرت بمعهد القلب في وقت سابق، حيث تعد المريضة نفسها التي تسببت في العدوى في المستشفى، فيما تم عزل نحو 16 شخصا آخرين من الطاقم الطبي، كإجراء احترازي؛ منعا لتفشي فيروس كورونا المستجد في حال نزولهم العمل وهم مصابون قبل ظهور نتيجة التحاليل الخاصة بهم.
وأضاف أسامة، لـ”القاهرة24″، أنه تم نقل الممرض على الفور لمستشفى العزل، وتقرر العزل المنزلي لكافة الأطباء والطاقم المخالط، وعمل مسحات pcr للتأكد من إصابتهم من عدمه بفيروس كورونا المستجد.
مستشفى الزيتون التخصصي
مستشفى الزيتون التخصصي، ضمن المستشفيات الأولى التي مرت بها المريضة، فحسب مصدر طبي وصل عدد المصابين بالمستشفى إلى 31 من الطاقم الطبي فقط، حيث ظهرت الأعراض على 12 شخصا في البداية من أقسام الرعاية المركزة، استقبال الطواريء، مكافحة العدوى ووحدة الكلى، فيما ارتفع الرقم حتى ليل أمس الأربعاء إلى 22 شخص تم نقلهم جميعا لمستشفيات العزل.
وأضاف المصدر الطبي لـ”القاهرة 24″ أن العدد ارتفع صباح اليوم الخميس إلى 31 حالة من الأطقم الطبية، جميعها أصيبت من نفس المريضة التي مرت بالمستشفيات الأخرى، وتسببت في انتشار العدوى بين الأطقم الطبية، وهو الأمر الذي تواجهه المستشفيات بالرفض في البداية، ثم تجد نفسها مجبرة لعمل مسحات PCR لتحليل كورونا للطاقم الطبي للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا المستجد.
مخاطبة رسمية
من جهته، قال الدكتور إيهاب الطاهر الأمين العام لنقابة الأطباء، إن هناك أزمة حقيقية متمثلة في عدم تطبيق المستشفيات لقرارات وزارة الصحة والسكان بضرورة عمل مسحات على الأطقم الطبية حتى لو لم تظهر عليهم أعراض فيروس كورونا المستجد، في حال مخالطتهم لحالات إيجابية سابقة، فيما ترفض كثير من المستشفيات التطبيق بحجة التكلفة العالية.
وأضاف الطاهر لـ”القاهرة 24″ أن النقابة تخاطب مبدئيا الجهات المختصة ووكلاء الصحة في المحافظات لتنفيذ قرار وزيرة الصحة والسكان، باستثناء الأطقم الطبية من بروتوكول التعامل مع الحالات الإيجابية، والكشف عليهم في حال مخالطتهم لحالات إيجابية، فيما تنوي النقابة مخاطبة وزارة الصحة لتنفيذ القرار، والتأكيد على تعريض المخالف للمساءلة القانونية لما يمكن أن يسببه ذلك في انتشار الفيروس بين الأطقم الطبية.
بؤرة انتشار
بين الـ31 من الطاقم الطبي المصاب بفيروس كورونا المستجد في الزيتون، ممرض بمستشفى الخانكة للصحة النفسية، وحسب بيان من وزارة الصحة والسكان، أكدت ظهرت حالات إيجابية بمستشفى الخانكة للصحة النفسية، بعد إجراء مسحة طبية نتيجة ظهور إيجابية تحليل أحد الممرضين والعامل بمستشفى الزيتون التخصصي “عمل خاص” في غير أوقات العمل الرسمية.
وأكدت الأمانة العامة للصحة النفسية أنه يجري حاليا اتخاذ الإجراءات الاحترازية بمستشفي الخانكة للصحة النفسية، وعلاج الإدمان، نتيجة ظهور حالة إيجابية بفيروس كورونا المستجد (covid-19) وهي لممرض يعمل بالمستشفى وقد أصيب بالعدوى أثناء عمله بمستشفي الزيتون التخصصي “عمل خاص” في غير أوقات العمل الرسمية.
اقرأ أيضًا: