الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

قرآن وترانيم وتمارين.. كيف تقدم “الصحة” الدعم النفسي للمصريين لمواجهة فيروس كورونا؟!

القاهرة 24
أخبار
الأحد 12/أبريل/2020 - 08:56 م

في 31 مارس الماضي أعلنت وزارة الصحة والسكان المصرية عن انطلاق خطوط ساخنة لتقديم الدعم النفسي للمواطنين لمواجهة فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، يقدم النصائح اللازمة من قبل المختصين عونًا منهم في التغلب على الشعور بالقلق والخوف الناجم عن فيروس كورونا.

“القاهرة 24” خاض تجربة الإتصال بالرقم المعلن من قبل الوزارة لتقديم الدعم النفسي، للوقوف على حقيقة تقديم الخدمة للمواطنين وكيف سيكون الرد على مخاوف وهواجس المواطن.

بعد محاولات عديدة في الإتصال بالرقم “0220816831” المخصص من قبل الوزارة، وفي كل مرة كان الخط “مشغول” ومرات أخرى دون رد، جاء الرد في المرة الـ9 من اليوم الثاني من محاولات.

وبعد دقيقة من الإستماع للرسائل المسجلة جاء الرد من إخصائي إجتماعي والذي استمرت المكالمة معه نحو 10دقائق، وبعد الإستعلام عن بيانات المتصل من الاسم والسن ومقر الإقامة، استهل حديثه بتعريف فيروس كورونا مع الإشارة إلى طبيعة مشاعر القلق والخوف التي أخبارناه بالشعور بها بسبب ما نشهده من إرتفاع في أعداد الإصابات والوفيات، مع التشديد من قبل المختص على أن ذاك الشعور يتشارك فيه جموع البشر حول العالم.

إطلاق خطين ساخنين لتقديم الدعم النفسي للمواطنين المتضررين من تداعيات كورونا

ليسترسل بعدها الأخصائي في شرح أنواع القلق الإيجابي منها والسلبي وذكر كافة أثاره الجانبية من العصبية وإضطراب في النوم وقلة في التركيز والنسيان وسرعة ضربات القلب وضيق في التنفس في بعض الحالات، وتسلل اليأس والملل علاوة على الوسوسة بأي أعراض برد تضربه يرى في نفسه مصاب بـ”كورونا”.

المناعة والخوف

“لازم تتغلبي على الشعور حتى لا يؤثر على مناعة الجسم” كلمات تفوه بها الأخصائي ليطرح بعدها عدد من الحلول، أولها تقبل الأمر الواقع مع الإلتزام بالإجراءات الوقائية ويقول: ” لازم نأخذ بالأسباب والباقي على ربنا ونعتبر إن الي بيحصل قدر ومكتوب مش هنقدر نغيره، ولازم نغير من روتين يومنا ونقوم بتمارين رياضية في البيت وهتساعدنا كتير في التخلص من القلق”.

ويكمل: “مانتفرجش على الأخبار ونديها وقتها ونستغل التكنولوجيا استغلال جيد بالحديث مع الأصدقاء دون التطرق لأخبار الوباء”، وبعد مقاطعتنا له: “أكيد كل الحلول دي قومت بيها بس في ناس أعرفها أتصابت بالفعل وخايفة من دايرة المرض التي تضيق”، ليأتي الرد: ” حاولي تعيشي حياتك وتمشي على روتين جديد القلق والخوف مش هيعمل حاجة”.

  • القاهرة 24: “أكيد محدش هيعيش نفسه في القلق والخوف بإيده ولا بمزاجه!”.
  • الأخصائي: “أكيد يافندم.. أنا بقول لحضرتك حاولي وهحولك لدكتورة نفسية حالًا، ولكن لو الموضوع طول معاكي لمدة 6 شهور مثلًا وزاد من حدته هتحتاجي لعلاج وممكن تروحي مستشفى العباسية للصحة النفسية، الكشف في العيادة الخارجية بجنية بصورة البطاقة والدكتور هيكتبلك على العلاج.”

“ممكن نتكلم تاني أهم حاجة تتغلبي على مشاعر الخوف الي بتواجهيها”

وبعد مرور 28 دقيقة من إنهاء المكالمة السابقة أتصلت بالفعل “أخصائية” نفسية من فريق الدعم النفسي، وليست طبيبة كما أخبرنا الأخصائي سابقًا، في البداية نوهت على أن مدة المكالمة ستتراويح بين 20دقيقة لساعة كحد أقصى حسب وقت طالب الاستشارة، مشددة على سرية وخصوصية ما سيدور فيها من حديث دون الخضوع لأي تسجيل من قبل الوزارة مع الإشارة على إمكانية الإتصال بها مرة أخرى في أي وقت.

“لو حبيتي في أخر المكالمة ممكن نتفق على مكالمات تانية بينا أهم حاجة تتغلبي على مشاعر الخوف الي بتواجهيها” بنبرة هادئة استهلت الأخصائية الحديث.

بدأنا في شرح ما نزعم أننا نشعر به: “بسبب أخبار كورونا بواجه حالة خوف وتوتر وبشوف كوابيس خايفة أفقد حد من أهلي وأصحابي خاصة بعد إصابة أصدقاء لي وحبسة البيت خنقتني”، وبآذان صاغية أخذت الأخصائية في السمع حتى أنتهى حديثنا بطلب الحل المناسب للخروج من هذة الحالة.

“مقدرة مشاعرك الإنسانية إنتي مش لوحدك أغلب الناس بتمر بنفس الحالة، لأنها ظروف مستحدثة على الكل، ولا تدل على أنها حالة مرضية بل العكس وجودها يدل على أننا بشر طبيعيين”، وأكملت موجهة نصيحة بأن هذة المشاعر لا تزعج الحالة ولكنها تسبب ضغط إضافي.

كتيبة 105.. كيف يقاتل جيش مصر الأبيض على جبهة فيروس كورونا (معايشة)

ووجهت الأخصائية عدة أسئلة منها: “هل تعرضتي لضغط نفسي وضعك تحت توتر وخوف من قبل؟، هل شخصيتك عصبية أم تأخذي الأمور بهدوء؟، لديك القدرة على التذكر عند الخضوع لموقف مشابه جعلك تشعورين بالخوف والحزن.. ما الذي ساعدك في الخروج منه؟، ما الأنشطة التي تغير من حالتك المزاجية”.

وبعد السمع للإجابات جاءت النصيحة كما نصح الأخصائي الإجتماعي، حيث وجهت هي الأخرى بأهمية تغيير الروتين اليومي والبعد عن استهلاك الطاقة في متابعة الأخبار على مدار اليوم وتجنب الحديث مع الأصدقاء على مستجدات الأخبار والبعد عن أي ضغط أو أشخاص يعانون من نفس الحالة.

وتكمل:”اقري قرأن أسمعي مزيكا وترانيم أدعي ربنا كتير”، وتضيف: “استرخي ويلا هنقوم بتمرين الشهيق والزفير مع بعض.. هيهديكي وكل ما تحسي بقلق أعمليه” لتبدأ بعدها في شرح التمرين وهو أخذ نفس طويل وخروجه بشكل ابطأ مع العد ل5 ثواني وتكراراه تباعًا.

وبعد طلبنا بالنصح بدواء مهدئ وهو ما قُبل بالرفض الشديد من قبل الأخصائية، لتقول أنها غير مختصة لوصف الأدوية والحالة لا تحتاج وإذا لديها رغبة بالحديث لدكتور مختص ستحولها. لننهي بعدها المكالمة بعد حديث طويل استمر طوال16 دقيقة.

لتختتم حديثها الأخصائية وتقول:” من حقك تخافي وماتلوميش نفسك على إحساسك ولكن علينا نخفف من شعورك ومايأثرش على حياتك.. عيشي واستمتعي بأيامك؛ عشان نقدر ننظم حياتنا وأفكارنا حتى نتجاوز المرحلة الصعبة؛ لأن النفسية دلوقتي أهم من كل حاجة حتى لا تتأثر مناعتك لنصمد أمام الفيروس.. رقمي معاكي هستنى مكالمتك في أي وقت تحتاجيني فيه”.

تابع مواقعنا