مدير الحميات: مستعدين لاستقبال مصابي كورونا.. ولدينا بروتوكول علاج متكامل (حوار)
الإيدز، الالتهاب السحائي، حمى التيفود، وغيرها من الأمراض المعدية لا يجد مرضاها سبيلاً للتخلص منها، سوى بالذهاب للقعلة الحصينة ضد هذه الأمراض، أو كما يطلق الخبراء عليها قطاع الحميات في مصر، والتي قدمت الخدمات الطبية والعلاجية لأكثر من 1.5 مليون مواطن من الحالات المرضية التي تتردد على هذه المستشفيات أو المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا المستجد منذ ظهور الفيروس بمصر وحتى الآن بالمجان.
ومع قرار الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، بتحويل مستشفيات الحميات لعزل مصابي فيروس كورونا المستجد، أصبح على عاتقها أن تضم على قائمة انتصاراتها التخلص من أكبر أزمة صحية في العالم، فيروس كورونا المستجد، من خلال عدة تجهيزات وقرارت خاصة يكشفها الدكتور حمدي إبراهيم، مدير إدارة الحميات في وزارة الصحة، في سياق الحوار التالي:
لماذا تم اختيار “الحميات” كمستشفيات عزل لمصابي كورونا؟
الحميات لها تاريخ في مقاومة الأمراض المعدية، حيث كانت على مر التاريخ حائط الصد الأكبر ضد الأوبئة والأمراض المعدية، من ضمنها إنفلونزا الخنازير، والطيور، وفي 2015-2016 ظهر وباء بسيط وهو حمى الدنج والذي ظهر في 3 محافظات مصرية وتم السيطرة عليه بشكل كامل، ولم يعد هناك أي حالات، وفي السبعينات حمى الواد المتصدع وتم السيطرة عليها بالفعل.
الدكتور حمدي إبراهيم مدير عام الحميات
إلى جانب أن المريض يتعالج في مكانه، أحيانًا النقل من مكان لمكان ومن محافظة لمحافظة قد يأتي على صحة المريض، فضلًا عن الخبرة الكبيرة التي يتمتع بها الطواقم الطبية، والإمكانات التي تميز مستشفيات الحميات.
ما أبرز التجهيزات في الحميات لعزل مصابي فيروس كورونا؟
تم رفع الكفاءة خلال الفترة الأخيرة لمواجهة الأمر، حيث وصل عدد أجهزة التنفس الصناعي في وحدات الرعاية المركزة إلى 91، فيما ارتفع عدد أسرة الرعاية إلى 198، بينما وصل عدد الأسرة بشكل عام إلى 4818.
الدكتور حمدي إبراهيم مدير عام الحميات
كل محافظة أصبح بها جهاز pcr في مستشفى الحميات، فيما لم يكن هناك أي جهاز أشعة مقطعية قبل أزمة كورونا وهو في منتهى الأهمية كشيء تشخيصي، ليس في كورونا فقط، وإنما في عديد الأمراض المعدية والتي يسهل مع الجهاز تشخيصها، وكان في الفترة السابقة، يتم وضع المريض في الاسعاف للحصول على النتيجة بعد عمل التحاليل في مستشفى آخرى، الأن أصبح في العباسية والاسماعيلية، وحميات امبابة جاري وضع جهاز فيها.
كيف تم تهيئة الأطقم الطبية لمواجهة أزمة فيروس كورونا؟
يصل عدد الأطقم الطبية في مستشفيات الحميات نحو 9588 شخصًا، تم رفع درجة الاستعداد والجاهزية والتأكيد على كافة الاستعدادات، لجميع المنشات التابعة للحميات، وتم التاكيد على تدريب الأطباء من حيث الاستعداد لاستقبال الحالات، وتم عمل مسارات خاصة لحالات اشتباه كورونا في جميع اقسام الاستقبال والطواريء حتى لا يتم الاختلاط بينهم وبين المرضى العاديين، تم رفع كفاءة أقسام العناية المركزة، وتم توفير كافة المواد الوقائية اللازمة لحاجة العمل.
صف لنا إجراءات منع الإصابة بفيروس كورونا بين الأطقم الطبية؟
يتم ذلك عن طريق عدم الدخول على المريض إلا بالاجراءات الوقائية الكاملة، بداية من غسيل الأيدي والبدلة الواقية والماسك، والنظارة الطبية، وكافة الإجراءات الوقائية، بحيث لا يكون أي منهم عرضة للإصابة بفيروس كورونا، ومع كل هذا تبقى الإصابة واردة في الفريق الطبي.
جانب من الحوار
يوجد إصابات بين الطاقم الطبي ولكن ليس عدد كبير وفي نطاق صغير، وبالمقارنة مع بلاد آخرى فنحن أقل، ومع اصابة شخص من الفريق الطبي بيتم عزله وعمل مسحات لباقي المخالطين من الفريق الطبي، وبيتم عمل المسحات لحين التأكد من الجميع
هل حصلتم على مكافاة الرئيس للأطقم الطبية؟
تم صرفها بالفعل ووصلت للمديريات، وهي المسؤولة عن توزيعها للأطقم الطبية، لكنها تم صرفها بالفعل ووصلت لمديريات الصحة في المحافظات، حيث تصل للشؤون المالية والادارية. وتقدير الرئيس السيسي للأطقم الطبية تاج وحافز كبير جدًا.
جانب من الحوار
ويتم توفير النواقص وتدبيرها في أسرع وقت، إلى الآن لا نحتاج زيادة في الكوادر البشرية، خاصة وأنه إلى الآن يعاوننا مستشفيات الصدر، ومن ثم الأمور تسير بشكل طبيعي.
أود أن أؤكد أيضًا أن أماكن العزل ستكون داخل مباني وغرف مستقلة ولم نلجأ للخيم.
كم تبلغ قوة مستشفيات الحميات على مستوى الجمهورية؟
44 مستشفى حميات على مستوى الجمهورية، حيث كان العدد الإجمالي 47، انضم منهم 3 لأقسام تابعين للمؤسسة العلاجية، ويوجد بروتكول علاجي في مستشفيات الحميات، وتم وضعهم في جميع مستشفيات الحميات ليكون مرجعًا لأطباء الحميات في كل تعاملاتهم، خاصة في الفترة الجارية أثناء التعامل مع أصحاب المناعة المنخفضة أو الأمراض المزمنة، والفيروسية، وكبار السن من الفئات الذين يجب أن نخاف عليهم بشكل أكبر من العدوى، بخلاف أصحاب الأمراض الخاصة مثل أمراض الأورام، ومرض نقس المناعة الايدز
كيف يتم التعامل مع هؤلاء؟
وجهت وزيرة الصحة والسكان، بصرف العلاج لمدة 3 شهور بدلاً من صرفه بشكل شهري، ويبقى عند فائض، وفي حال كانت الحالة صعبة لهم أماكن خاصة مع تغيير مساراتهم عن حالات الكورونا، لمنع انتقال العدوى، الحالات التي تستلزم وجود المريض في الرعاية المركزة بتكون مصممة لانها تكون أماكن عزل، حيث تتباعد الغرف فيما بينها وبالتالي لا يوجد فرصة للاختلاط.
ماذا عن مركز مكافحة الأمراض المعدية الـ CDC؟
في وقت سابق كان يوجد وحدة النمرون في مستشفى حميات العباسية، وكانت من أشهر وحدات الأبحاث على الأمراض المعدية، ما الذي يمنع شتى الأمراض المعدية يكون لها أبحاث وترصد وعمل واسع من البحث العلمي المستمر، حيث ننتظر وجود صرح علمي متفرد، ونكون لنا البداية في الشرق الأوسط من خلال الـcdc المصري والذي يوجد داخل مستشفى حميات إمبابة، ونتوقع من خلاله نصرة علمية غير مسبوقة في مصر، حيث من المتوقع افتتاحه خلال الفترة القليلة القادمة بعد الانتهاء من أعمال البناء والتجهيزات الطبية، ومن المتوقع أن يجمع لفيف هاءئل من خبراء الأمراض المختلفة.
كعضو في اللجنة العلمية.. ما الذي ينقصنا على مستوى البحث العلمي؟
هناك العديد من الأبحاث المصرية المقدمة، حيث تعد مصر الأولى على المستوى الإفريقي بتقديم نحو 21 بحث عن فيروس كورونا المستجد، تتنوع ما بين المناعة والتفكيك الجيني للفيروس، وغيرها من الأبحاث التي تقديمها لمجلات بحثية وعلمية هامة، نشرت منها مجلة لا نسليت دراسة استخدام بلازما دم المتعافين لعلاج مصابي فيروس كورونا المستجد.
ما آخر التحديثات لبروتكول العلاج المصري لكورونا؟
البروتكول تم بلورته بناء على ظروف البلد، وما هو جيد من الأدوية التي تم عمل عليها أبحاث، لا يوجد دواء حتى هذه اللحظة، فيما تم الاعتماد على أبحاث ناجحة بالفعل وبدءأن بالعمل بها، إلى جانب التطوير والمتابعة والاضافة من خلال اللجنة العلمية المشكلة وتضم أهم الخبراء، حيث كان لنا السبق في العمل بأدوية التجلط والتي تم اعتمادها فيما بعد. وتم إضافة بند جديد يتعلق بالحوامل والمواليد، مرضى الكلى وأمراض القلب، من خلال متخصصين في كل مجال، وتم استكمال البروتكول والذي أصبح متكامل بشكل كبير.
الدكتور حمدي إبراهيم مدير عام الحميات
الأعداد في مصر أقل بكثير من الأرقام العالمية من حيث الإصابة بفيروس كورونا المستجد، ونعول دائمًا على وعي الشعب، ويجب اتباع الاجراءات الوقائية اللازمة، من غسل الأيدي خاصة قبل الأكل وبعدهومع التعامل مع المرضى، ومسافة تباعد بينا وبين الأشخاص لاتخاذ الحذر والوقاية.