الأذرع الإعلامية لـ”حماس” تثير جدالا فلسطينيا واسعا
كشفت دوائر سياسية مسؤولة إن هناك عدد من الصحف ووسائل الإعلام التي تعمق الانقسام الفلسطيني، وتصدر بهدف رئيسي وهو توجيه الانتقادات للسلطة الفلسطينية ورميها بسهام الغضب، لتحقيق أهداف سياسية ضيقة تساعد حماس تحديدا على تحسين صورتها أمام الشعب.
دوائر غربية تتابع الجدال في منصات التواصل الاجتماعي بسبب الهجمات الصاروخية لحركة حماس
وكشفت بعض من الدوائر الغربية، أنه على رأس هذه الصحف صحيفة فلسطين الآن التابعة لحركة حماس والتي باتت الآن بمثابة أداة إعلامية تهاجم بها حركة حماس السلطة الفلسطينية.
وتعتبر هذه الصحيفة واحدة من الصحف الالكترونية الصادرة في قطاع غزة، وتقوم حركة حماس بتمويلها ودعمها سواء على الصعيد التقني أو التحريري، الأمر الذي اثار اهتمام بعض من الصحف والدوائر الإعلامية الغربية المعنية بالشأن الفلسطيني.
وتقول دورية فورين افيرز الدولية إلى أن ما تطرحه الصحيفة من حين إلى أخر يزيد من التوتر الحاصل بين حماس من جهة والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى، خاصة مع تواصل هجوم هذه الصحيفة تحديدا على السلطة الفلسطينية أكثر من مرة.
وباتت الصحيفة منبرا للاساتذة والمعارضين للسلطة الفلسطينية بصورة متواصلة ، مثلما يقوم الدكتور يوسف رزقة أستاذ أدب ونقد في الجامعة الإسلامية بغزة ووزير الإعلام الأوقاف السابق والذي يتخذ من الصحيفة منبرا للهجوم على السلطة أكثر من مرة.
وكتب رزقة مؤخرا مقالا تنبأ فيه بزوال السلطة والحكومة وانتهاء عهد الرئيس محمود عباس، كما اتهم رزقة ايضا حركة فتح والسلطة بالدكتاتورية وأنها تطيح بكل من يختلف معها من منصبه، فضلا عن الكاتب الصحفي جهاد حرب والذي أنتقد بدوره وبشدة السلطة الفلسطينية زاعما إنها لم تقم بالعمل الكاف لدرء المخاطر والتصدي لوباء كورونا.
الأمر الذي دفع بأحد الخبراء الفلسطينيين في حديثه إلى هذه الدورية لإتهام الصحيفة بأنها باتت منبرا سياسيا مخصص فقط لانتقاد السلطة وليس أي هدف أخر.
كورونا يغير من السياسات الخارجية لإيران ويطيح بأساسيات علاقاتها مع حماس
وبدورها أبرزت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية وفي تقرير لها التفاعل الجيوسياسي في الأراضي الفلسطينية في ضوء التطورات الإعلامية المختلفة ، وقالت الصحيفة أن صحيفة فلسطين الآن تحديا تنتهج أسلوب الحرب النفسية والتوتر ضد السلطة الفلسطينية ، وهو الأسلوب الذي يتواصل بلا توقف خاصة وإنها تنتقد اي تعاطي للسلطة مع مختلف القضايا المتعددة.
وبات من الواضح أن الهدف الرئيسي أو الاستراتيجي الخاص بالخط التحرير للصحيفة هو خلق صراعات في السلطة الفلسطينية، يدعم هذا التوجه الاستراتيجي وجود أجنحة تحارب بعضها البعض داخل السلطة ، الأمر الذي يزيد من خطوة هذه القضية.
ويقول مصدر فلسطيني مسؤول إلى أن هذه الصحيفة لم تقدم إلا الصراخ النابع من حركة حماس ، موضحا أن الكثير من عناوينها ساخنة ، اي مثيرة، ولكن في حال متابعة مصداقية ما يتم نشره سنجد ان الصحيفة تصرخ فقط دون اي سند حقيقي أو معلومة ذات مصداقية.
واضاف هذا المصدر أن هذه الصحف تلقي دعما خارجيا من دولة خليجية ، وهي الدولة التي تحتضن بدورها قناة فضائية تقوم بين الحين والأخر باستضافة القائمين على هذه الصحيفة وغيرهم من المنصات الإعلامية التابعة لحماس من أجل تحقيق اي مكاسب على اي صعيد.
عموما فإن التفاعل السياسي الذي تقوم به هذه الصحيفة وغيرها من الصحف التابعة لحماس بات ينعكس سلبيا على الشارع الفلسطيني، الأمر الذي يزيد من خطورة هذه المنصات بصورة واضحة.