“الصحة العالمية”: مصر أرسلت 10 أطنان من المعدات اللازمة لحماية آلاف العاملين في مواجهة كورونا بدول مختلفة
قال الدكتور أحمد بن سالم المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، إن جائحة كورونا كشفت لنا التأثير الوخيم الذي لا يمكن تصوره لتهديد الصحة العامة على الأفراد والمجتمعات والبلدان. متابعًا: “نكرر دومًا أن الأمراض المُعدِية لا تعترف بالحدود، وأن اندلاع فاشية في أحد البلدان يمكن أن يهدد الأمن الصحي للإقليم والأقاليم الأخرى. واليوم نرى أن هذا التحذير قد أصبح حقيقة على نطاق مُثير للقلق وبنسبة تُنذر بالخطر”.
وتابع في بيان صحفي: “وفي ظل إصابة خمسة ملايين شخص، منهم أكثر من 300,000 وفاة، وفرض حظر الخروج في بلدان بأكملها، وتراجع الاقتصادات، يعاني الناس في جميع أنحاء العالم من مستويات غير مسبوقة من العزلة والقلق والخوف مما يخبئه المستقبل”.
وأضاف: “ولكن في هذا الواقع المؤلم، هناك بصيص من الأمل وحالة من التضامن جعلت البشرية في أفضل حالاتها وهي تواجه عدوًا مشتركًا. وأصبحت المجتمعات تتضافر على نحوٍ لم يسبق له مثيل، وتدعم بعضها بعضًا، وتدعم أيضًا جميع القوى العاملة المشاركة في الاستجابة”.
وأشار إلى أنه أنتج المتطوعون المجتمعيون في إيران مئات الآلاف من الكمامات لمساعدة الناس على الوقاية. وفي السودان، اجتمع طلاب كلية الصيدلة لتوزيع مليون مُطهِّر لليدين على الأسر الفقيرة. وفي مصر، تعاونت منظمات الشباب على إطلاق مبادرة لدعم الصحة النفسية لأقرانهم. وفي الأردن، حيث طُبقت أعلى درجات حظر الخروج، قام المتطوعون المجتمعيون والمجموعات الشبابية، بالتنسيق مع وزارة الصحة، بتوصيل الأدوية للمرضى المصابين بأمراض مزمنة.
وبين المنظري، أننا نشهد مستويات غير مسبوقة من التضامن بين البلدان في إقليمنا، على مستوى الاستجابة العالمية والإقليمية، وهناك تركيز على اتخاذ إجراءات سريعة لدعم البلدان الأكثر عُرضة للخطر.
وأوضح أن الاتحاد الأفريقي، الذي تضم عضويته سبعة بلدان من إقليمنا، اجتمع مرة أخرى تحت قيادة رئيس الوزراء الإثيوبي لدعم البلدان المحتاجة بإمدادات “كوفيد-19”.
واستكمل: “وأرسلت مصر إمدادات كوفيد-19 إلى السودان وإيطاليا والصين والولايات المتحدة على متن ست طائرات مُحمَّلة بالمساعدات، بالإضافة إلى 10 أطنان من المعدات اللازمة لحماية آلاف العاملين في مجال الرعاية الصحية الذين يناضلون بلا كلل في الخطوط الأمامية للمعركة ضد هذا المرض”.
ولفت، إلى المملكة العربية السعودية قامت بتيسير رحلة جوية مستأجرة لنقل إمدادات المنظمة إلى اليمن للاستجابة العاجلة لمرض “كوفيد-19″، كما تبرعت المملكة بمبلغ 10 ملايين دولار أمريكي لتنفيذ خطة الاستجابة العالمية التي وضعتها المنظمة، و10 ملايين دولار أمريكي أخرى لمكافحة مرض كوفيد-19 في اليمن على وجه التحديد. ومؤخرًا، تعهدت المملكة، التي تترأس حالياً قمة مجموعة العشرين، بتقديم 500 مليون دولار لدعم الجهود العالمية لمكافحة الجائحة.
وأرسل الأردن أطباء ومعدات طبية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ومعدات وقاية للعاملين الصحيين إلى اليابان، وأدوية إلى تونس، ومعدات وقاية وإمدادات إلى بلجيكا. وتظل الكويت واحدة من أهم الجهات المانحة التي تساهم في خطط الاستجابة العالمية والإقليمية لمرض كوفيد-19، مما يتيح للمنظمة توسيع نطاق أنشطتها في جميع أنحاء العالم، بما يشمل ستة بلدان في إقليمنا حيث توجد بعض الفئات السكانية الأكثر عُرضة للخطر، ومنهم اللاجئون.
وألمح إلى أن هذه الأمثلة المُفرحة على التضامن الإقليمي والتعاون تذكِّرنا أنَّ الأمور المشتركة بيننا أقوى من الفروق. والآن، أكثر من أي وقت مضى، وفي حين تتعرض الصحة العالمية للخطر، علينا أن نواصل الوقوف معًا بقوة من أجل الصالح العام.
واستكمل: “وبينما تم، ولا يزال يجري، القيام بالكثير، نحن بحاجة إلى زيادة هذا الزخم الإيجابي. فلنغتنمها فرصة، وننظر إلى الجائحة الحالية على أنها الفترة التي وضعت فيها البلدان خلافاتها جانبًا. وتذُكِّرنا الجائحة بصورة صارخة بأنه لا أحد آمن، حتى يكون كل شخص آمنًا، بغض النظر عن الموقع الجغرافي أو الانتماء السياسي. ولنجعل الصحة جسرًا للسلام، كما فعلنا بنجاح في الماضي”.
واختتم المنظري حديثه: “وبينما نعمل معًا من أجل الإنسانية، دعونا نتذكر الرؤية الإقليمية للمنظمة، التي أصبحت الآن أكثر وضوحًا من أي وقت مضى، والمتمثِّلة في أنَّ الصحة للجميع لا يمكن تحقيقها إلا بالجميع”.