الأربعاء 27 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

يجول يصنع خيرا.. قصة متعافي من فيروس كورونا يساعد الحالات الحرجة على التنفس (صور)

القاهرة 24
كايرو لايت
الثلاثاء 16/يونيو/2020 - 09:28 م

يقف محمد هواري، أمام أمه الحاملة لنفس العدوى التي يحملها “كوفيد-19″، تتمكن من جسدها ونسبة الأكسجين فيه تتراجع لأقل من 70%، شاحب الوجه، يبحث عن سبيل بعد غلق المستشفيات الحكومية والخاصة الأبواب في وجوهم، وينصحه طبيب بإيجار أنبوبة أكسجين، كأملًا وحيد في إنقاذها ليهرول مسرعًا وقبلته وسط القاهرة حيث منطقة الإسعاف؛ لإيجار أنبوبة أكسجين.

آخر ما كتبه أول طبيب متطوع توفي بكورونا: “لو عدينا 2020 هنحكي عنها كتير”

ضجيج من كل حدب وصوب، تكدس للمواطنين، إما باحثين عن دواء لتخفيف الأعراض وإما باحثين عن أمل أخير في إنقاذ ذويهم والحصول على أنبوبة، “هتدفع 3900 جنيه تأمين مع صورة بطاقتك وصورة لبطاقة الحالة، بالإضافة لتقرير من المستشفى أن الحالة تحتاج لأسطوانة أكسجين، ولا تنسى وصل كهرباء ووصل غاز”.. شروط تفوه بها مسئول الإسعاف ليتمكن الشاب من إنقاذ حياة والدته، ليعرض عليه مبلغ 5 ألاف جنيه وهاتف محمول ليصرف له الأنبوبة حتى رجوعه للبيت وإحضار الأوراق المطلوبة ولكنه رفض أيضًا، وكل ما يشغل باله حينها رجوعه للمنزل بخفي حنين، فكان خيبة الأمل من نصيبه أما الأم أخذت نصيبها في الإنتظار طمعًا في فرصة للحياة عبر تلك الأنبوبة.

انقضى الموقف سريعًا بعد مكالمة لأحد أقاربه يخبره بتوفر الأنبوبة لديه، لكنه ظل عالقًا في ذهنه، ليقرر بعدها البدء في إسعاف مرضى وباء كورونا، عن طريق توفر أنبوبات الأكسجين وإعدادها للمرضى وقياس نسبة الأكسجين.

المرض مش عيب.. أخصائي أشعة يتطوع لمساعدة مصابي كورونا في العزل المنزلي بالأقصر

يسرد الشاب الذي يزحف نحو 34 ربيعًا لـ”القاهرة 24″ بداية حكايته مع التطوع وفيروس كورونا، التي بدأت بإصابة شقيقه لينفرط عقد العائلة وتسقط حالة تلو الأخرى فريسة لكورونا، وتصل عدد حالات الأسرة نحو 27 حالة، عانى منه هو الأخر ولكن بأعراض بسيطة.

المتطوع محمد هواري
المتطوع محمد هواري

الحصول على أنبوبة أكسجين لم تكن العقبة الوحيدة التي واجهتها الأسرة مع مطلع مايو الماضي، يقول هواري: ” كلمنا الخط الساخن 105 لابويا وأمي، أبويا عشان معاه جنسية أمريكية نقل لمستشفى عزل صحي بعد يومين، قالهم أنا كويس ومراتي حالتها صعبة رفضوا نقلها، وبلغونا أنهم جايين لأبويا برقمه القومي، حاولنا ندفع فلوس في مستشفيات خاصة ولكن في وقتها لم تكن تستقبل حالات كورونا.. اتمرمطنا واتذلينا عشان نلاقي مستشفى لأمي”.

ليبحث بعدها هواري طويلًا عما بين يديه ويستطيع تقديمه نحو هؤلاء المكلومين، ما بين البحث عن مستشفيات واستغلال التجار ورفع أسعار أنابيب الأكسجين ومستلزماتها والقضاء على “كوفيد-19″، رافضًا أخذ تبرعات ومساعدات، يحكي هواري ويقول: ” بداية تطوعي إني شوفت أمي في المنظر دا وأنا مش عارف أعمل حاجة.. اتفقت مع ممرضة تكلمني لو قابلت أي حالة محتاجة أكسجين، كان معايا وقتها 3 اسطوانات اشتريتهم لاسعاف أسرتي ومع تزايد الحالات وصلوا لـ9 أسطوانات، ومع تبرع الأصحاب وصلوا حوالي 20 اسطوانة”.

عزة محمد: سبب تطوعى لمساعدة مرضى كورونا رجل تخلى عن زوجته المصابة وظلت يومين بلا أكل

“وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا” آية قرأنية يضعها مهندس الإلكترونيات نصب عيناه، ويستعين بنصائح مجموعة من الأطباء، لمعرفة الطريقة الصحيحة لتركيب الأنبوبة ومستلزماتها وطريقة قياس نسبة الأكسجين، حيث الكثير من الناس ليسوا على دراية بذلك الأمر.

وبعد نشر إحدى الحالات صورة له وهو يقوم بتركيب الأنبوبة خلسه دون علمه؛ لتقديم الشكر له، والتي أخذت حظ وافر من الانتشار على مواقع التواصل الاجتماعي، وصل عدد الحالات التي يتابعها الشاب مالا يقل عن 20 حالة يوميًا، ولم يتوقف هاتفه عن استقبال الإغاثات، ويردف: “متوقف عن شغلي من 4 أيام بسبب ضغط الاستغاثات.. بكون نازل شغلي ويجيلي استغاله بسيب شغلي وأروح للحالة”، ويضيف: “بروح كل مكان، ساكن في المعادي وشغلي في منطقة وسط البلد وماقدرش اقول لحالة لا”.

اصعب ما يؤرق هواري أن يتعامل مع حالة وهو يدري أنها في أخر لحظاتها، ولكن يستمر في اسعافها قدر المستطاع، يقول: “مابيأسش مع أي حالة حتى لو حرجة”.

3 ممرضات عناية فائقة بسوهاج يتطوعن للعمل بمستشفى عزل إسنا (صور)

المتطوع محمد هواري
المتطوع محمد هواري

ممرضو الرعاية الصحية ببورسعيد يتطوعون في مستشفى المبرة لفرز حالات الاشتباه بكورونا

تابع مواقعنا