هل ستتحقق المصالحة الفلسطينية أم ستواصل التصادم بالعوائق السياسية؟
تتجه الأنظار السياسية سواء الفلسطينية أو العربية عموما إلى قطاع غزة، مع الإعلان عن إقامة مهرجان وطني ضد الضم في قطاع غزة، وهو المهرجان الذي سيشهد مشاركة حركتي فتح وحماس في هذا التجمع الوطني الذي يأمل الكثير من الفلسطينيين أن يمثل بداية لإنهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس.
ويأتي هذا في ضوء الاجتماعات المتواصلة بين قيادات حركة فتح وحماس، والتي كان أخرها صباح اليوم الثلاثاء بين خليل الحية عضو المكتب السياسي لحركة حماس من جهة وأحمد حلس عضو اللجنة المركزية لحركة فتح من جهة أخرى.
وتشير تقارير إعلامية فلسطينية أن عدد من المنظمات ستشارك في هذه الفعاليات ، ومن المنتظر أيضا مشاركة فرق حركة حماس العسكرية مع سعيها للظهور في ذلك المهرجان ، وستقوم في ذات الوقت بالتلويح بأعلام حماس ، وهو ما سيعني أن المهرجان أحتفائي فقط بحماس وليس بفتح وحماس كما هو مخطط.
وتشير دورية ميدل إيست مونيتور إلى أهمية رسائل التواصل والاجتماعات المشتركة بين فتح وحماس ، وهو ما يأتي من أجل وضع حد للأزمات السياسية المتواصلة بين الطرفين غير أن بعض التقارير الأخرى اشارت إلى تخوف قيادات من حركة فتح إلى استغلال هذا المهرجان والعرض المشترك للقيام باستعراضات عسكرية، الأمر الذي سيضع حركة فتح في أزمة خاصة وإنها تنتقد بصورة دورية على لسان قاداتها ما تصفه بالفلتان الأمني لحماس في غزة.
ونبهت الدورية إلى أن اللواء جبريل الرجوب هو المسؤول عن التنسيق مع حماس بشأن هذا المهرجان ، غير إنه يواجه الكثير من الصعوبات في التنسيق بين الجانبين بسبب الاتهامات المتبادلة والتوترات بين حركتي فتح وحماس.
من جهتها أعربت مصادر سياسية عن دعمها لهذه الخطوة ، وأشارت مصادر مسؤولة في المجلس الوطني الفلسطيني، في تصريحات إعلامية إن هذا التجمع الجماهيري يمثل رسالة قوية لسلطات الاحتلال الإسرائيلي تفيد بوقوف الشعب والقيادة الفلسطينية وكافة القوى والفصائل الوطنية صفا واحدا في مواجهة سرقة الاحتلال للأرض الفلسطينية.
ونوهت هذه المصادر إلى أن “الحضور الدولي القوي في التجمع يعكس أيضا رسالة دولية واضحة لرفض مخطط الضم الإسرائيلي، لما يشكل مخالفة صريحة للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ولأنه يسهم في تقويض أي فرصة لتحقيق السلام الشامل والعادل ويمنع إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق حدود العام 1967 وعاصمتها القدس”.
غير أن بعض التقارير نسبت إلى مسؤولين رفيعي المستوى في رام الله إلى وجود شعور بالحذر والترقب لهذا المهرجان.
وأشارت هذه المصادر أن بعض المصادر المسؤولة غاضبة من هذه الخطوة خاصة مع وصول تقارير دقيقة تكشف للرئيس محمود عباس إن حماس يمكن أن تستغل هذا المهرجان من أجل القيام بمهرجان عسكري استعراضي لها.
وأوضحت هذه المصادر أن الرئيس محمود عباس هدد بأن فتح يمكنها أن ترفض تنظيم المهرجان ولا تعترف به أن حاولت حركة حماس تحويله إلى مهرجان استعراضي لها وحدها، وهو ما سيمثل إهانة ذاته لحركة فتح.
وأوضحت المصادر المسؤولة أن أبرز القضايا المعقدة الان بين الجانبين فتح وحماس هي الاستعراض العسكري الذي تسع حركة حماس القيام به في هذا اليوم ، فضلا عن إمكانية مشاركة متحدثن سياسيين أخرين تابعين لحركة حماس في هذه الفعالية.
وأوضحت تلك المصادر أن الرئيس عباس يرغب في أن يكون وحده هو المتحدث نيابة عن الشعب الفلسطيني ، خاصة وأنه الرئيس الشرعي المعترف به والمسؤول الوحيد أمام الأجيال الفلسطينية الان.
جدير بالذكر أن مسؤول كبير في حركة فتح قال إن قيادات في الحركة تشعر بالغضب بسبب ما يعرفه “إهانة زعماء فتح” من قبل جبريل الرجوب ، خاصة وأن جدول الفعاليات المرتبط باليوم الاحتفائي الخاص باحتفالية حماس وفتح في غزة به ما يمكن وصفه بأنه إهانة للثانية بوضوح. ونوه المصدر إلى أن قيادات فتح تحرص على إبقاء هذا الخلاف بين الرجوب والقيادات العليا للتنظيم بعيدة عن أعين المراقبين السياسيين ومنصات التواصل الأجتماعي ، وهو ما بات واضحا الان مع التطورات الجيوسياسية لهذه الأزمة.
وأضاف المصدر ، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن الكثير من قيادات حركة فتح تباحثا بشأن هذه القضية ، وتم إبداء الكثير من التحفظات بشأن إدارة الرجوب لهذا الملف منذ الإعلان عن المؤتمر الصحفي المشترك بينه وبين صالح العاروري حتى الآن.
وأشارت مصادر صحيفة أن الكثير من قيادات حركة فتح طالبت بضرورة إبعاد جبريل الرجوب عن طريق المصالحة الآن ، خاصة وأن كافة الشواهد تشير إلى إنه يتسبب في الكثير من الأزمات سواء على الصعيد السياسي أو الجماهيري على حد سواء.
اللافت أن الأمر وصل إلى تأكيد هذا المصدر بأن استمرار الرجوب بهذا الوضع سيؤدي بدوره إلى أزمات لم ترها فتح منذ فترة طويلة، خاصة مع تهديد عدد من القيادات بأنها ستتوقف عن تقديم أي مساعدة على الصعيد الأمني أو السياسي أو اي صعيد حال أستمرار الرجوب في إدارة ملف المصالحة بهذه الصورة.
عموما فإن من الواضح أن تداعيات هذا المهرجان باتت محل أهتمام الكثير من الدوائر السياسية ، وهو الأهتمام الذي بات واضحا الان في جملة التفاعلات السياسية بالشارع الفلسطيني.