على هامش الاعترافات
“اكذب .. اكذب حتى يصدقك الناس”.. ولمَ لا تكذب ؟! وهي الطريقة المثلى السخية للارتزاق السهل، وتأمين لقمة العيش على نحو مُهين.
في هذا السياق، جاءت اعترافات الخلية الإرهابية التي ضبطها الأمن الوطني بالإسكندرية لتحمل فصلا آخرا يؤكد الحقيقة القديمة الجديدة لجماعة الإخوان التي لا تتورع أن تخلق عالما خاصا من الأحداث، عالما يؤلب الناس ويُثير غضبهم.. عالما يعتمد في نقل الصورة على اجتزاء الحقيقة وقص ولصق وبتر البيانات والمعلومات عبر لجان إلكترونية لإثارة سخط وغضب واستياء المواطن وتثبيط همته وعزيمته وتشكيكه على نحو يفقد فيه الثقة في دولته ككل.
إعلام فضائي يختلق الأحداث.. لا عيب في نقل صورة متجزأة وفيديو يثير الفتنة وكذبة تضعف الحقيقة.. مرحبا بك في جماعة الظلام والتدليس.
تفاصيل اعترافات خلية الإسكندرية الأخيرة التي ضبطها رجال الأمن الوطني أوضحت جانبا من الصورة التي لطالما حذرنا منها: نشر الشائعات، وقص الحقائق واجتزاء البيانات وقص الفيديوهات والصور لتشويه المؤسسات والأشخاص بل والطعن في شرف الخصوم.
هنا في عالم الجماعة.. الكذب مباح والتزييف متاح في نقل الأحداث .. فالأموال مرصودة والخطط موضوعة والشحن العاطفي للشعوب هي الطريقة التقليدية لتأليب الرأي العام في الدول العربية.
وكأنها صناعة يهودية أو عدائية بل هي كذلك.. هل رأيت تناقضاتهم على الشاشات؟ هل أتاك حديث الضحايا من صغار السن ممن شحنتهم الإرهابية ومرتزقتها في ليبيا وسوريا والعراق ومازالت؟ هل وردك تحريض ناصر ومعتز وزوبع وتوكل وسمير وعطوان و…” ؟
منذ عملي في مجال العمل الإعلامي، متخصصا في تغطية الملف الأمني، كتبت عشرات التقارير واطلعت على عدد من التحقيقات مع قيادات إخوانية وعناصر بارزة في الجماعة حملت اعترافاتهم كيفية صناعة الكذب، وخطوط الوهم بأموال تركية تارة وقطرية تارة أخرى فالجماعة تضع يدها مع من يدفع ومن يأوي لا فرق في تحقيق الحلم بين تركي وعربي.. أينما تدفع ولائي لك.
هنا قناة الجزيرة ومكملين والشرق.. عندما تفقد المصداقية لا مجال للمقارنة في الكذب، فالأمر ليس نقل أحداث رياضية أو خلافها، هنا الحدث أكبر، الصورة الفضائية المنقولة قد تؤدي لمزيد من القتل والدمار ، خصوصا أننا كشعوب عربية عاطفيون في تعاملاتنا ، فكم من شبابنا ذهب ضحية التغرير الفضائي والإعلام المرئي.
بالمرصاد يقف رجال الأمن الوطني يرصدون ويتابعون ويلاحقون فلول العناصر الإخوانية.. ضرباتهم الاستباقية تحبط مخططات طيور الخراب، ممن لا يتركون أي فرصة لإنجاز مهمة يخبو خلفها حلم التخريب والسقوط.
نجاحات صائدي المعلومات كشفت الوجه القبيح الذي لطالما طل برأسه طيلة الأيام الماضية خلال تحديات مرت على الدولة منذ أزمة كورونا مرورا بأزمتي سد النهضة والتدخل في ليبيا، إذ كشفت كيف يفكرون، وما هي أجندتهم.
لا شرف في الخصومة لدى الجماعة، وكيف تسأل عن الشرف جماعة باتت تحرض على القتل علنا، وصار هدفها إسقاط الدول والتخريب والفساد، لا شرف لمن باع الأرض والعرض والوطن، لا شرف لمن باع وطنه وأهله.. لا نخوة في فنادق تركيا وعلى شاشات قطر، ومنتجعات لندن.
إنها حرب الوعي يا صديقي.. تحد أكبر من ذي قبل يخبو خلفه حلم الخلافة الإخوانية ووهم الإمبراطورية التركية، قطع كقطع الشطرنج يحركها “أردوغان” ويستخدمها رجله “تميم” وتنفذها ميليشياته ومرتزقته لكن مصر محمية بفضل الله وأبنائها المخلصين.