الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

“تخونوه!”

القاهرة 24
الجمعة 31/يوليو/2020 - 03:54 م
  • من الحكايات التراثية المصرية، واللي ليها سند حقيقي فى أكثر من مرجع إن أهالينا زمان لما كانوا بيعملوا الأفراح خصوصاً فى المناطق الريفية البسيطة كانت التحية اللي بتتوزع فى الفرح عشان المعازيم تتعشي هي رغيف عيش فيه لحمة مسلوقة.. حاجة كده فى نفس قيمة البوفيه فى أفراح النهاردة، ويمكن كمان أغلي بسبب إنك حاطط هُبر لحمة جوه الرغيف مش مجرد حتة جاتوه!.. لما كان صاحب البيت يخاف إن عدد الحضور يكون أكتر من عدد قطع اللحم اللي هيكورها فى الأرغفة كان بيلف جزء من كمية العيش فى بعضه جوه بعض بدون لحمة المهم يكون منفوخ وخلاص!.. طب وبعدين؟.. يوزعه على قرايبه لإنهم لما يكتشفوا إن العيش كان محشي عيش هيستروا عليه، ومش هيتكلموا لكن المهم مانتفضحش قدام الأغراب يعني اللي لازم العيش بتاعهم يكون فيه لحمة!.. فى مرة فيه واحد عمل كده فعلاً، ووزع على بعض من قرايبه كام رغيف عيش بدون لحمة عشان يعرف يسد قدام باقي المعازيم.. واحد من القرايب دول تنح وبارد ومعندوش ريحة الدم لما فتح العيش ولقاه فاضي نادي على صاحب الفرح قدام الكل وبصوت غلس زيه وقال: (يا أبو فلان! العيش من غير لحمة).. طبعاً صاحب الفرح بقي فى نص هدومه لكن فى لحظة وسرعة بديهة رد عليه قدام الكل برضه وبصوت عالي: (حقك عليا إفتكرتك من أهلي).. ساعات كتير بتفتكر إن فلان اللي من دمك أو بينك وبينه عِشرة هيكون سند وحماية ليك فى حين إنك عنده مش زي ما هو عندك؛ بالعكس دي الضربة والخيانة مش بتيجي غير منه هو!.

 

  • الإنبوكس:

 

أنا “شهيرة“.. عندي 36 سنة.. من القاهرة..  متجوزة أنا و“نادر” من 12 سنة بعد قصة حب كبيرة بدأت تفاصيلها أثناء الدراسة فى الجامعة.. حب من طرفين زي ما الكتاب بيقول، وتمسك ببعض للنهاية، ومواجهة الأهل فى الناحيتين عشان نبقي مع بعض.. إنتصرنا وإتجوزنا.. قصتنا كانت من القصص اللي لما حد بيسمع جمال بدايتها وإزاي كل واحد فينا كان بيعمل المستحيل عشان يلفت نظر التاني؛ أكيد ماكنش هيتمني نهاية أحلي من كده لينا.. فى أول سنة جواز خلفنا “آسر“.. للأسف إتولد بإعاقة جسدية خلّت حركته شِبه منعدمة، والنطق مفيش.. الولد كان عنده ضمور فى العضلات، وفى المخ!.. قررنا نخوض التحدي للنهاية، ومش هنبخل عليه بحاجة.. إحنا ظروفنا ماكانتش عظيمة بس ضغطنا نفسنا عشان نقدر نواصل.. أنا بشتغل شغلانة الصبح، وأثناء فترة شغلي ماما بتيجي تقعد مع الولد، و“نادر” كان بيشتغل شغلانتين الصبح وبالليل.. كنا بنكمل بعض قدر الإمكان، وبنصرف على علاج الولد بكل اللي يحتاجه.. بعد 3 سنين ربنا رزقنا بـ “أشرقت“.. بنت زي العسل، والحمدلله جت للدنيا وهي معافية.. بس ضغطة تربية الولد والبنت عملت عبء علينا وماما سنها كبر، ومش هتعرف تراعيهم لوحدها!.. ده غير إن ماما كمان سافرت عشان تقعد مع أختي اللي متجوزة فى الصعيد عشان كان عندها برضه ولاد صغيرين وماما حست إنها قصرت فى حقها وعايزة تكون معاها فترة عشان ولادها هي كمان!.. أضطريت أقعد من الشغل، و“نادر” راح شغلانة جديدة بالليل فى نفس الوقت من كرم ربنا علينا وبمرتب يوزاي مرتبه القديم بتاع شغلانة بالليل + مرتبي بتاع شغلانتي اللي قعدت منها.. حلو.. يبقي كده ربنا رايد إني أقعد بالولاد فى البيت عشان أركز فى تربيتهم، ومش هيحصل أى تقصير مادي.. كملنا حياتنا كده على نفس المنوال.. بس بدأ “نادر” يتغير.. دايماً راجع من الشغل مهدود.. بطل يتكلم معايا زي ما كنا متعودين زمان.. بقي عصبي، ومفيش حاجة عاجباه!.. طب يا حبيبي روق أعصابك مش كده دول هما كلهم كام ساعة اللي بنقعدهم مع بعض أصلاً!.. مفيش فايدة.. كل يوم عن التاني وسنة ورا سنة كانت شخصيته بتتغير للأسوأ ونفوره من بيتنا بيزيد.. مارضتش أضغطه زيادة عشان الله أعلم بيه.. رغم قلة عدد ساعات وجوده فى البيت؛ كنت بحاول أبقي محافظة على نفسي كزوجة من كل النواحي.. أعمل له عشاء رومانسي، وأولع له شموع!.. أجيب له هدايا فى عيد ميلاده، وهو لأ مفيش من بعد تاني سنة جواز!.. بس مش مهم؛ المهم إنه يكون مبسوط.. فى يوم من حوالي سنتين والد “نادر” تعب فجأة.. تعب تعب جامد شوية لدرجة إن جيرانه إتصلوا بينا على التليفون الأرضي عشان نلحقه.. رديت.. عرفت الموضوع مع جارهم، وعرفت إنه بيتصل بـ “نادر” بقاله أكتر من 3 ساعات، ومش بيرد.. قفلت معاه وحاولت أتصل أنا نفسي بـ “نادر” برضه؛ كنسل.. تاني وتالت ورابع وعشرين مرة كنسل برضه.. الطبيعي إنه عمره ما بيتأخر فى الرد بالشكل ده.. طيب دلوقتي فيه مصيبة وأكيد هو فيه اللي مكفيه فى شغله، ومش هينفع نسيب عمو لوحده.. اتصلت بالجار وقولتله خليك جنب عمو أنا جاية.. لبست، ولبّست الأولاد وأخدتهم معايا.. رغم ظروف “آسر” الصحية، واللخمة اللى هتعملها “أشرقت” بس ماكنش فيه مفر.. لازم حد يسد فى الموقف ده، وأنا بنت راجل ولازم أطلع قدها.. وصلت لـ بيت والده، وإتصلت بعربية إسعاف عشان ياخدوه، وركبت أنا والولاد ورا.. الموضوع كان صعب، ومرهق وضاغط على أعصابي بشكل مهما حاولت أوصفه مش هعرف أعمل ده.. بس كان لازم أفضل واقفة.. وصلنا المستشفي.. عرفنا إن عمو عنده غيبوبة كبدية.. يا نهار منيل!.. والحل؟.. عناية مركزة.. طيب دخلوه.. قالوا لازم يكون فيه فلوس كتير تتحط فى الحسابات من تحت حساب الحالة!.. طيب حطوه وأنا هتصرف.. عندى كام حتة دهب فى البيت، وفيه برضه حوالي 3 آلاف جنيه موجودين بس هناك!.. قررت أروح أجيبهم، وأعدي على محل دهب أبيعهم.. مفيش وقت، ومهما كان اللي “نادر” فيه أكيد مش هيبقي سعيد لما يلاقي أبوه محدش نجده ولا وقف جنبه.. مع واحدة ممرضة من الممرضات اللى قاعدين فى المستشفي سيبت الولاد!.. ماكنش فيه حل تاني.. طلعت جري على البيت جيبت الفلوس، والدهب، وطلعت على الصاغة عشان أبيعه، وعملت كده فعلاً وصاحب المحل إستهبلني لما لقاني ست ولوحدي بس طظ إنشالله حتى لو جاب نص ثمنه المهم يبقي فى إيدي كاش عشان الراجل بيموت!.. وأنا داخلة أجري ونفسي مقطوع لمحت على الباب الجانبي بتاع المستشفي “نادر” داخل جري فى وسط زحمة مسعفين وناس!.. الحمدلله أخيراً يبقي حد بلغه وجه عشان يقف معانا.. تقسيمة المستشفي اللي كانت نصين حسب أقسامها ماكانتش تسمح لى أدخل ناحيته عشان أنا فى القسم الإداري ده غير كوم البشر اللي محاوط الجنبين يمين وشمال.. إتصلت بيه.. موبايله مغلق.. أكيد فصل شحن.. كملت فى طريقى للحسابات عشان أدفع، وعشان يبلغوا العناية إن الراجل ده فيه فلوس إتدفعت له.. مرت نص ساعة بس حصل فعلاً، والحمدلله إن القصة دي كلها ما أخدتش أكتر من ساعتين من أول خروجى من المستشفي لحد رجوعي بالفلوس مروراً ببيع الدهب ومشوار البيت ووقفة طابور الحسابات.. حسيت إني عملت إنجاز ضخم.. متخيل إن حياة بني آدم ممكن تكون مرتبطة بيك قد إيه!.. ألف حمد، وشكر ليك يارب.. رجعت للعناية.. مالقتش “نادر“!.. إيه ده أنا شوفته داخل من نص ساعة!.. راح فين بس!.. تلاقيه تايه فى أقسام المستشفي ومش عارف يوصل.. خليت الولاد مع نفس الممرضة، وفضلت أدور عليه فى كل دور وقسم يمكن أشوفه.. مفيش!.. روحت على قسم الإستقبال عشان عندهم كل البيانات وعشان أسيب تفاصيل عندهم لو “نادر” جه يسأل مانتوهش من بعض.. سألت الموظفة: (لو سمحتي أستاذ “نادر عوض عبدالكريم” ممكـ…..).. كنت ناوية أكمل وأقول لها ممكن تناديه فى الميكرفون الداخلي أو كده بس لقيتها قاطعتني، وشاورلتي بعدم إهتمام: (غرفة 108 الدور التاني على اليمين بعد الأسانسير).. قولتلها: (لأ حضرتك غلطانة؛ أنا قصدي ممكن تنادي فلان الفلان فى الميكروفون عشان مش عارفين نوصل له)..  بصت لى بنفاذ صبر، وقالت: (وأنده عليه ليه ما أنا بقول لك مكانه على طول).. غصب عني ضحكت بسخرية، وفهمت إنها بتزحلقني زي أى موظفة مش طايقة نفسها، وإتخنقت من كتر أسئلة وطلبات الناس اللي بتتعامل معاهم يومياً.. واحد موظف قاعد جنبها لاحظ حيرتي.. قال بس بنبرة هادية شوية: (يا مدام هي ردت عليكي خلاص!، إتفضلي روحي شوفيه وسيبينا عشان نشوف شغلنا).. دي إيه قلة الحيلة اللي أنا فيها دي يارب!.. يمكن يكون “نادر” فعلاً تعب، وجه عشان يكشف!.. مجرد ما جالي الهاجس ده طلعت جري وأنا قلبي هيقف على الدور اللي قالت عليه الموظفة، وعلى نفس الغرفة.. وصلت.. قسم الولادة!.. قلبي إتقبض.. قربت أكتر بس بخطوات أبطأ.. شوفته واقف بضهره جنب باب أوضة من الأوض، وساند راسه على الحيطة.. لسه هنده عليه طلعت ممرضة من باب الأوضة، وقالتله: (مبروك يا أستاذ ولد زي العسل يتربي فى عزك).. مسك كتفها من الجنب، وقعد يتنطط زي العيال الصغيرة، وطلّع فلوس إداها للممرضة!.. بدون ما يشوفني نزلت تاني للإستقبال وأنا رجليا مش شايلاني، وغصب عني دموعي غرقت وشي.. سألت الموظف مش الموظفة: (من فضلك هو “نادر عوض عبدالكريم” موجود فى الدور ده عشان إيه ممكن أعرف؟).. الحروف اللي ممكن تبان واضحة فى سؤالي طلعت مني حرف حرف وبشكل فيه لعثمة خلّت الموظفة شوحت بإيديها وقالت: (إحنا ماوراناش غير “نادر” “نادر” “نادر“!، جرى إيه يا مدام).. زميلها شاورلها إنها تهدي، ومسك منها الدفتر وقرا ورد هو عليا: (ولادة يا فندم، المدام بتاعته بتولد، كانت تعبانة شوية وبيحاولوا يلحقوها).. فى اللحظة دي أنا فعلاً وقعت على الأرض من الصدمة.. نفسي ضاق.. ضربات قلبي بقي أى حد قريب مني يقدر يسمعها.. جُم ناس حاولوا يسندوني عشان أقف.. زيحت إيديهم كلهم ووقفت لوحدى والدنيا ضلمة فى عيني.. ربنا رمي فى روحي صبر وقوة مش عارفة جُم منين.. سندت نفسي بـ نفسي ورجعت تاني على العناية المركزة.. فيه راجل كبير فى السن وغلبان وتعبان ولازم حد يكون معاه، وكمان ولادي لوحدهم مع واحدة معرفهاش.. أخدت ولادي فى حضني، وقعدت جنب باب العناية.. حذفت كل شريط الأحداث فى آخر 20 دقيقة واللي إكتشفت فيهم اللي حصل.. بعدها بنص ساعة لقيت موبايلي بيرن.. “نادر“.. قال: (أيوا يا “شهيرة” فيه إيه تليفونات تليفونات مش قاعد مرزوع فى الشغل!، فيه إيه؟).. رديت بثبات إنفعالي: (عمو تعب شوية).. طبعاً إتخض، ورد بصوت متلخبط: (بابا ليه طيب هو فين وإنتي فين إيه اللي حصل).. رديت بصوت هادى: (ماتقلقش إحنا فى المستشفي معاه).. سأل: (مستشفي إيه وأنتم مين اللي معاه؟).. رديت: (أنا والولاد، وموجودين فى مستشفي كذا كذا).. حسيت إن الموبايل وقع من إيده أو إن الصوت وقف فى زوره من كمية التوتر اللي كان فيها.. قال: (طيب أنا قريب جنبكم هنا أنا جاي).. وصل بعد 10 دقايق حسيت إنه تعمد يتأخر فيهم عشان يبان إنه كان قريب مش هنا فعلاً!.. قابل الدكتور، وعرف منه تفاصيل الحالة وإنها متاخرة.. خرج من أوضة العناية وهو شِبه منهار نفسياً وجسدياً ورمي جسمه على الكرسي اللي جنبي.. كنت سرحانة وتايهة أنا كمان.. من رحمة ربنا إن والده إتوفي تاني يوم على طول.. حصلت الجنازة وإستقبال الناس اللي جُم من البلد لمدة 3 أيام فى بيتنا عشان العزاء.. خدمت الناس بكل طاقتي، وكنت واقفة زي الجبل بدون ما ألمح بأى حاجة، وهو كان ملاحظ بس مش متأكد فيه إيه.. خلص الظرف اللي كنّا فيه.. فى نهاية اليوم الثالث للعزاء وإحنا قاعدين على الكنبة فى الصالة وهو مغمض عينه من الإرهاق قال بصوت طلع منه بصعوبة: (الله يرحمك ويحسن إليك يا أبويا).. قولتله بدون ما أبص فى وشه: (ربنا يرحمه ويغفرله، معرفش يربي).. بص لى بإنزعاج، وقال: (إيه اللي بتقوليه ده!).. كملت برضه بدون ما أبص فى وشه: (ليه يا “نادر“؟، إتجوزت عليا ليه؟).. كإن كهرباء مسكت فى جسمه لما سمع سؤالي.. رد: (إيه الكلام الفارغ اللي بتقوليه ده!).. ماردتش.. حاول يستجمع شجاعته، وبقي يهبل بأي كلام أهبل: (إنتي الظاهر قعدة البيت جننتك، ومخك ضرب، و….).. بصيت فى عينه وقربت وشي من وشه وقولت: (ليه يا “نادر“؟).. سكت شوية، وفهم إن فيه ورا سؤالي معلومة وإنه مش مجرد شك.. فوجئت إنه بيرد عليا بمنتهي البجاحة: (عشان تعبت، وبقيت محتاج تجديد).. سألت: (وأنا؟).. رد: (مراتي وأم ولادي، دي حاجة مش هتتغير).. سألت: (إتجوزتها من إمتي).. كان هيرد بسرعة بس صبر لحظة، ولما لقي إنها كده كده خربانة قال بـ تحدي: (سنة، ونص).. سألت: (أنا قصرت فى إيه؟).. رد: (ولا حاجة، إنتي نعم الزوجة بس إنتي بتاعت البيت، وأنا كنت عايزة حد تاني مايبقاش ممل و…).. إبتسامة السخرية بتاعتي خلتّه يوقف كلامه.. قولت: (أنا ماستحقش الخيانة دي يا “نادر“).. رد: (خيانة إيه!، إنتي مش هتبطلي كلام الروايات والأفلام اللي بتشوفيها دى! ده جواز وشرعي!، إنتي عايزة تعيشي فى دور المظلومة وخلاص!، كفاية بقي، وخلّى عندك دم إحنا لسه فى حالة عزا….).. قاطعته: (طلقني).. قال بـ عند: (لأ يا “شهيرة” مش هيحصل).. قلت بـ عند أكبر، وصوت عالي: (لأ هيحصل، وهتطلقني، وماتخافش مش هاخد منك حاجة).. فضل يعند، وأنا فضلت مصممة على طلبي.. يوم إتنين تلاتة، وماقدرش يصمد أكتر من كده، وفعلاً إتنازلت عن كل حاجة ليه.. لا نفقة ولا مؤخر ولا أى مصاريف.. أنا مش عايزة منه حاجة حرفياً ولا طايقاه.. يغور بأى حاجة.. كان التحدي بالنسباله إن أنا مش هعرف أعمل حاجة لوحدى، وبالعيلين دول.. وكان تفكير  غبي منه لإن اللي هو عمله وخلاّني أحس إني مش أنثي كاملة أو فيا عيب يروح بسببه يتجوز عليا؛ هيخلّيني مصممة أندمه!.. فات سنتين على الطلاق.. خلالهم أخدت كورس فى التسويق، وإتعلمت لغة أجنبية، وإشتغلت شغلانة الصبح، وواحد تانية أون لاين من البيت.. بقيت متكفلة بمصاريف “آسر” كاملة، وبتعليم “أشرقت“.. ربنا كرمني من أوسع أبوابه ووقف معايا وجبرني فوق ما أتخيل.. ولاد الحلال كانوا بيقعوا فى طريقى فى كل خطوة بمشيها.. الشغل جاب شغل، والصبر جاب صبر، والرزق جاب رزق.. مابقيناش نعرف أى حاجة عن “نادر“، ومش عايزين.. حتى الولاد نسيوه.. جالي من حوالي أسبوعين وهو خاسس، ودقنه طويلة، ومش طبيعي.. حاول يتكلم معايا رفضت.. بكي، ووطي يبوس رجليا، وهو بيقول إنه عرف قيمتي، وندمان، وإن مراته طردته من الشقة التانية.. كل كلامه ما هزش فى راسي شعرة، وصرخت فى وشه إنه يخرج بره.. جه تاني يوم ومعاه حد من قرايبه اللي عارف إني بعزه وبقدره.. بيتوسط عشان يرجع.. رفضت برضه.. قريبه بص لى بإندهاش حقيقي وقال: (إتغيرتي أوي يا “شهيرة” يا بنتي!، أومال فين الحب بتاعكم اللي كنا بنتحاكي بيه).. بصيت لـ “نادر” ورديت: (راح لحاله بقي يا حاج، وكل سنة وأنت طيب).. “نادر” بص للراجل وقال: (باعت يا عم “يونس“، باعت خلاص ومش بعيد تلاقيها ربطت كلام مع واحد عشان يتجوزها وتكمل معاه حياتها بس أنا مفيش حد غيري هيربي عيالي).. قومت ومسكته من قميصه وصرخت فى وشه: (إخرس، أنا مش حقيرة زيك عشان أعمل حاجة فى الخفا، ولو هتجوز هآجي أقول لك فى وشك وعيني وفى عينك، والعيال دي عيالي أنا مش أنت ومربوطين فى رقبتي أنا مش أنت، فاهم يا كلب).. شوفت فى عينه ذعر أول مرة أشوفه، ونّزل إيدي من على قميصه وقال: (إنتى مش “شريفة” اللى أعرفها، إنتي إتجننتي).. قالها ورفع إيده عشان يضربني بالقلم فمسكت إيده ونزلت أنا على وشه بقلم على خده التاني،ورديت: (لأ أنا هي، وفيه وش تاني برضه لسه ماطلعش ماتعرفوش بس هيطلع ومش هتعرف تلمه لو ما مشيتش من هنا دلوقتي).. القلم هز كيانه كله، وفضل واقف متنح مش عارف يعمل إيه.. فاق وحاول يمسكني بس الراجل الوسيط حاشه وأخده فى إيده ومشيوا، وبعدها إنهرت أنا فى العياط بس كنت مبسوطة بنفسي.. حالياً بيلف على كل الناس يقول لهم إني إتغيرت، وإني مابقتش طبيعية، وإني وإني وإني.. داير يحكيلهم على رد الفعل، ومش جايب سيرة فعله الأساسي والكسرة بتاعته اللي سببها ليا.. مش مهم.. أنا مكملة لوحدى، وقدها وقدود.. بعتذر لنفسي مش ليك.. بعتذر لنفسي إني كنت فاكراك من أهلي أو حتة منى.

 

 

*الرد:

 

العدل الإنساني بيقول إنك زي ما شوفت مني فى لحظات “الود” اللي ماشافهوش حد غيرك من حب، جدعنة، وإخلاص؛ طبيعي تستحمل برضه اللي هتشوفه مني فى لحظات “غدرك” من تجاهل، إحتقار، وطناش.. للأسف كتير من الناس بيعاملوا رد الفعل نفس معاملة الفعل!.. شوف أنا عملت إيه ليه!.. على قد ما ممكن تتحب على قد ما ممكن تتكره ومن نفس الشخص لما تضيع ثقته فيك!.. الأديب “يوهان دينه” قال: (أن تخسر شخصاً بسبب الموت أقل إيلاماً من خسارته لانعدام الثقة، الموت يقضي على المستقبل فقط، لكن الخيانة تقتل الماضي أيضاً).

تابع مواقعنا