إعلامي ومغني ووزير الدفاع.. هل تطيح عرقية الأورومو بـ”أبي أحمد” من السُلطة في إثيوبيا؟
زادت حدة التوترات الداخلية في إثيوبيا بسبب قبيلة الأورومو، أكبر قبيلة وجماعة عرقية في إثيوبيا، تعاني من الاضطهاد السياسي والاجتماعي، كان أحد نتائجها حتى الآن وضع وزير الدفاع الإثيوبي رهن الإقامة الجبرية.
وأزمة قبيلة الأورومو ليست وليدة اليوم، فهي كانت السبب الرئيسي في استقالة رئيس الوزراء السابق وتولي أبي أحمد رئاسة الوزراء في إثيوبيا، باعتباره ينتمي لهذه العرقية الكبيرة، لكن على الرغم من ذلك لم تتوقف تظاهرات واحتجاجات هذه القومية ضد السلطة الحاكمة.
مغني شهير
واشتعل فتيل المظاهرات والاحتجاجات بصورة كبيرة بعد مقتل المغني الإثيوبي الشهير هاشالو هونديسا في يوليو الماضي بسبب أغانيه التي تدعم عرقيته الأورومو وتطالب بحقوقهم، والذي تبعه عمليات قتل واعتقال واسعة للمحتجين والمتظاهرين من هذه العرقية.
ونتج هذه المظاهرات حسب ما ذكرت الشرطة الإثيوبية، وقتها مقتل 87 شخصا وإصابة 76 في موجة الاحتجاجات التي أعقبت مقتل المغني إثيوبي، جاء ذلك نقلا عن مصادر إعلامية.
ماذا يحدث الآن؟
ذكرت عدة صحف إثيوبية عن مصادر متعددة، أن هذه الوقائع تسببت في زيادة حدة التوتر بين وزير الدفاع الإثيوبي الذي ينتمي إلى عرقية الأورومو وبين أبي أحمد رئيس الوزراء الإثيوبي، حيث رفض وزير الدفاع هذه الممارسات والانتهاكات في حق عرقيته، ولم يغض الطرف عن الوقائع الأخيرة.
إثيوبيا تُعلق على إمكانية نشوب نزاع عسكري مع مصر بسبب سد النهضة
وأكدت صحيفة ” addis standard” الإثيوبية، أن وزير الدفاع الإثيوبي وهو من قومية الاورمو، كان قد اعترض علي سياسة رئيس الوزراء الاثيوبي في التعامل مع المتظاهرين عقب مقتل المطرب الاثيوبي وأعقب ذلك تعليق عضويته من الحزب الحاكم الاثيوبي.
وأوضحت الحصيفة أن وزير الدفاع الإثيوبي ورئيس الوزراء أبي أحمد الحليف المقرب من قبل ليما ميجيرسا، تم وضعه قيد الإقامة الجبرية.
ووفقًا لثلاثة مصادر تحدثت إلى أديس ستاندرد، فإن الجنرال آدم محمد، رئيس أركان قوات الدفاع الوطني الإثيوبية، أخير وزير الدفاع بأنه يجب البقاء في مقر إقامته حتى إشعار آخر نشر.
وأكد مصدران من الوزارة، منع بعض موظفي وزارة الدفاع، بمن فيهم سكرتيرته، من الوصول إلى مكتبه، الذي تم تفتيشه لاحقًا من قبل أفراد من قوات الشرطة الاتحادية.
وأوضحت الصحيفة، أن علاقة ليما برئيس الوزراء آبي توترت بعد أن انتقد صراحة تحرك رئيس الوزراء لتفكيك الجبهة الديمقراطية الثورية للشعب الإثيوبي لصالح حزب الرخاء الحالي (PP).
إثيوبيا: مستعدون لاستئناف مفاوضات سد النهضة الاثنين المقبل
ولفتت إلى أنه على الرغم من أن ليما أعلن إنهاء هذه الخلافات والعمل بينهما، إلا أن العلاقات بين الحليفين السابقين لم تتعاف أبدًا منذ ذلك الحين، ومع ذلك تصاعد التوتر بين رئيس الوزراء أبي وليما بعد اغتيال فنان الأورومو البارز هاكالو هونديسا والحملة القمعية التي شهدت سجن شخصيات معارضة أورومو وصحفيين ونشطاء وأكاديميين.
وتعتبر الأورومو (Oromo) أهم عرقية مكونة للنسيج الديموغرافي الإثيوبي حيث تمثل حوالي 34.4% من سكان إثيوبيا وتليها عرقية الأمهرة بنسبة تقارب 27%، لكن على مدار سنوات، اشتكت أغلبية الأورومو من التهميش والفقر وتراجع الاستثمارات وفرص العمل بمناطقها، واتهمت الحكومات السابقة بممارسة القمع والاستبداد ضدها.
إعلامي شهير
وعلى الرغم من حصول أبي أحمد على جائزة نوبل للسلام، إلا أن قائمة معارضيه من عرقيته ضمت أيضا الإعلامي الإثيوبي المعارض جوهر محمد، المنتمي أيضا للأورومو والذي عمدت السلطات لاعتقاله مؤخرا، حيث ذكر شبكة “BBC” البريطانية أن الأخير يهدد عرش رئيس الوزراء آبي أحمد.
وبحسب موسوعة بريتانيكا Encyclopædia Britannica، يشكل الأورومو أكثر من ثلث سكان إثيوبيا ويتكلمون لغة تصنف ضمن قائمة اللغات الإفريقية الآسيوية، كما تصنف لغتهم كأكثر اللغات انتشارا ضمن فرع عائلة اللغة الكوشية التي يتم التحدث بها بمنطقة القرن الإفريقي.
ويعود تاريخ الأورومو لأكثر من 7 آلاف عام مضت، حيث يصنفهم كثيرون ضمن أول الشعوب التي سكنت مناطق القرن الإفريقي.
وفي إثيوبيا تواجدت هذه العرقية بالجنوب والجنوب الشرقي البلاد قبل أن تهاجر ضمن مجموعات كبيرة خلال القرن السادس عشر لتتوسع وتستقر بمناطق الوسط والغرب.