إهمال طبي بمستشفى الأندلسية في الإسكندرية يتسبب بعجز مدى الحياة لمهندس وربة منزل (فيديو ومستندات)
مع انتشار الإهمال الطبي داخل مستشفيات القطاع العام بشكل كبير خلال السنوات الماضية، آثر عدد كبير من المرضى السلامة واللجوء إلى المستشفيات الخاصة، لتلقي العلاج حتى لو كلفهم ذلك كل ما يملكون من مال، فالصحة أغلى وأثمن، وهذا ما آمن به ونفذه المهندس أحمد مجدي، والسيدة تيسير حلمي، اللذين دخلا إلى مستشفى “الأندلسية الشلالات”، للعلاج وخرجا مصابين بحالات عجز.
وشهد المستشفى الواقع بمنطقة الشلالات وسط الإسكندرية، وهو أحد المستشفيات الاستثمارية الشهيرة- وقائع إهمال دفع ثمنها مهندس وربة منزل، دخلا لإجراء جراحات رباط صليبي وعظام، ليخرجا منها بحالات عجز مستديمة استدعت سيرهما بعكاز.
على إثر ذلك تقدم المستشار ياسر قنطوش بشكوى لوزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، والدكتور حسين خيري، نقيب الأطباء، والمستشار خالد الأحول، رئيس نيابة شرق الكلية بالإسكندرية، ونقيب المهن الطبية بالإسكندرية؛ ضد مستشفى “الأندلسية الشلالات”، بشأن ارتكابه أخطاء طبية في إجراءات جراحات الرباط الصليبي للمذكورين.
“القاهرة 24” التقت بعدد من المرضى الذين قرروا اللجوء إلى القضاء للحصول على حقهم من المستشفى.
بعد تصالح أهالي “نورهان” ضحية إهمال طبيبة نساء بالمنيا.. زوج الضحية: مجبر على التنازل
قال أحمد مجدي وهو أحد الذين تعرضوا للإهمال الطبي بمستشفى أندلسية الشلالات، إنه منذ شهر نوفمبر 2019 أصيب بقطع في الرباط الصليبي بالقدم اليمنى، وعلى إثره قام بإجراء عملية لعلاجه، وبعد 6 أشهر عقب عودته للعمل مرة أخرى فوجئ بأن الرباط الصليبي تم قطعه مرة أخرى، مشيرًا إلى أنه بعد ذلك تلقى اتصالا تليفونيا من إدارة المستشفى يخبره بوجود طبيب مصري يعمل بالخارج، ودعته بالتوجه إلى المستشفى للكشف عليه من قبل هذا الدكتور باعتباره خبيرًا في جراحة العظام.
وأشار”مجدي”، في تصريحاته لـ”القاهرة 24″، إلى أنه بالفعل عرض على الطبيب؛ الذي أكد على ضرورة إجراء جراحة فورية في الركبة، بالإضافة إلى عمل رقعة من القدم اليسرى إلى القدم اليمنى.
وتابع: تم تحديد موعد العملية في الساعة السابعة صباحا، وبالفعل ذهبت قبل الموعد، ولكن لم يتم إجراؤها إلا في العاشرة والنصف مساء، في استهتار غير مبرر من إدارة المستشفى والطاقم الطبي بها-على حد قوله-.
وأشار إلى أن المأساة الأكبر بالنسبة له بدأت عقب خروجه من غرفة العمليات، حيث شعر بتعب شديد في الركبة، ولكن الفريق الطبي أخبره بأنه أمر طبيعي وصُرح له بالخروج من المستشفى.
وأشار إلى أنه بعد خروجه من المستشفى فوجئ بارتفاع في درجة الحرارة، وتوجه للطبيب المساعد للطبيب الذي قام بإجراء العملية، والذي أخبره أن الأمر أيضا طبيعي، مضيفا، وبعد ذلك قام الطبيب بفك الخياطة، وعقب عودتي للمنزل فوجئت بأن الجرح قد فتح مرة أخرى، وأخبرني الطبيب وقتها بأنه تلوث ويحتاج إلى أخذ عينة للتحليل.
وأضاف: تم أخذ عينة من الركبة، وتم التأكد من وجود ميكروب داخلي يستلزم إجراء عملية تنظيف، مشيرا إلى أنه بعد إجراء العملية فوجئ أن نسبة الميكروب ما زالت مرتفعة، وأخبره الطبيب أن الأمر يستلزم إزالة الرقعة والمسامير وإجراء عملية تنظيف أخرى حتى يتم تنظيف الميكروب من العظام بشكل نهائي.
وتابع: بالفعل تم إجراء العملية، ولكن فوجئت بمدير المستشفى يطالبني بسداد 120 ألف جنيها قيمة تكلفة عمليات التنظيف التي تم إجراؤها في المستشفى، على الرغم من أن الميكروب انتقل لي من غرفة العمليات وبسبب عدم التعقيم الجيد.
وأشار إلى أن مدير المستشفى أبلغه بأنه تم تشكيل لجنة لمعرفة أسباب الميكروب، ولكنها لم تتعرف على السبب، مشيرًا إلى أنه تقدم بشكوى إلى رئاسة الوزراء والتي بدورها قامت بتحويلها إلى إدارة العلاج الحر، وتم تحويل الشكوى إلى كلية الطب بالإسكندرية، ثم إلى مستشفى ناريمان المختصة في علاج العظام والتي أصدرت تقريرًا يثبت أن الخطأ من المستشفى، حيث إنه تم نقل الميكروب من غرفة العمليات، حيث إن هناك عدة حالات أجرت عمليات في العظام في نفس اليوم وتم إصابتهم بنفس الميكروب.
وأضاف أن حياته تأثرت بسبب الإهمال الطبي الذي تعرض له من مستشفى أندلسية، مشيرا إلى أنه خسر وظيفته بسبب عدم قدرته على العودة للعمل، بالإضافة أن خطيبته تركته بسبب عجزه في الحركة، مطالبا بمعاقبة المتسبب في ذلك.
وقالت تيسير حلمي، إحدى المتضررات من الإهمال الطبي بمستشفى أندلسية الشلالات، إنها في شهر أكتوبر 2019 شعرت بألم في الركبة، وقامت بالكشف على ركبتها في مستشفى أندلسية، وتم حقنها بحقنة في الركبة وتحسنت حالتها وقتها، مشيرة إلى أنها بعد شهر من ذلك تلقت اتصال من إدارة المستشفى يبلغها أن هناك طبيب مصري يعمل بالخارج، ودعتها هي الأخرى بالتوجه إلى المستشفى للكشف عليها للاستفادة من خبرات هذا الدكتور.
وأضافت في تصريحها لـ”القاهرة 24″، إلى أنها توجهت للمستشفى للكشف عليها من قبل هذا الدكتور، وفوجئت انه يطلب منها إجراء عملية جراحية في الركبة في اليوم االتالي، مشيرة إلى أنه أقنعها بضرورة إجراء العملية في أسرع وقت حيث انها العلاج الوحيد لحالتها.
وتابعت: وتوجهت في اليوم التالي إلى المستشفى في الميعاد المحدد لإجراء العملية والذي كان الثانية عشر ظهرا، ولكن لم يتم دخولي غرفة العمليات إلا في الساعة الثانية والنصف فجرا أي بعد 14 ساعة من الموعد المحدد، مشيرة إلى أنها بعد خروجها من غرفة العمليات فوجئت بإجراء فتح جرحي بالرجل اليسرى بطول 6 سم، بالرغم من الطبيب أخبرها بأنها سوف تجري منظار.
وأشارت إلى أن جميع أطباء العظام الذين عاينوا الجرح بعد ذلك أجمعوا على أن الجرح ليس له سبب في هذه العملية، مشيرة إلى أنه لم يكتب سبب الفتح الجرحى في التقرير الطبي للمستشفى.
وأضافت أن هذا الجرح هو الذي تسبب لها في وجود الميكروب الذي انتقل إليها من غرفة العمليات، مشيرة إلى أن الأمر تطلب إجراء عدة عمليات تنظيف للقضاء على الميكروب، مشيرة إلى أنها عندما توجهت للمستشفى لإجراء عملية عملية تنظيف رفضوا دخولها قبل تسديد مبلغ 28 ألف جنيها على الرغم من أنهم المتسببون في نقل الميكروب لي.
وأشارت إلى أنها قامت بإجراء 3 عمليات تنظيف للركبة، في إحدى المستشفيات الأخرى، مطالبة الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة بمعاقبة إدارة المستشفى.