في طريق الأذى.. شهود عيان يروون لـ”القاهرة 24″ وقائع القصف الإسرائيلي في قطاع غزة
أعمدة دخان على الطريق وصوت رضيع ينبح، جريح في الطرقات ترفرف بيديه علامة النصر أو الشهادة، وشهيد ترفرف روحه إلى بارئها وما زال الصوت هو الصوت والتكبير يملأ المكان بينما الأطفال تدوي في الصراخ، حكايات من واقع ما يعيشه الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحاصر، والذي تشن عليه قوات الإحتلال الإسرائيلي عشرات الغارات الجوية لضرب مواقع للمقاومة الفلسطينية في الداخل.
في الجنوب، ارتفعت رايات النصر، عندما استشهد الشاب الفلسطيني “إياد عبد العال-22 عاما” متأثرا بجراحه نتيجة القصف الإسرائيلي في القطاع، “آية الله” جارة الشهيد تروي التفاصيل حول اشتداد القصف الإسرائيلي بشكل كبير، حتى النوم لم يعد ممكنا في وسط ظلام دامس يضرب قطاع غزة بشكل تام، ونقص في الدواء والمواد، لم يكن أمامهم سوى العويل محاولين التأثير على إياد للاستفاقة إلا أنه لم يكن هناك سبيل لتذهب روحه إلى بارئها.
مصر تُبلغ إسرائيل بضرورة وقف التصعيد ضد غزة.. وتحتوى الفصائل الفلسطينية
وأضافت “آية الله”، لـ”القاهرة 24″، الصواريخ لا تنقطع بشكل لا يجعلك حتى تستمع لصوت أقرانك بجانبك، المقاومة مستمرة حتى مع سقوط الشهداء، يستمر النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، رغم نقص الإمكانات والظلام وحتى قلة الماء والغذاء، لكن تستمر الإرداة ويستمر أهالي غزة في تقديم مزيد من الشهداء والمصابين حتى التحرير الكامل للأراضي الفلسطينية.
في الجانب الآخر من القطاع، كان يعيش “حسين أحمد”، طالب، صاروخا سقط على منزله هدمه بالكامل، لم يعد بإمكانه حتى المذاكرة على بصيص ضوء الشمعة الذي استمر طوال العامين الماضيين يذاكر بفضلها موجودا، بينما فضل المشاركة مع هيئات الإغاثة في نقل المصابين بشكل عاجل إلى المستشفيات في القطاع، ومداوة جرحاهم بالأدوات العادية الصغيرة والمتوافرة بشكل قليل هي الآخرى.
ويضيف “حسين”، لـ”القاهرة 24″، الظلام ليس العدو أمام الشعب الفلسطيني وإنما صمت الشعب العربي أمام ما يحدث في قطاع غزة والعمليات العسكرية التي يقوم بها جيش الإحتلال الإسرائيلي بشكل يومي، بينما يوجد دول عربية تستضيف قادة وساسة من إسرائيل يوميا وبشكل علني لم تندد حتى بالقصف الإسرائيلي على قطاع غزة والذي راح ضحيته 6 شهداء وعشرات المصابين والجرحى إلى هذه اللحظة.
وتحاول مصر في الفترة الأخيرة المرور بالأمر إلى التهدئة بعد فترة من الغليان بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إثر قيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقيام بعملية نوعية استهدفت قتل القيادي في “القسام” مهدي بركه، فيما نجحت في خدتها بقتله، إلا أن كتائب القسام تمكنت من قتل جندي وإصابة آخرى تم نقله بشكل سريع تحت تغطية الضربات المستمرة من الطيران الإسرائيلي على القطاع، في الوقت الذي طالبت فيه مصر الجانب الإسرائيلي بضرورة التهدئة وتوقيف الضربات الجوية على قاطاع غزة الحدودي.