لأجل الإنسانية.. “القاهرة 24” يخوض تجربة التطوع ضمن التجارب السريرية للقاح كورونا (صور)
“لأجل الإنسانية”، كان هو الشعار الذي أطلقته وزارة الصحة والسكان على بداية التجارب السريرية على لقاحين لفيروس كورونا المستجد لأول مرة داخل مصر، ولأجل الإنسانية انطلقت الدعوات للانضمام للتجارب على أمل أن يعود العالم لعهده القديم، وأن يشعر المواطنون بأن حياتهم عادية دون حاجتهم لارتداء الكمامة.
بداية تجربة “القاهرة 24″، عندما قام محرر الموقع والمسؤول عن ملف الصحة، بزيارة المركز القومي للمصل واللقاح، ما أن تطأ قدمك المكان حتى تشعر بأن التغيير موجود، على اليمين قليلا مركز التجارب الإكلينيكية المخصص لعمل التجارب على لقاح فيروس كورونا، يقوم أحد المتخصصين بقياس الحرارة للجميع دون أن يسأل عن موضعك كمسؤول أو متطوع لكن يجب أن تقوم بالإجراءات الوقائية في البداية.
“أنا متطوع”.. ما أن تنطق بها حتى يقوم بابتسامة تدفعك لاستكمال الإجراءات وتتسلم الملف الخاص بكافة الإجراءات وتجلس بضعة دقائق لتملأ البيانات المطلوبة والواضحة، ثم يبدأ المسؤول في توضيح ما نحن مقدمين عليه، الآثار الجانبية المحتملة، لماذا نحن هنا؟، ما فوائد التطوع من أجل الإنسانية؟.
على يميني، كان كهلٌ كبير عمره قرابة الستين عاما، مال عليّ قليلا ليخبرني عن مدى فخره بأن يكون هنا، “يابني أنا وصلت من العمر أرذله نفسي أعمل حاجة لولادي ومش قدامي غير دا عشان أحسسهم إني حاولت”، هناك الشباب والكبير والصغير، المرأة والرجل والهرم، كلهم جاؤا لأجل القادم، بعدها سحبنا الملف الخاصة بالتطوع لعمل التجارب الإكلينيكة.
تقول وزارة الصحة والسكان، إن المبحوث بإمكانه الانسحاب في أي من الخطوات التالية لسحبه الملف، والأكثر من ذلك أنه بإمكاننا الانسحاب بعد التجربة الأولى التي بينها وبين الثانية ما يقرب من الـ21 يوما كاملة في حال شعر بعدم رغبته في الاستكمال، هو الأمر الذي قمنا به بعد ثاني مرحلة من عمليات التجربة والتي تتمثل في الإجراءات الأولية.
الدكتور مصطفى محمدي، رئيس التطعيمات بالمصل واللقاح والمشرف على عمليات التجارب السرية، قال بدوره إن العمليات تتم للجميع على نفس القدر من المساواة، بإمكانك أن تشعر بذلك وأنت تراقب الحالات وهي تدخل على المراحل واحدة تلو الأخرى.
انتهت تجربة “القاهرة 24” مع التجارب السريرية، دون أن تكتمل للنهاية، وخرج الرجل الهرِم الذي مثلت له التجارب أمله في غد أفضل لأولاده، واستمرت التجارب التي تنتهي بعد 60 يوما، على أمل أن يتمكن 15 ألف مبحوث من جعل البشرية في حال أفضل، ويجعلون أنفسهم تحت المجهر لأجل الإنسانية.
