الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

لأجل الإنسانية.. أوردة المصريين تحتضن لقاحًا في تجارب سريرية للقضاء على كورونا (معايشة)

القاهرة 24
صحة وطب
الإثنين 14/سبتمبر/2020 - 06:36 م

بلحية بيضاء يدخل الحاج نعيم عشماوي للمركز القومي للمصل واللقاح، مقبلًا على التجارب السريرية يسأل عنها منذ طلته الأولى على موظفي الأمن الذين استقبلوه بتطبيق الإجراءات الاحترازية اللازمة، ما أن تنظر إليه تجد الوجه الذي غرزت فيه آلام الزمان التجاعيد، يتحدث على مهل ربما حكمة الستين التي يكتسبها الفرد من خبراته، يمسك بالملف الخاص بالمتطوعين وتبدأ أصابعه في الكتابة بينما تتحول التجاعيد إلى ابتسامة كبيرة على وجه يظهر عليه الرضا.

متطوع في التجارب السريرية على لقاح كورونا

“ربما لم يكن قراري بالتطوع وأنا في سن العشرين، حينها كنت محبًّا للحياة أحاول أن أجمع فيها ما يجعلني قادرًا على ملء وقتي، في الستين وما بعدها تشعر في هذا الوقت أنك لن تكون موجودًا في اليوم التالي، لكن هذه التجربة تمثل لي البداية لا النهاية، الأمل الذي يجعلني أعود للمنزل وأحتضن أبنائي وأقول لهم بفخر لأجل الإنسانية، لأجلكم ولتكونوا فخورين بسيرتي من بعدي شاركت في محاولة القضاء على أكبر جائحة في القرن الواحد والعشرين”، هكذا يقول عشماوي.

مركز المصل واللقاح فاكسيرا

من بعيد تأتي فاتن، وفاتن هي أختك وابنتك لو كنت في سن الحاج نعيم، تطل بالأبيض على كافة الموجودين في الزقاق الذي يمر عليه المتطوعون ويتلقون المراحل المختلفة للتجارب، تشرح للمتطوع الآثار الجانبية، الخطوات الكاملة بداية من التسجيل حتى المتابعة، الممرضة التي لا تزال في مقتبل العمر تقول إنها تشعر بالسعادة، أن يكتب اسمها في سجل الأشخاص الوحيدين الذين خاضوا التجارب السريرية للقاح فيروس كورونا شيء يدعو للفخر، تستكمل عملها بينما تتحدث، وتبدأ المتطوعة في مرحلة جديدة.

في غرفة التطعيم كانت الأمور أصعب قليلا على هند كمال، الأم التي كان نصيبها من الحياة ولدًا وبنتًا أصبح عمرهما على مستوى التعليم “قبل الجامعة”، تخاف هند أن يصبحا عرضة للفيروس، إصابة 100 ألف ويزيد يجعل الجميع يشد الرحال لمركز التجارب السريرية ومع ذلك لا تخاف هي على نفسها من أي آثار جانبية قد تظهر عليها نظير مشاركتها في تجارب سريرية لم تعرف نتائجها المبدئية بعد، والأكثر أنها ستصبح جزءًا من هذه النتيجة.

متطوعة في التجارب السريرية على لقاح كورونا

النتيجة ليست رقمًا في رأي هند، النتيجة هي أمل في أن يصبح العام المقبل هادئًا تنظر، لابنها وهو يدخل الجامعة هانئًا لا يخاف من الإصابة بمرض مجهول يصيب جهازه التنفسي على الأقل، ابنتها هي الأخرى تجعلها تشعر أن لحياتها قيمة، تمشط لها شعرها ترى بسمتها، يتبادلان الأدوار أحيانا وتصبح الطفلة التي تهدهدت على كفي والدتها أُمًّا تسمع لآلام والدتها التي يتقدم بها العمر سريعا، وفي النهاية لأجل الإنسانية.

في منتصف الطرقة، يقف الرجل الذي يدير العملية الدكتور مصطفى المحمدي رئيس التطعيمات بالمركز القومي للمصل واللقاح “فاكسيرا”، يقول إن مشاركة مصر في التجارب السريرية على اللقاح تأتي ضمن 4 دول اخرى عربية، والتي ستنتهي بإعلان نتائج المرحلة الثالثة للقاح وإمكانية استخدامه خلال الفترة المقبلة.

الدكتور مصطفى محمدي رئيس تطعيمات فاكسيرا

لأجل الإنسانية ليس مجرد شعار للعملية، وإنما واقع يشارك فيه من مصر 6 آلاف مبحوث، وآلاف في عدة دول تشترك آلامهم في محاولة التخلص من الفيروس الذي أصاب أكثر من 25 مليونًا على مستوى العالم إلى هذه اللحظة، ونحن هنا ببساطة حتى نصبح بعد عام متعافين غير آبهين لإمكانية أن يصيبنا أو أن نأخذ الدور في الإصابة بهذا المرض اللعين، حينها سنقف متحصنين خلف مناعة حققها المتطوعون في التجارب السريرية، مناعة محصنة بشراكة عالمية.

تابع مواقعنا