“القاهرة 24” في منزل ابنة أحمد راتب: “نفسي يتكرم من مهرجان القاهرة أو الجونة” (حوار)
الغائب الحاضر في أعماله، رحل عن عالمنا منذ 4 سنوات، ولكنه لم يرحل عن ذهن المشاهد حتى اليوم، وهب حياته للعمل، ظل يعمل على المسرح حتى تعرضه لوعكة صحية شديدة، أدت إلى دخوله المستشفى وبعدها التقط أنفاسه الأخيرة هناك.
أحمد راتب فنان من نوع خاص، لم يمر مرور الكرام على السينما أو المسرح أو الدراما، شارك في أدوار عديدة حتى وصل عدد أعماله في الثلاثة ما يقرب من 500 عمل فني، على الرغم من عدم حصوله على البطولة المطلقة طوال مسيرته الفنية، إلا إنه استطاع أن يكون نجمًا ساطعًا ومؤثرًا في مكانه بجانب أي من النجوم الذين يشاركهم العمل.
كان لـ”القاهرة 24″ لقاء خاص مع لمياء أحمد راتب والتي روت لنا الكثير من الكواليس والأسرار عن حياة الراحل:
في البداية.. هل ترين غياب أحمد راتب أثر في الفن بعد مرور أربع سنوات على وفاته؟
– بالطبع أثر، ولكن في معظم الأوقات يتم عرض أعماله على التلفزيون وبالتالي الجمهور لم يفتقده فنيًا لأنها خالدة وتعرض باستمرار: “أوقات كتير بشوف أدوار لفنانين وأتخيل أنه لو هو اللي قام بالدور ده كان هيبقى حلو أكيد”.
لماذا لم يخض أحمد راتب البطولة المطلقة على الرغم من مشاركة في ما يقرب من 500 عمل فني؟
لم يكن من أولوياته أن يقدم البطولة المطلقة في عمل ما، أو يكون نجم الشباك كما يقال، لأنه كان يرى ذلك سوف يطمس موهبته ويحصرها من خلال تفكيره الدائم في الإيرادات ونجاح الفيلم، قائلًا: “هحس وقتها إني خيل في سباق، ولو مبقتش بنفس العطاء ممكن أتركن في يوم من الأيام”، أيضًا كان لا يهتم بوضع اسمه على الأفيش قدر ما يخرج الناس من السينما متذكرين أحمد راتب.
من المعروف عن والدك أنه لا يحب صخب الوسط الفني ويفضل الجلوس مع عائلته في المنزل.
بالفعل والدي كان يحب الهدوء بشكل كبير، لأن عمله كان مليئًا بالأرق وقلة النوم وبالإضافة إلى المجهود المستمر، : “كان بيحاول على قد ما يقدر يبعد عن صخب الوسط الفني، وعلاقته بالشغل أنه بيروحه وبعدين يروّح، كانت علاقته طيبة بكل الناس، بس هو إنسان أسري وبيتوتي أوي”.
اروي لنا كواليس ذهابه إلى المسرح ورفضه غُسل والده بسبب مسرحية “الزيارة انتهت”.
يرجع ذلك إلى التزامه بالمسرح واحترامه للجمهور، على الرغم من تعرضه لوعكات صحية كثيرة، إلا إنه كان يصّر على الاستمرار في العمل: “بعد ما سمع خبر وفاة والده أصر يروح يقدم المسرحية، قال مينفعش الناس تكون دافعة تذاكر ومحضرش، والدتي كانت معاه وبتقولي كان بيخرج في الكواليس ينهار من العياط ويكمل تمثيل مرة تانية”.
كيف عاش السنوات الأخيرة من عمره؟.. هل كانت حالته الصحية متدهورة؟
في الثلاث سنوات الأخيرة صحته بدأت تدهور بشكل كبير، بين المرض والتعافي، ولكنه كان مستمرًا في تقديم الأعمال سواء المسرح أو السينما أو الدراما.
ما هي تفاصيل اليوم الأخير لـ أحمد راتب على المسرح قبل دخوله المستشفى.. ولما أخفيتم خبر مرضه؟
كان يقدم مسرحية “بلد السلطان” على المسرح يوم الأربعاء، وتعرض لوعكة صحية أثناء العرض من خلال ارتفاع درجة الحرارة، وظل 5 أيام في المستشفى، وكنا أخفينا خبر مرضه حتى تظل صورته كما هي في ذهن الجمهور، “مدام سوسن بدر عرفت بالصدفة وجت زارته وكانت بتتابع معانا”.
هل فكّر أحمد راتب في اعتزال التمثيل بسبب مرضه؟
مطلقًا لم يفكر في اعتزال الفن بسبب اشتداد المرض عليه، وكان دائمًا يقول لي: “لما أموت اعتبريني كده اعتزلت الفن نهائيًا”.
من هم الفنانون الحريصون دائمًا على التواصل معكم بعد وفاة والدك؟
يحرص الفنان الكبير أحمد بدير على التواصل معنا بشكل دائم، بالإضافة إلى كل من النجوم الزعيم عادل إمام، سوسن بدر، لأن بيننا عشرة لسنوات طويلة، كما أن النجم أمير كرارة يتصل بوالدتي بشكل متواصل، ولن ننسى الفنان أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية هو الآخر.
أحمد راتب شخص لديه حنية مفرطة مع عائلته بعيدًا عن الأضواء.
“كان حنيّن بشكل كبير أوي عنده حنية مفرطة مع أحفاده قبل أولاده، أكتر جد حنين منع أحفاده هو أحمد راتب ومع بناته برضو”.
دائمًا ما تتحدثين عن والدك.. هل أنتِ الوحيدة المتعلقة به؟
بالطبع لا، ولكنني من الممكن أن أكون الوحيدة التي تستطيع أن تبوح دائمًا بحبها له، على عكس شقيقاتي الائي لا يمتلكن هذه القدرة على البوح بمشاعرهن.
هل ترين أنك من المحظوظات لأنك ابنة فنان كبير مثل أحمد راتب؟
بالفعل أكيد محظوظة وفخورة كوني ابنة هذا الرجل العظيم، وأحب استغلال كافة المناسبات المتعلقة بوالدي كي أذكر الجمهور به وبأعماله، كما أفتخر به كأب أكثر من فخري به كفنان: “أنا وحشني هو كأب جدا مش فنان”، عندما أدخل لمكان عام ويعرف الموجودن أنني ابنته يبتسمون تلقائيًا ويعبرون عن حبهم لوالدي.
في وجهة نظرك.. هل أخذ أحمد راتب حقه من التكريم في المهرجانات السينمائية؟
حصل على العديد من الجوائز في حياته، ولكنني أتمنى تكريمه بعد وفاته من المهرجانات السينمائية مثل القاهرة السينمائي أو الجونة، ويكون تكريمًا لمسيرته الكبيرة: “نفسي أطلع على مسرح واستلم جائزة باسم أحمد راتب”.
فكرتم في التبرع بمقتنياته للمركز القومي للمسرح؟
“طلعنا صدقات كتير، وعملنا غرفة باسمه في مستشفى أبو الريش للأطفال، بس محدش كلمنا عشان نحط حاجته في المسرح”.
كيف تحيي عائلة أحمد راتب ذكرى ميلاده أو وفاته؟
على الرغم من الحزن الشديد الذي بداخلنا في هذا اليوم، نجتمع أنا وشقيقاتي الاثنتين مع أطفالنا ووالدتنا، وندعو له كثيرًا بالرحمة، ونختم القرآن، ونذهب لزيارة قبره، ونفعل ذلك منذ وفاته، متمنين من الله أن يتقبله عنده من الصالحين.
هناك عادات معينة ما زالت العائلة تلتزم بها بعد وفاته؟
لديه عادات إنسانية ما زلنا نحتفظ بها، مثل حبه للطيور والحيوانات، علّمنا الرحمة والرفق بهم، “لو جت عصافير عند الشبابيك بيحطلهم أكل ومايه وبيكون مبسوط جدًا بيهم”.