أحلام هند.. قصة أم قررت التطوع لإجراء التجارب السريرية للقاح كورونا (فيديو)
أحلام “هند” بسيطة مثلما كانت تجربتها في مركز التجارب السريرية بمركز المصل واللقاح “فاكسيرا”، المرأة التي ما أن تقابلها، تشعر وأنها شقيقتك الكبرى التي مر عليها زمن وبدأت التجاعيد في اختراق نضارتها شيئا فشيئا، لكنها بين هذا وذاك تبني حياتها على الحلم، حلم أن يستمر الشباب أن تستمر الحياة رقيقة طيبة، وأن يصبح أبناءها أفضل منها.
حلم هند كمال لم تكن ترتب له هذه المرة، الأم لابن في الثانوية العامة وابنة على مشارف المرحلة الإعدادية التعليمية، جاءت إلى “فاكسيرا” في هذا اليوم للحصول على تطعيم الكشف الدائم ضد مرض السكري الذي تحلم بدورها أن تنتهي منه لتبقى أكبر قدر من حياتها بجانب ابنيها.
“انا خايفي على أسرتي لكن مفيش حاجة غير بايد ربنا” بصوت هاديء بينما توقع على استمارة الموافقة المستنيرة تتحدث هند، بينما بدأت تسجيل البيانات الشخصية والصحية بطريقة ممكنة، غابت الابتسامة عن هند والتي كان يظهر عليها الارهاق نتيجة التنقل عبر عدة مواصلت في هذا اليوم زادها من الشقى التطعيم ومن ثم الترقب لتجربتها التي تنوي أن ترويها لابنيها الليلة، وأن تكون أول أم ضمن التجارب السريرية على لقاح فيروس كورونا في مصر.
برفق بينما تساعدها إحدى المراقبات الصحيات في المركز، تسلم الملف الخاص بالمتطوع والذى يحتوى على كل البيانات الطبية وكذلك نموذج للموافقة على مشاركته المستنيرة، حينها تبدأ هند في استكمال المراحل الآخرى، برهة من الوقت بين المرحلة الأولى والثانية حاولت فيها أن تتصل بابنها البكري للطمأنة عليه بعد ساعات من بداية اليوم كانت غائبة على غير العادة عن المنزل لتلقي العلاج.
هند كمال هكذا نادت الممرضة لتأخذ بدورها الام مكانا داخل غرفة الاستشارات حيث تلقت كافة كافة المعلومات المتعلقة بالدراسة السريرية ومتطلباتها، ووافقت هند على التطوع رسميا “انا بدعي ربنا ان ولادي ميكنش ليهم دور في الإصابة بالمرض، وهافضل اعمل كل اللي اقدر عليه عشان حتى لو جالهم يكونوا لاقيين العلاج”، كانت هند تتحدث بينما تجلس مع متخصص مدرب لاطلاعه على كافة المعلومات.
تحلم هند أن يصبح أبناءها من الجيش الأبيض مستقبلا، بطولاتهم التي سلط عليها الإعلام الضوء خلال جائحة كورونا، جعلتها تتمنى لو كان الشخص الذي يدير الغرفة صاحب الرداء الأبيض يخطف عينيها كل مرة يوجه الآخرين للتعامل معها، “انا بحلم ابني يكون هنا بعد سنين، عشان يساعد الناس، عشان احس اني حققت حلمي فعلا”.
تخرج هنا بعد وقت قليل، لتدخل عيادة الفحص حيث تم تسجيل جميع الوظائف الحيوية والتى يتم التأكد داخلها من موائمة المتطوع الصحية والشخصية لجميع متطلبات المشاركة، دقائق قليلة انتظرتها هند مع وجود متطوعين آخرين، لكنها شعرت بنشوة الانضمام لعمل وطني هام”ليه منقفش كلنا جنب بلدنا، انا سمعت عن التجارب جيت على طول، كنت حاسه ان دا هيفرق وهيغير فقررت اتطوع مع الناس”.
الألم الحقيقي كان يبدو ظاهرا على هند حينما دخلت لغرفة سحب عينات الدم لدراسة حالتها المناعية، في نفس الوقت يتحدث الدكتور مصطفى المحمدي رئيس التطعيمات في فاكسيرا والذي كان يقود المركز ليشير إلى أن هذه المرحلة يتم فيها مقارنة الحالة المناعية للمتطوع قبل وبعد إجراء الدراسة، تاليا لذلك يتم أخذ مسحة pcr للتأكد من عدم إصابته بالفيروس.
النتيجة ليست رقمًا في رأي هند، النتيجة هي أمل في أن يصبح العام المقبل هادئًا تنظر، لابنها وهو يدخل الجامعة هانئًا لا يخاف من الإصابة بمرض مجهول يصيب جهازه التنفسي على الأقل، ابنتها هي الأخرى تجعلها تشعر أن لحياتها قيمة، تمشط لها شعرها ترى بسمتها، يتبادلان الأدوار أحيانا وتصبح الطفلة التي تهدهدت على كفي والدتها أُمًّا تسمع لآلام والدتها التي يتقدم بها العمر سريعا، وفي النهاية لأجل الإنسانية.
حصلت هند على الجرعة الأولى من اللقاح بمرافقة متخصص، ثم انتقلت إلى غرفة الملاحظة حيث يتم ملاحظة المتطوع لمدة 30 دقيقة قبل مغادرته بعد الاطمئنان عليه وإبلاغه بمواعيد المتابعة، حيث تتم متابعة المتطوع من خلال كارت متابعة يحتوى على مواعيد الزيارات للمركز ورقم الهاتف الذى سيتواصل معه المتطوع، وأصبحت أحلام هند مستمرة ولو كان تحقيقها بعد هند.