الأصم ولغة الإشارة ومستغلهم المترجمين
لا يعمل ، يعاني البطالة نعلم ذلك ونتعاطف معه كظرف لعشرات الشباب الذين إمتهنوا مهنة مترجم لغة الإشارة وأصبحت شغلهم الشاغل طول الوقت المليء بالفراغ، ولكن ما لا نغفره لهم حتي اليوم هو إستغلالهم للصم وضعاف السمع الذين تعد لهم لغة الإشارة جسر التواصل وإن كان ضعيفا مع العالم المحيط بهم، أما لماذا تكون لغة الإشارة جسرا ضعيفا !! ولماذا يستغلهم المترجمين كصم وكلغة خاصة بهم فلتلك قصة نسردها. تبدأ القصة بطفلة أو طفل صدفة تكتشف الأسرة صمم أو ضعف سمعي أو عدم القدرة علي الكلام وهو ما يؤثر علي تعليمهم وإستجابتهم السريعة للأمور يدخل الطفل مدرسة فيجد كتب دراسية عديدة تمتلئ بمعلومات وكلمات كثيرة لا يفهمها ولا يستطيع قراءتها والمؤسف جدا أن كل مجموعة من الجمل لها عدد ضئيل من الإشارات. فالأشارة لاتعبر عن كل ما يكتب أو يقال ولم يتم تطويعها لتختبر دهاليز اللغة العربية كمثال، يتخرج الطفل بعد سنوات شابا أميا ليس بإستطاعته القراءة أو الكتابة في معظم الأحوال ماثلة للعيان كحالات نقابلها ونعجز عن التواصل معها في مواقف عديدة يلجأ وهذا قدره حينها في تعاملاته الخاصة أو حضوره مناسبات ومؤتمرات لذلك المترجم الذي يشاهده هناك بإعتباره طوق نجاة فهل هو فعلاً طوق نجاة للأصم؟! الشاهد أن المترجمين كمجموع ينقسمون لنوعين كلاهما مستغل للصم ولغتهم نوع أول تربي في أسرة بها أفراد صم فيعتبر أن اللغة تركة ورثها وأنه بذلك أصبح صاحب الحق الشرعي في تقرير مصير آخرين ونوع ثان تعلموا اللغة من زملائهم من النوع الأول بمقابل مادي أو من الصم أنفسهم عبر زيارتهم لجمعيات الصم ثم كما يقولون (علمناهم الشحاته سبقونا علي الأبواب) يزاحمون النوع الأول في الظهور للترجمة بالفضائيات والمؤتمرات أما أين هم الصم من هذا التطور الذي تشهده حياة المترجمين الذين أصبحوا يمتلكون ويحترفون التكلم بلغة الإشارة وإن كانت ضعيفة وغير موحدة؟ فالواقع وتلك هي الإجابة للسؤال أنهم يعانون حتي اليوم مشاكل تعليمية وبطالة نتيجة عدم الحصول علي تعليم جيد ومشاكل في التواصل أدت لإنعزال مجتمعي وحصولهم رغما عنهم علي دور ثانوي في حالة رضا المترجمين عنهم ومن ثم ظهورهم بالمناسبات والمؤتمرات بإعتبارهم ( عدة الشغل) فهل عدة الشغل وأعتذر لهم عن ذلك التشبية راضية عن ذلك الوضع؟!