“أمنية عطية”.. طبيبة موهوبة بعودة الروح إلى الأشياء القديمة: الإنجازات الصغيرة تصنع المعجزات (صور)

“لما أكون محتاجة حاجة بفكر قبل ما اشتريها إزاي ممكن أعملها بنفسي”، هكذا يأتي مبدأ أمنية عطية، الطالبة بالسنة الخامسة بكلية الطب جامعة بنها، التي بدأت مشروعها منذ 5 سنوات، في إعادة تدوير الأشياء القديمة، وتحويلها إلى منتج جديد يمكن استخدامه مرة أخرى.

بدأت أمنية مشروعها وهي في مرحلة التعليم الثانوي، حيث وضعت الإبداع هدفها، لذا جاءت أفكارها المختلفة المعتمدة على الإنتاج المكلل بالإبداع، من أهم ما يميزتها أنها شخصية إنتاجية، تستطيع استغلال كل شيء حولها، وتعطيه الروح بلمساتها الجمية البسيطة، فقد حولت من زجاجات المياه الفارغة إلى زهرية توضع فيها الورود، بدأت موهبة أمنية بإعادة التدوير، فمن العلب الفارغة، استطاعت تصميم صناديق هدايا، بذوقها الرفيع.

استخدام الورق والكارتون في إعادة التدوير، قالت أمنية لـ”القاهرة 24″: “بدأت مشروعي منذ 5 سنوات وأنا في ثانوي، وكان السبب فيه اللجوء لفكرة الأعمال اليدوية أنه لما بحتاج أي حاجة بفكر الأول قبل ما أشتريها إزاي ممكن أعملها بنفسي، وإزاي استغل كل الأشياء المتاحة عندي وأوظفها بأقل تكلفة وبجودة عالية، وبعد دخولي كلية الطب، لم يتوقف شغفي بإعادة تدوير الأشياء القديمة، بسبب تشجيع أهلي وأصحابي، وطلب العديد منهم إنتاج بعض المنتجات الخاصة بهم”.

وتستكمل أمنية قائلة: “كان بداية الفكرة عندما وجدت في يوم أن الكومود الخاص بي غير كافٍ لوضع جميع مستلزماتي عليه، حاولت البحث عن فكرة بديلة له لأن إمكانية شراء جديد بحجم أكبر غير متاح، ففكرت أعمل كومود بسيط من الكرتون المقوى”.

الحاجة أم الاختراع.. لودر ينقل المواطنين في الإسكندرية هربًا من مياه الأمطار (فيديو)

وأشارت إلى قدرتها على إعادة تدوير الأشياء واستخدامها بشكل إبداعي مبسط، ولم يقتصر تفكيرها عند هذا الحد، بل قامت بتحويل علب الشوكولاتة الفارغة، إلى صناديق هدايا مذهلة، ألبوم صور، كما استطاعت استخدام الورق الملون في عمل الزينة، بالإضافة إلى تحويل علب الكرتون إلى سلة مهملات، وقالت: “أي حاجه بشوفها ينفع إعادة تدويرها بحتفظ بيها لحين إعادة استخدامها بشكل آخر”.

وتابعت أمنية قائلة: “لازم اللي يجي في بالنا قبل ما نشتري أي حاجة  هو التفكير في إزاي ممكن نعملها بايدينا، لأن دة بيساعدنا على ترتيب الأولويات وزيادة عنصر الابتكار اللي معظمنا مفتقده حاليًا، بالإضافة إلى أنك هتقدري تصممي الحاجة بالشكل اللي إنتي حباه، وده أوبشن مش موجود وإنتي بتشتري”. 

واختتمت أمنية حديثها قائلة: “قيمة الإنسان الحقيقية تكون فيما ينتجه ويضيف سواء لنفسه أو مجتمعه، وكونك بتصنعي حاجة بتحبيها بنفسك يعتبر إنجاز في حد ذاته، لأن الإنجازات الصغيرة دائمًا ما تصنع المعجزات”.