انفراجة وشيكة أم اشتعال قنبلة إدلب.. هل تشهد الأزمة السورية تغييرا بعد لقاء بوتين وأردوغان؟
التقى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء في منتجع سوتشي الروسي، وكانت الأزمة السورية وفي القلب منها مدينة إدلب، على رأس مباحثاتها، وسط آمال بخفض التصعيد الذي بدأ مؤخرا في آخر جيوب المعارضة المسلحة بسوريا، والتوصل إلى حلول حول المدينة التي توصف بالقنبلة الموقوتة.
ووصف بوتين، لقاءه مع أردوغان، بالمثمر والشامل والمفيد للغاية، وهو الحديث ذاته الذي أدلى به أردوغان بعد اللقاء.
لكن إلينا سيبونينا المستشارة في معهد الدراسات الاستراتيجية، ترى أن قمة بوتين وأردوغان، لم تشهد أية تنازلات من الجانبين، ولم ينتج عنها أي جديد بخلاف التوقعات، مشيرة إلى اتفاق الرئيسين على تعاون اقتصادي وأمني بعيدا عما يدور على الأراضي السورية.
وذكرت أن بوتين يرغب في السيطرة على مزيد من الأراضي السورية، بينما لدى أردوغان الكثير من الهواجس المتعلقة بوضعية الأكراد في سوريا.
واختلف الكاتب والباحث السياسي التركي، بكير أتاجان، مع هذه الرؤية، قائلا إن بوتين وأردوغان بما يتقابلا لتناول القهوة، ولكنهما اتفقا بالفعل على بعض الملفات العالقة منها ما يتعلق بسوريا وليبيا والقوقاز، مشيرا إلى أن الأيام القادمة ستشهد اجتماع وفدين روسي وتركي لبحث المشاكل والأمور العالقة في الفترة الأخيرة.
وذكر أن هناك بعض الأمور التي لا تحتمل التفاهم، مثل إصرار ورسيا على تصفية إدلب، بينما تتحدث تركيا عن ملف تواجد عناصر حزب العمال الكردستاني، مضيفا أنه لذلك لا بد من إيجاد حلول مناسبة في الأيام القادمة.
وتعد مدينة إدلب هي آخر معقل المعارضة المسلحة في سوريا، وهي متاخمة للحدود التركية، ويتجمع بها خليط من المسلحين بين الفصائل المعارضة وتنظيمات إرهابية لكنها تخضع للنفوذ التركي، كما يتوجد آلاف الجنود الأتراك النظاميين على الأرض في إدلب.
وتخضع المدينة لاتفاق تهدئة بين روسيا وتركيا منذ مارس 2020 تم بموجبه رسم منطقة آمنة على جانبي الطريق السريع الرئيسي M4 بمسافة 6 كيلومترات على كل جانب.
وبعد لقائهما اليوم في سوتشي، رأى بوتين وأردوغان، أن لقاءهما كان مثمرا، حيث قال بوتين في تصريحات إن المناقشات مع الرئيس التركي كانت شاملة ومفيدة للغاية، فيما كتب أردوغان على تويتر، أن لقاءه مع زميله بوتين في سوتشي كان مثمرا.