الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

رأينا الموت في كوابيسنا.. الوجه الآخر من حرب أكتوبر في الشعر الإسرائيلي

جولدا مائير جوار
ثقافة
جولدا مائير جوار موشيه ديان
الأربعاء 06/أكتوبر/2021 - 06:48 م

نمُر اليوم بذكرى أحد أهم انتصارات الدولة المصرية عبر تاريخها، ذكرى حرب أكتوبر المجيدة، 6 أكتوبر 1973، التي استرد بها الشعب المصري كرامته، ورد عدوان المُحتل، وهدم صورته المصنوعة، وشوّه أسطورته المزعومة، وشكل الحدث للشعب الإسرائيلي، صدمة كبرى، على جميع المستويات، المعنوية والفكرية والمادية.

تأثر الأدب العِبري، بالحرب ونتائجها التي انعكست على الأدباء والشعراء اليهود، فكما حفل أدبنا العربي بالكثير والكثير من الأعمال التي تناولت الحرب، بشكل مباشر أو غير مباشر، سواء بالنكسة، أو بالنصر، كان أيضًا على المستوى الإسرائيلي، ذلك التأثر والانعكاس على ما تم كتابته خلال تلك الفترة، يصور الأدب العبري والشعر الإسرائيلي في تلك الفترة بوضوح، المُنحنى الذي أخذهم من الاستعلاء والكبرياء والغرور والتبجّح، إلى الصدمة والإذلال.

من خلال الشعر الإسرائيلي والأدب، نستطيع أن نرى عن قرب ماذا فعلنا بهم، ونستطيع قياس حجم ما خلفه انتصارنا، مهما حاولت الحكومات تجميل الصورة، وادعاءها كذبًا بأنها لم تهزم، واختلاق القصص التي تقلل من حجم انتصارنا المدوي، والتي يروج لها للأسف بعض المنتمين لهذا الوطن، الذين عادوه باسم جماعات الظلام والرجعية.

ونحن لا نملك إلا البكاء.. قصائد الشعراء الإسرائيليين بعد حرب أكتوبر

سنعرض لكم في السطور التالية أعزاءنا القراء، بعض النماذج من الشعر الإسرائيلي الذي يعكس الشعور العام الذي أحدثته الحرب بين جموع شعبهم، لنرى وجهة النظر الأخرى، والشعور المعاكس لحرب أكتوبر.

ويقول الشاعر حاييم حيفر في قصيدته «رجوناك يا إلهي» المنشورة في إحدى المجلات العسكرية الإسرائيلية والتي صور فيها شعور إسرائيل أثناء وبعد الحرب:

رجوناك يا إلهي

ألا تنزل بنا حربًا ثانية

رجوناك بأعلى أصواتنا

رجوناك في صلواتنا

أدركنا من سنوات الدمار والدم

وثمن الأعداد المتزايدة لقتلانا

رأينا الموت في كوابيسنا

رأيناه يبني رأس جسر إلينا

رأيناه يسير بيننا

رأيناه يهمس بأسمائنا

كهمس الأجهزة اللاسلكية

رأينا عيون نسائنا وقد انطفأ بريقها

رجوناك يا إلهي

ألا يحدث كل هذا

عشنا يا إلهي أربعة حروب كاملة

وتذكرنا كل مآسيها وأحزانها

تذكرنا كل ما كانت تخبئه لنا

سمعنا أنين جرحانا

رأينا وجوههم الرهيبة

رأينا بناتنا في خنادق القيادة

ينامون على أجهزة اللاسلكي

وسمعنا أبناءنا يرسلون للقيادات التقارير المُفجعة

نزلت بنا الحرب بكل قوتها

بكل غضبها

رجوناك يا إلهي ألا يحدث

مع كل دقة من قلوبنا

مع كل نفس في صدورنا

رجوناك، ولكن

ما حدث حدث!

لم ينفعنا الرجاء

لم تسعفنا الصلاة

لم يُجدِ استعطاف الآباء

لم يُجدِ نواح النساء

لم تثمر الآمال

يكفينا ما حدث

فأبعد عنا يا إلهي الخوف والدمار

وكفانا يا إلهي

سأمنا من الحروب.. كفانا يا إلهي حروبًا.

 

وتقول الشاعرة الإسرائيلية إيتان هابير في قصيدتها المنشورة في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية 1973:

طابور طويل..

من النقالات والبطاطين الرمادية

الأفق أحمر بلون الدماء، من انفجارات القذائف

وذخير المدافع كالصراخ والعويل

طابور طويل..

من النقالات والبطاطين الرمادية

وأحذية سوداء، تطل من داخلها

أحذية قتلى المدرعات والمدفعية والمشاة والمهندسين

أحذية قتلى المظليين الحمراء

أحذية جديدة لجيل لم يعرف معنى الحرب

وملابس ملطخة بالدماء

وملابس قتلى الطيارين الرمادية

بعد أن ساروا بسرعة الصوت إلى حتفهم

ووجوه شاحبة مطلة

وجوه ضباط كلها رعب

الضباط الكبار مثل الشباب حديثي العهد بالحروب

وعيون أطفأتها نيران الحرب

نقالات وبطاطين رمادية

ساكتة وصامتة هنا في مملكة الصمت

ونحن لا نملك إلا البكاء!.

 

وفي قصيدة «بعد استيعاب الدرس» للشاعر الإسرائيلي ديدي مانوسي المنشورة في صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائلية في نوفمبر 1973، يقول:

أن تتجرأ وتقول الصدق

ستصل حتمًا للحقيقة

والحقيقة أننا بعد حرب الأيام الستة

ولأسباب تتعدد وتتباين

ساد الشعور بيننا بأننا لن نعيد شيء

ولا حتى شبرًا

لا اليوم ولا الغد

ولا حتى يوم القيامة

وبعد حرب عيد الغفران

وهذا ما يؤلمنا ويوجعنا

أصبحنا مضطرين ألا نكرر أخطاء الماضي

حتى لا نمنع بزوغ شمس السلام.

تابع مواقعنا