السبت 30 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أول طبيبة صماء في العالم تروي رحلتها مع استعادة حاسة السمع من جديد

الدكتورة فادية عبد
كايرو لايت
الدكتورة فادية عبد الجواد
السبت 06/نوفمبر/2021 - 12:46 ص

بعد صمت الليل وسكونه يأتي الفجر حتمًا وتتعالى معه الأصوات، وبعد المعاناة التي يمر بها الإنسان يُرزق بالراحة، حتى لو استمرت أكثر من 30 عامًا، مثلما دامت المعاناة مع الدكتورة فادية عبد الجواد، أول طبيبة صماء بالعالم، التي لم تتوقف عند إعاقتها، وأصرت على تحقيق حلمها بأن تصبح طبيبة برغم الصعوبات التي تواجهها طوال حياتها، وبالرغم من نظرتها للحياة التي أصبحت أفضل بعد نجاحها الكبير فإنها وجدتها أفضل كثيرًا بعد استعادتها حاسة السمع، وتقص عبد الجواد رحلتها بعد العودة من عالم الصمت.

روت فادية لـ القاهرة 24 قصتها التي تعد درسًا لتحقيق الأهداف رغم المعوقات التي يمكن أن تقابل الإنسان، وأيضًا أنه لا يوجد يأس مع الله، فقالت إنها ولدت مثل أي طفل طبيعي، فكانت تسمع وتتكلم حتى سن الـ 11، في تلك الفترة كانت من أفضل الطالبات دراسيًا بشهادة معلميها، كما كانت تظهر عليها الطاقة الكبيرة من خلال اشتراكها في مختلف الأنشطة الفنية  والثقافية.

بدأت الحياة الصاخبة التي تعيشها فادية وتملؤها ضحكاتها تتحول إلى غرفة صماء مظلمة، حيث أُصيبت الصغيرة بمرض الحمى الشوكية، كانت نتيجته فقدان كامل لحاسة السمع لديها، فبعد الموسيقى وسماع صوت الأحبة، أصبحت لا تتمكن حتى من سماع صوتها.

فادية تواصل حياتها بعد فقدانها السمع

وبرغم الصدمة القوية التي وقعت على رأسها، فإنها وجدت الدعم التام من أسرتها ومحبيها، فوصلت بالصدفة إلى طريقة قراءة حركة الشفاه لتتمكن من التواصل مع غيرها، وتدربت على هذه الطريقة إلى أن أصبحت الأسلوب المتبع في حياتها ودراستها، وتمكنت من كسر حاجز الصمت الذي يحاوطها من كل جانب.

الدكتورة فادية عبد الجواد 

واصلت فادية دراستها وحصلت على مجموع 97% في مرحلة الثانوية العامة، وحققت حلمها بأن تصبح طبيبة، فالتحقت بكلية الطب جامعة عين شمس، وكانت من أصعب المراحل التي تمر بها، حيث كانت تفك شفرات المناهج الطبية معتمدة على ذاتها، وتسهر لساعات طويلة تدرس مستعينة بالكثير من الكتب والمراجع.

لا أذكر أنني حصلت على يوم واحد إجازة طوال 6 أعوام. بهذه العبارة وصفت فادية الكفاح التي قامت به في دراسة الطب حتى تخرجت عام 1986 وتخصصت في الجلدية والتناسلية، وأصبحت أول طبيبة صماء في العالم.

أول طبيبة صماء في العالم

تزوجت عبد الجواد وصارت أُمًّا، تلك الأمومة التي كانت سببًا في عودتها من عالم الصمت مرة أخرى، حيث ألحت عليها ابنتها الكبرى جهاد بإجراء عملية زرع قوقعة عام 2006.

شعور فادية بعد استعادة السمع مرة أخرى

تقول فادية: كنت أظن أنني بخير وفي أفضل حال كوني امرأة ناجحة حتى نسيت أنني صماء، ولكنني كنت مخطئة، أول مرة بحياتي أسمع كلمة ماما وأنصت بحرص لصوت أولادي الأربعة، فدائمًا ما أدقق في حركة شفاههم كي أفهم ما يقولونه، ولكن الآن أستعيد التواصل الإنساني الطبيعي بل استعدت الحياة.

أجرت عبد الجواد العملية الثانية عام 2014، بعد 41 عامًا من الصمم واستعادت السمع في الأذن الأخرى.

وقالت عبد الجواد إن الكلمات حينها عجزت عن وصف شعورها بعد استعادة نعمة السمع، وتتمنى لكل شخص أصم أن يعيش تلك اللحظة العظيمة وخاصة الأطفال.

أمنية الدكتورة فادية عبد الجواد

وتتمنى فادية أن ترأس مؤسسة تعمل بقوة على القضاء على مشكلة الصمم بحلول عام 2030، وتسعى جاهدة للقضاء أيضًا على الفيروسات الكبدية نظرًا لأن مصر من أعلى النسب في العالم في نسبة الصمم، وهو أمر لا يليق بمصرنا الغالية.

اختتمت عبدالجواد حديثها قائلة: لا يزال المشوار طويلًا ولازلت أسعى ليس فقط لتأهيل الأطفال مستخدمي القوقعة بل تأهيل المجتمع نفسه للاعتناء واحتواء هؤلاء الأطفال ودعمهم وتأهيلهم وتعليمهم وليكون مشوارهم أقل مشقة من مشواري.

اختيرت عبد الجواد للفوز بجائزة هيلين كيلر الدولية من المنظمة الدولية لشؤون الإعاقة بالأمم المتحدة.

الجوائز التي حصلت عليها الطبيبة الصماء

وحصلت على جائزة إنسان فوق العادة من المجلس الوطني للشباب، بالإضافة إلى الدرع الريادي العالمي للرموز الملهمة حول العالم من شبكة الرائدات العربيات.

 وأيضًا تعتبر فادية سفيرة لحملة مانحي الأمل الدولية التي انطلقت في أكتوبر 2021 في مصر و14 دولة أخرى، ونأمل أن يمتد تأثيرها وفعالياتها للعالم أجمع وألا تتوقف عن حصد الجوائز.

 

تابع مواقعنا