علي جمعة: هناك أئمة خطر على الملة وعلى الإسلام في العالمين
قال الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، وشيخ الطريقة الصديقية الشاذلية إن الأئمة الفقهاء بَنوا بناءً مركبًا عميقًا حتى ظهرت النابتة، فكُّوا ما ركَّبوه، وسطَّحوا ما عمّقوه، وألغوا ما قرروه، وتجرأوا عليهم بما يجعلنا نقول: «حسبنا الله ونعم الوكيل، سيغنينا الله من فضله ورسوله».
وأضاف «جمعة» عبر صفحته الرسمية بموقع «فيسبوك»: «إذا اطلعت على كلام هؤلاء الأئمة وعلى تراكيبهم، وعلى تقواهم وعلى إخلاصهم، وعلى إدراكهم للكتاب والسنة وللغة العرب ولمقتضيات المصلحة والمقاصد والمآلات التي يؤول إليها الحال لعرفت أنهم قد بُعثوا من عند الله سبحانه وتعالى لحفظ هذا الدين، وأن الله جعلهم أسبابًا لهذا الحفظ {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}، فحَفِظ الله هذا الدين بأولئك الأئمة، نوَّر قلوبهم، وطهَّر أرواحهم، وفتح عقولهم، وجعلهم على هذه الدرجة العالية من الخُلُق الكريم ومن العلم العظيم.
وأضاف قائلا: «وعبر القرون في كل مكان وزمان يعظمون هؤلاء الائمة ويجلونهم ويتبعونهم، حتى نبتت النابته من أحداث الأسنان، سفهاء الأحلام، الذين يدَّعون أنهم يقولون من كلام خير البرية، وخير البرية منهم براء، فقالوا: نحن رجال وهم رجال، فهذا الجاهل الغِرّ الذي لا يعرف من أمر نفسه شيئًا صار عالمًا، بل صار يمنح العلم، فالتف حولهم أوباش الناس كالتفاف الذباب على القمامة، أوباش الناس التفوا حولهم لأنهم أفهموهم أنهم سيصيرون علماء بعد جلسة أو جلستين من الجلوس إليهم».
وأشار «جمعة»: «هذا خطر على الملة وعلى الإسلام في العالمين، وهذا فيه سوء قصد، ووالله الذي لا إله إلا هو لو بذل أعداء الإسلام الجهد والمال والنفس والوقت ما وصلوا من الإضرار بالإسلام والمسلمين ما وصل هؤلاء، فإنهم نابتة نبتت في أوساط المسلمين كَرَّت على ما فعله السلف الصالح تحت عنوان السلف الصالح، وكرت على الأحاديث النبوية الشريفة، تحت دعوى أنهم يدعون إلى الأحاديث النبوية الشريفة، الأمة بحالها أخذت بالحديث الضعيف، وجمع الإمام الأردبلي كتابًا أسماه «المعيار»، جمع فيه ألفًا وخمسمائة حديث استدل بها الأئمة في فقههم وهي ضعيفة، ولكن ليس في الباب غيره».