حكم الشرع في أكل لحم الحمير..وهل أكل الخيل مكروه
حكم أكل لحم الحمير الله عز وجل أباح لعباده كل ما هو طيب تقبله النفس وحرم على عباده الخبائث، وبين العلماء والفقهاء ما يجوز للمسلم أن يتناوله كطعام وما حرمه الله عز وجل ووضعوا قواعد لذلك مستدلين بالأحاديث النبوية الشريفة والنصوص الشرعية، أكل لحوم الحيوانات فيها ما حرم تحريمًا كاملًا في القرآن الكريم كلحم الخنزير، وهناك ما ذكره سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم بمنع أكله.. حكم لحم الحمير نوضحه في السطور التالية.
حكم أكل لحم الحمير
حكم أكل لحم الحمير أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى أكدت فيه أن أكل لحم الحمير جائز مع الكراهة شرعًا لكن أكل لحم الخيل حلال أكله مع الكراهة التنزيهية عند أبي حنيفة، وأباحه عدد من الفقهاء الحنابلة والشافعية، كام أن بعض الملكية قالوا إنه مكروه ومنهم من يرى حرمته، كما أن الحمار الأهلي قالت لا يؤكل لحمه عند الحنفية والشافعية والحنابلة والمالكية وهناك قول يؤكل مع الكراهة. وأوضحت دار الإفتاء المصرية في فتواها نصًا أن أكل لحم الخيل مكروه عند الإمام أبي حنيفة واستشهدت دار الإفتاء بحديث شريف عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية وأذن فى لحوم الخيل، وعن أسماء بنت أبى بكر رضى الله عنهما قالت: نحرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا فأكلناه ونحن فى المدينة" متفق عليهما.
وأكل لحم الحمير الأهلية مكروهة عند أغلب الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة، وفقا لفتوى دار الإفتاء، أباح الصاحبان أبو يوسف ومحمد أكل لحم الخيل، وكذلك قال الشافعية والحنابلة ورواية عن المالكية، كما قال بعض المالكية بالكراهة وبعضهم بالحرمة.
سبب تحريم أكل لحم الحمير
سبب تحريم أكل لحم الحمير استندت دار الإفتاء المصرية في الإجابة على هذا الحديث إلى الحديث الوارد عن الإمام البخاري عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر مناديا فنادى: إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس، فأكفئت القدور وهى تفور باللحم، كما أن أكل لحم الحمير يختلف إلى نوعين الأول أجاز أكل لحم الحمار الوحشي والدليل على ذلك أن الصحابي أبا قتادة -رضي الله عنه- صاد مرةً حمارًا وحشيًا، وأخذ قطعةً منه إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأكلها الرسول وقال للصحابة رضي الله عنهم: (هو حلالٌ؛ فكلُوهُ).
سبب تحريم أكل لحم الحمير
و سبب تحريم أكل لحم الحمير خاصة أكل لحم الحمار الأهلي، أنه ورد في هذا الأمر دليل واضح وهو ما رواه الإمام البخاري في صحيحه، عن الصحابيّ جابر بن عبد الله، حيث قال: (نَهَى النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومَ خَيبَرَ عن لُحومِ الحُمُرِ، ورخَّصَ في لحومِ الخَيلِ) وفي سبب تحريم أكل لحم الحمير ما ذكره ورواه الصحابي أبي ثعلبة الخشني، حيث قال عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (حرَّم رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لحومَ الحُمُرِ الأهليةِ) صحيح مسلم.
وذكر أيضا الإمام أبي قدامه تحريم أكل لحم الحمير الأهلية عند أغلب أهل العلم وود فيه لفظ التحريم وقال أيضا الإمام أحمد بن حنبل إن حوالي خمسة عشر من الصحابة كرهوا أكل لحم الحمر الأهلية، بينما قال الإمام ابن عبد البر: إنّ العلماء لم يختلفوا اليوم في تحريم لحم الحمر الأهلية.
وسبب تحريم أكل لحم الحمير بسبب نجاسته، وهو أنه ثبت أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- أمر الصحابة في معركة خيبر بعدم الأكل منها لأنَّها قذرة بسبب أكلها للعَذَرَة -أي الرَّوَث- وفي هذا الأمر أنه ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنَّه قال: (نادى منادي رسولِ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن اللهَ ورسولَه ينهيانِكم عن لحومِ الحمرِ فإنها رجْسٌ فأكفئوها والقدورُ تفورُ بها.
وطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصَحابة رضوان الله عليهم- بإكفاء القدور التي فيها لحم الحمير ويقصد هنا رمي كل ما في القدور من لحم الحمير على الأرض مما يدل هذا الأمر على شدَة النَّهي عن أكل لحم الحمير.
وقال عدد من الفقهاء والعلماء إن سيدنا النبي -صلى الله عليه وسلم- حرم لحم الحمير لما كان في غزوة خيبر لظرفٍ خاص، وهو الخوف على أن تفنى هذه الحمير من كثرة الذبح منها، والبعض قالوا حرمه لأنَّها لم تُخمَّس أي لم تدخل في قسمة الغنيمة، والأخذ من الغنيمة قبل أن يتمَّ تقسيمها حرامٌ شرعًا.
كما أنه حرم أكلها أيضا لأنه وسية للنقل والركوب والزينة والتنقل وقال تعالى في كتابه الكريم (وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً).
حكم أكل لحم الحمار الوحشي
حكم أكل لحم الحمار الوحشي وفقا لآراء عدد من العلماء إنه يجوز شرعًا أكل لحم الحمار الوحشي وهذا أجمع عليه علماء الأمة والفقهاء والدليل على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نهى كان نهيه عن الحمار الأهلي وسمي الحمار الوحشي بالفراء لأنه صنفان الوحشي والأهلي ولما كان نهي النبي كان الحمار الوحشي خارج اطار هذا النهي فقد ثبت عن عمرو بن أمية -رضي الله عنه- أنَّه قال: أنَّ الصَّعبَ بنَ جثَّامةَ أَهْدى للنَّبيِّ - صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عَجُزَ حمارِ وحشي وَهوَ بالجَحفةِ فأَكَلَ منهُ وأَكَلَ منه القومُ.
قالت أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها: نحرنا على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فرسًا ونحن بالمدينة فأكلناه هذا يدل على أن الخيل لا بأس بها، ولكن بعض أهل العلم يكرهها إذا كان لها حاجة وقت الجهاد، أما إذا كان ما هناك حاجة والمسلمون في غنية عنها فإنه لا بأس أن تذبح وتؤكل، أما إذا دعت الحاجة إليها في الجهاد فالأولى تركها للجهاد وعدم ذبحها ليستعين بها المسلمون في جهاد أعدائهم. والحمار الوحشي يختلف في بيته وتربيته عن الحمار الأهلي وفي خلقها لكن لو أصبح الحمار الوحشي متوحش في هذه الحالة لايجوز أكله.