الجنيه المصري بـ 0.96 ليرة.. أبرز أسباب انهيار الليرة التركية
يستمر سيناريو انهيار في الليرة التركية بالتزامن مع قرارات البنك المركزي التركي بانخفاض الفائدة على الليرة، حيث تراجع سعر الليرة ليسجل مستوى أقل من الجنيه المصري، ويساوي الجنيه المصري نحو 0.96 ليرة تركية، والدولار الأمريكي يساوي 17 ليرة تركية.
وتعقيبا على التراجع، قال المركزي التركي، إنه تدخل في سوق العملات بشكل مباشر، من خلال عمليات بيع الدولار الأمريكي، نتيجة إحداث تشكيلات غير صحيحة في أسعار الصرف للعملة الأجنبية.
وأسرع المركزي التركي بالتدخل في سوق العملات، وتمكن من بيع دولارات كثيرة لوقف نزيف تراجع الليرة، ما تسبب في تآكل الاحتياطي الأجنبي المستنزف، وكانت الليرة قد تراجعت بنسبة 8%، قبل تدخل البنك المركزي التركي للحد من خسائر العملة إلى أن استقرت عند 17 ليرة مقابل الدولار الأمريكي.
وفي سياق متصل، قال رئيس غرفة الصناعة التركي، إنه في حالة ذهول من قيام البنك المركزي بتخفيض سعر الفائدة، ومن ثم اتجاهه لبيع احتياطاته من العملة الصعبة في محاولة لمنع انهيار الليرة في سوق العملات.
وينعكس هذا التراجع على الأوضاع المعيشية للمواطنين الأتراك، والذين تآكلت مدخراتهم نتيجة التضخم الذي وصل لـ 20%، مع توقع الخبراء بزيادة النسبة الفعلية لتصل إلى 50%، وهو ما يتضح في تغيير المحلات التجارية لأسعار المواد الغذائية الأساسية بشكل يومي.
ووفقا لوكالة الأنباء رويترز، تراجعت قيمة الليرة بنسبة 55% منذ بداية العام الحالي، من بينها 37% خلال الـ 30 يوما الماضيين.
أسباب انهيار الليرة التركية
وبالحديث عن أسباب انهيار الليرة التركية، يتضح في السياسة الاقتصادية الغير تقليدية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والتي تتمثل في إبقاء أسعار الفائدة منخفضة لتعزيز النمو الاقتصادي في تركيا، وتحسين فرص تصدير السلع التركية لكونها تصبح أقل تكلفة بالعملة الصعبة.
ويرجع أيضا لاستيراد تركيا نسبة كبيرة من المواد الأولية التي تدخل في إنتاج السلع التي تصدرها، وتأتي هذه المستوردات بالعملة الصعبة، ما أدى لزيادة تكلفتها بالليرة التركية نتيجة تدهور سعر الليرة.
ولم يتوقف المصرف المركزي التركي عن التدخل مجددًا في سوق الصرف لمنع انهيار الليرة عبر طرح مئات ملايين الدولارات، ما أثر سلبا على احتياطي البلاد من العملة الصعبة، فقد تدخل المصرف خمس مرات في سوق الصرف خلال الأسبوعين الماضيين وباع ما يعادل أكثر من 4 مليارات دولار من مخزونه المحدود من العملات الصعبة.
وتم تخفيض أسعار الفائدة بناءا على رغبة أردوغان، بمقدار نقطة مئوية واحدة خمس مرات منذ سبتمبر الماضي وخلال تلك الفترة انخفضت قيمة الليرة التركية إلى النصف مقابل الدولار وارتفع التضخم إلى 21%، أي أكثر من أربعة أضعاف الهدف الرسمي البالغ 5%، وفقا لبيانات المركزي التركي.
وبدأ انهيار الليرة التركية منذ عام 2016، حيث كان سعرها في بداية العام 2.92 مقابل الدولار وفقدت خلال ذلك العام 17% من قيمتها لتبلغ في نهاية العام 3.53 ليرة مقابل الدولار، وتراجعت أكثر في أوائل عام 2017 لتصل إلى 3.779 ليرة مقابل الدولار، واستمر تدهورها خلال الأعوام التالية لتصل في الوقت الحالي إلى 17 ليرة مقابل الدولار، مستقرة بذلك عند مستوى 16.3 ليرة.
