السبت 30 نوفمبر 2024
More forecasts: Wetter 4 wochen
رئيس التحرير
محمود المملوك
أخبار
حوادث
رياضة
فن
سياسة
اقتصاد
محافظات

أخطر الكائنات الحية.. ما تفاصيل الشجرة الضارة للبيئة التي تزرعها المحليات بكثافة بمصر؟

أشجار الفيكس
تقارير وتحقيقات
أشجار الفيكس
الإثنين 03/يناير/2022 - 04:20 م

بين الحين والآخر تطفو على السطح أحاديث حول أضرار أشجار الفيكس المزروعة بكثرة في ربوع مصر على البيئة والتربة الزراعية، وتعلو أصوات تنادي بالتخلص منها أو التوقف عن زراعتها واستبدالها بأنواع أخرى صديقة للبيئة. 

وبالتزامن مع ما تناوله الرئيس عبد الفتاح السيسي، في أحد المؤتمرات الخاصة بمشروعات التنمية والحفاظ على الموارد الطبيعية وعدم الإكثار من زراعة أشجار ونباتات الزينة، عاد الحديث مرة أخرى عن أضرار أشجار الفيكس التي استضافتها مصر منذ سنوات عديدة للاستفادة من ظلها الوافر وما تعطيه من لمحة خضراء جمالية في شوارعها. 

وأشجار الفيكس هي نوع من أشجار الزينة كثيف الأوراق، سريع النمو، مستدير الرأس ودائم الخضرة، ومن الممكن أن يصل ارتفاعه إلى 10 أمتار، وينمو في المناطق الدافئة والحارة مرتفعة الرطوبة، لكنه لا يحتمل المناطق الباردة، ويتميز بأن أوراقه غير متساقطة حتى في فصل الخريف، ما يجعله مناسبا لصناعة الأسيجة الخضراء حول المنازل. 

هل تضر بالبيئة؟ 

من جانبها علّقت المهندسة الزراعية أسماء الحلوجي، رئيسة جمعية محبي الأشجار، على ما يتم تداوله عن أشجار عائلة الفيكس وتأثيرها الضار على البيئة.

وقالت الحلوجي في تصريح خاص لـ القاهرة 24، إن أشجار الفيكس هي عائلة تضم ما بين 600 إلى 700 نوعًا من تلك الأشجار أتى بها أحد حكام أسرة محمد علي، وهي أشجار معمرة تبقى لسنوات طويلة، ولا تستهلك مياه كثيرة للري. 

أشجار الفيكس 

 

وأوضحت رئيسة جمعية محبي الأشجار، أن مشكلة أشجار الفيكس التي تجعلها غير صديقة للبيئة هو التقليم والقص الزائد عن الحد، حيث تنمو بداخلها حشرات وآفات حشرية وتكون في هذه الحال بيئة صالحة لتكاثرها، ومن أبرز تلك الآفات هي حشرة القشرية السوداء، وذلك نتيجة تقليم الفروع وعدم التهوية الجيدة التي يخلقها.

وأضافت المهندسة أسماء الحلوجي، أن أشهر أنواع الفيكس هي الفيكس نتدا ficus nitida التي تم زراعتها في الكثير من شوارع القاهرة، وإذا تُركت دون تقليم أو قص زائد عن الحد لن تكون بيئة صالحة لتكاثر الآفات والحشرات بها، مشيرة إلى الاحتياج لكل نوع من الأشجار والنباتات المفيدة لإنتاج الأكسجين وامتصاص ثاني أكسيد الكربون.

وأكدت الحلوجي أن مصر بحاجة لكل الأشجار كنوع من التنوع الإحيائي وتعدد الموائل التي تستوطنها الحيوانات والطيور المختلفة، لافتة إلى أن الشجرة الناضجة يمكنها إنتاج أكسجين يكفي 4 أو 5 أفراد، وأضافت أن كل الأشجار هي مثمرة سواء لثمار الفاكهة أو الزهور والنباتات العطرية أو حتى إثمار وإنتاج الأكسجين وتنقية الهواء من الملوثات أو تستخدم كمصدات للرياح. 

واختتمت رئيسة جمعية محبي الأشجار حديثها بأن استبدال أشجار الفيكس بزراعة أشجار مثمرة أو أشجار الفاكهة تحتاج إلى رعاية وصيانة فائقة وري بمواعيد محددة، فمثلا تحتاج النخلة الواحدة لنحو 60 لتر مياه يوميا لمدة 3 سنوات حتى تنمو.

أشجار الموسكيت

الجدير بالذكر أن هناك نوع آخر من النباتات أو الأشجار التي تستهلك وتستنفذ البيئة وتضر بمواردها وتنتشر أيضا في مصر، وهي أشجار الموسكيت التي تم جلبها من دولة المكسيك، وتمتلك قدرة هائلة على نشر جذورها تحت الأرض إلى مسافة 500م سطحيا، مما يؤدي إلى تدني كفاءة قنوات الري وإعاقة تطهيرها والتوغل على الأراضي الزراعية والقضاء على الأصناف المحلية من الأشجار. 

وصنف الاتحاد الدولي IUCN هذه الشجرة كأخطر الكائنات الحية فى العالم فى حالة إدخالها لتزرع فى بيئات غير بيئاتها الأصلية،  وأطلق عليها بسرطان البيئة أو الشجرة الحمقاء وأن الوطن الأصلي، وهى شجرة دائمة الخضرة طول العام، وأفرعها تنمو بطريقة عشوائية غير منتظمة، وذات أشواك حادة جدا وكثيفة للغاية، تحول حتى دون الاستفادة بها فى رعى الحيوانات المستأنسة، وتشبه فى شكلها بعض الأشجار البرية.

رُصدت هذه الشجرة مؤخرا في البيئة المصرية، ووجدت حول أسوار أحد المشروعات الضخمة بالقاهرة، وتحديدًا على الطريق الدائرى، كما أنها ظهرت فجأة فى جنوب سيناء، وأوشكت عملية تطهير أرض منطقة الطريق الدائرى الأوسط بشرم الشيخ منها على الانتهاء. 

تابع مواقعنا